أثارت السلطات الروسية موجة غضب واسعة بعد توزيع مفارم لحم كهدايا على أمهات الجنود الروس الذين قُتلوا في الحرب الدائرة في أوكرانيا، في خطوة وُصفت بأنها غير لائقة ومثيرة للجدل. "مفرمة اللحم".. رمز للحرب الدموية تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في خسائر بشرية هائلة، ليس فقط في صفوف الأوكرانيين، ولكن أيضًا بين الجنود الروس. وغالبًا ما تُستخدم كلمة "مفرمة اللحم" لوصف تكتيك القتال الروسي، الذي يعتمد على التضحية بأعداد كبيرة من الجنود في المواجهات العسكرية. وفي خطوة مثيرة للجدل، قامت السلطات في منطقة مورمانسك، شمال روسيا، بتوزيع مفارم لحم وأزهار على أمهات الجنود الذين قُتلوا في الحرب، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وقد انتشرت صور لهذه الهدايا على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار انتقادات واسعة. انتقادات حادة واتهامات بالإهانة أفادت وكالة "فرانس برس" (AFP) أن هذه الخطوة أثارت استياءً كبيرًا بين المواطنين الروس، حيث تم تداولها بشكل واسع على المنتديات الإلكترونية الروسية، واعتبرها كثيرون إهانة مباشرة لأمهات الجنود القتلى. ووصفت بعض التعليقات هذه الخطوة بأنها "عار" و**"تصرف غير ملائم"**، مشيرين إلى الرمزية القاسية وراء تقديم مفرمة لحم لأسر فقدت أبناءها في حرب يُطلق عليها بالفعل "مفرمة اللحم". في مواجهة الانتقادات، دافعت السلطات المحلية عن الخطوة، حيث قال رئيس بلدية مورمانسك، مكسيم تشينغاييف، إن توزيع مفرمات اللحم جاء بناءً على طلب إحدى الأمهات، مضيفًا: "إحدى النساء طلبت ذلك، ولم يكن بإمكاننا رفض طلبها." كما قامت الحكومة المحلية بنشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت فيه إحدى الأمهات وهي تؤكد أنها طلبت مفرمة لحم بنفسها، رغم أن ملامحها بدت متوترة ومحرجة. كم عدد القتلى الروس في أوكرانيا؟ لا تزال الأعداد الحقيقية للخسائر الروسية في الحرب غير واضحة، لكن وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، تم توثيق أسماء أكثر من 91,000 جندي روسي قُتلوا في الحرب، رغم أن الأعداد الفعلية يُعتقد أنها أعلى من ذلك بكثير. في أواخر عام 2024، أشارت تقديرات مسؤولين أمريكيين إلى أن عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش الروسي قد تجاوز 700,000 جندي منذ بدء الغزو في فبراير 2022. رغم محاولة السلطات الروسية تخفيف حدة الجدل حول الهدايا، لا يزال الرأي العام الروسي منقسمًا، حيث يرى كثيرون أن هذه الخطوة تعكس تجاهلًا لمعاناة أسر الضحايا، وتزيد من الشعور بالغضب والاستياء داخل المجتمع الروسي.