لعدة سنوات، كانت «إيفا» – وهو اسم مستعار – تتلقى نصائح من الطواقم الطبية بضرورة إنقاص وزنها للتعامل مع مشكلاتها الصحية، قبل أن يتبين أنها كانت تحمل ورماً ضخماً داخل بطنها، بلغ وزنه 8.5 كيلوغرام. تعيش إيفا، وهي في أواخر منتصف العمر، حياة نشطة وتحب التنزه في الطبيعة. قبل سنوات بدأت تلاحظ انتفاخاً في بطنها، وترافق ذلك لاحقاً مع آلام في الظهر ومشكلات في المثانة. وقالت لصحيفة Vetlanda-Posten إنها كانت تضطر إلى تعديل وضعية عمودها الفقري قبل النهوض من مقعدها أو الخروج من السيارة، لتجنب الحاجة الشديدة إلى التبول. وأضافت: «إذا نسيت تعديل وضعيتي، لا أتمكن من التحكم في نفسي وأتبول، وهو أمر محرج للغاية». تشخيصات متكررة بـ«زيادة الوزن» راجعت إيفا مركز الرعاية الصحية الذي تتبع له، فتم تشجيعها على إنقاص وزنها. وعند تغييرها المركز لاحقاً، لم تُفحص مشكلتها في البطن أو الظهر، بل وُجهت إليها النصيحة ذاتها، وهذه المرة ضمن مجموعة مخصصة لإنقاص الوزن. وتابعت: «جلست أستمع إلى نصائح من قبيل استبدال رقائق البطاطا بالبوب كورن. لم أكن أعاني من زيادة مفرطة في الوزن، إذ إن أعلى وزن سجلته كان 83 كيلوغراماً خلال حملي، ولم أفهم سبب التركيز المفرط على وزني». مع مرور الوقت، ساءت حالتها الجسدية والنفسية، إذ تفاقمت أعراضها وتوسعت منطقة الخصر. وعند مراجعة مركز صحي جديد، حاولت إيفا شرح حالتها بشكل مفصل، إلا أن شكواها سُجلت كـ«ألم في الظهر» وتم توجيهها إلى جلسات علاج نفسي وأخرى مخصصة لاضطرابات الأكل. وأضافت: «شعرت بالتمزق والخيبة، كنت أمرّ بوقت عصيب ولم أتلقَ المساعدة المطلوبة من النظام الصحي». تشخيص متأخر... وورم ضخم وفي ربيع عام 2024، قررت التوجه إلى عيادة خاصة وخضعت لعملية جراحية خُصصت لتكميم المعدة مقابل 82 ألف كرونة سويدية. لكنها فوجئت عندما أبلغها الطبيب بعد العملية أن الجراحة لم تُنفذ. وأوضح الطبيب أن ما واجهه داخل البطن لم يكن مفهوماً، وقال لها: «كان كأنه ستارة»، ليتم لاحقاً إعادة المبلغ المدفوع لإيفا، وتحويلها إلى مستشفى حيث تبيّن أن ما تعاني منه هو ورم ضخم يزن 8.5 كيلوغرام. لحسن الحظ، تبيّن أن الورم حميد، وتمت إزالته جراحياً في أغسطس من العام ذاته. وقالت: «كان الورم ضاغطاً على عمودي الفقري والجانب الأيسر من جسدي، وقد دفع بالأمعاء كلها إلى الجهة اليمنى من بطني. لم يكن من الغريب أنني كنت أعاني». في خريف العام نفسه، قدمت إيفا شكوى ضد المركز الصحي الثالث إلى لجنة تعويضات المرضى. ولاحقاً تم تقديم بلاغ بموجب قانون «ليكس ماريا» من قبل مقاطعة يونشوبينغ، ويجري الآن التحقيق في الحادثة من قبل هيئة الرقابة الصحية والاجتماعية (Ivo). وتقول إيفا إنها قررت مشاركة قصتها «لتعزيز الوعي وتشجيع الآخرين على المطالبة بحقوقهم داخل النظام الصحي، خصوصاً النساء، لأنني أعتقد أن جزءاً كبيراً من التعامل الذي تلقيته سببه أنني امرأة، وليس رجلاً».