في ظلّ تصاعد الأسعار وتدهور القدرة الشرائية، يجد مئات الآلاف من المواطنين في السويد صعوبة في تأمين وجبة غذائية غنية بالبروتين بشكل منتظم، فيما تواجه مبادرات الإغاثة ضغوطاً متزايدة. في مركز الصليب الأحمر في حي هوفشو بمدينة سودرتاليا، تُوزع بطاقات شراء غذائية بقيمة 200 كرونة سويدية للفئات الأكثر احتياجاً، لكن المبادرة مهددة بالتوقف قريباً بسبب نفاد الموارد. تقول بابيلونيا شارّو، مسؤولة تطوير البرامج في المركز: «مئتا كرونة، ماذا يمكن أن تشتري بها اليوم؟ حليب وخبز فقط؟»، مضيفة أن العديد من المستفيدين يطلبون مساعدات إضافية، وسط عجز المركز عن تلبية جميع الطلبات. تشير شارّو إلى زيادة ملحوظة في عدد المحتاجين منذ بداية العام، لاسيما من أسر عاملة تواجه صعوبات مالية متزايدة. وتضيف: «هناك أشخاص يطلبون بطاقات الشهر المقبل الآن، على أمل أن تنخفض الأسعار لاحقاً». ونظراً لنفاد البطاقات، يستعد المركز للتحول إلى توزيع سلال غذائية تحتوي على مواد أساسية مثل الطحين والخميرة والمعكرونة والأرز. وفقاً لأحدث بيانات هيئة الإحصاء السويدية (SCB)، فإن 6% من سكان السويد، أي نحو نصف مليون شخص، عاشوا في فقر مادي واجتماعي خلال عام 2023. من بين هؤلاء، نصفهم أفادوا بعدم قدرتهم على تناول وجبة غنية بالبروتين – مثل اللحوم أو الأسماك أو بدائل نباتية – كل يومين. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصاءات لا تشمل فئة المهاجرين غير النظاميين، الذين يُقدّر عددهم بعشرات الآلاف، ويشكلون شريحة من روّاد المركز في سودرتاليا. وفي ظلّ هذا الوضع، تستمر جمعية Matmissionen، التابعة لمنظمة Stadsmissionen، في تقديم الدعم من خلال متاجر تبيع السلع بأسعار مخفّضة للأشخاص الذين لا يتجاوز دخلهم الشهري 13 ألف كرونة. ارتفع عدد الأعضاء من 7,500 في عام 2021 إلى 25,000 في عام 2023. ومع أن المتاجر تسعى لتوفير منتجات طازجة، فإن الكميات المتوفرة غالباً ما تنفد بسرعة. يؤكد يوهان ريندفال، مدير الجمعية، أن الحاجة أكبر بكثير مما تستطيع الجمعية تلبيته: «حتى لو ضاعفنا الكمية المتاحة، فإنها ستنفد أيضاً». أما أنوار، وهي من سكان سودرتاليا وتعتمد على المساعدات الاجتماعية، فتقول إن التغييرات بدأت تؤثر على نمطها الغذائي منذ عامين، حيث اضطرت إلى تقليل استهلاك الفواكه، الخضار، واللحوم. وتضيف: «نشتري أطعمة أقل جودة». صديقتها سهام، التي تعاني من مشكلات صحية، تعجز عن تحمل تكاليف النظام الغذائي الخاص بها، وتقول: «أضطر للتقشف في كل شيء». ارتفاع مستمر في أسعار المواد الغذائية تشير بيانات هيئة الإحصاء السويدية إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 3.9% في فبراير مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وهو أعلى معدل منذ عام 2023. فقد ارتفع سعر القهوة بنسبة 28%، والزبدة بنسبة 26%. وسجلت منتجات الألبان زيادة إجمالية بنسبة 10.4% خلال عام واحد. وخلال السنوات الثلاث الماضية، من يناير 2022 إلى يناير 2025، ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 25%، مع تسجيل أعلى معدلات الزيادة خلال عامي التضخم 2022 و2023.