يمكن أن يؤدي استهلاك ما يعادل زجاجة ونصف من النبيذ أسبوعيًا، أو عشر عبوات صغيرة من البيرة القوية، إلى إخطار مصلحة النقل السويدية (Transportstyrelsen) بشأن استهلاكك المفرط للكحول، مما قد يؤدي إلى سحب رخصة القيادة، حتى وإن لم تكن تقود تحت تأثير الكحول. اختبار الدم قد يكشف استهلاكك للكحول بحسب تحقيق أجرته صحيفة "سكونسكا داغبلادت"، يتم تحديد مستوى استهلاك الشخص للكحول من خلال تحليل دم بسيط يجريه الطبيب، حيث يتم قياس مستوى PEth، وهو مؤشر بيولوجي يكشف عن استهلاك الكحول خلال الأسابيع الأربعة إلى الخمسة الماضية. إذا تجاوز مستوى PEth 0.3، يُصنَّف الشخص على أنه مستهلك مفرط للكحول، وعندها يجب على الطبيب إبلاغ مصلحة النقل، التي قد تتخذ قرارًا بسحب رخصة القيادة. في أحد الحالات التي تناولها التحقيق، خضع رجل يبلغ من العمر 35 عامًا لاختبار PEth دون علمه، أثناء زيارته الطبيب بسبب ارتفاع ضغط الدم. وبعد ظهور النتيجة، فقد رخصة قيادته، رغم تأكيده أن الاختبار أُجري عقب فترة إجازة تخللتها حفلات وشرب كحول أكثر من المعتاد. انتقادات حادة من الأوساط السياسية أثار هذا الإجراء انتقادات واسعة، حيث وصفه عضو البرلمان عن حزب الوسط نيلز باروب بيترسن بأنه "غير منطقي"، مضيفًا: "إذا تم اختباري بعد العطلة الصيفية، فقد أكون في المستوى الثالث من المؤشر، فهل يعني ذلك أنني غير مؤهل لقيادة السيارة؟ هذا الأمر جنوني." كما أعرب عن قلقه من أن يكون وزير البنية التحتية والنقل، أندرياس كارلسون (من الحزب الديمقراطي المسيحي)، مسؤولًا عن هذا الملف، مشيرًا إلى أن حزبه يتبنى نظرة غير علمية تجاه استهلاك الكحول. وأضاف: "الديمقراطيون المسيحيون لديهم موقف غير قائم على الأدلة تجاه الكحول، فهل سيقبل الوزير بهذا النهج؟" هل يمكن تطبيق هذا النظام في دول أخرى؟ يرى بيترسن أن هذا الإجراء يعكس نهجًا غير متوازن، موضحًا أن وكالة النقل السويدية تستند إلى تقييمات هيئة الصحة السويدية (Socialstyrelsen) التي تهدف بالأساس إلى توجيه مستهلكي الكحول لتقليل استهلاكهم، وليس لحرمانهم من رخص القيادة. وعند سؤاله عما إذا كان من الممكن تطبيق مثل هذا الإجراء في الدنمارك، أجاب: "حتى الدنماركيون يتخذون قرارات غبية أحيانًا، لكن هذا الربط بين استهلاك الكحول وسحب رخصة القيادة بهذا الشكل لم يكن ليحدث هناك." مستويات استهلاك الكحول في السويد وفقًا لبيانات المركز السويدي لمكافحة الإدمان والمخدرات (CAN)، فإن 41% من مستهلكي الكحول في السويد يتجاوزون الحدود التي تعتبر استهلاكًا مفرطًا، ما يعني أن نسبة كبيرة من السويديين قد يكونون معرضين لخطر فقدان رخص القيادة إذا تم تطبيق هذا الإجراء بشكل موسّع. كما شكك باحثون في دقة اختبار PEth، الذي طُوِّر في مستشفى جامعة سكونه وأصبح متاحًا للأطباء منذ عام 2006. ويستخدم حاليًا في الفحوصات الطبية المهنية وكذلك من قبل مصلحة النقل السويدية. تحرك برلماني لمراجعة الإجراءات في ظل الجدل الدائر، وجّه بيترسن استفسارًا رسميًا إلى الوزير أندرياس كارلسون لمعرفة كيفية تعامله مع القضية، ولم يستبعد استدعاءه إلى البرلمان للمساءلة. وأضاف: "الوكالة تريد الاعتماد على هذا الاختبار كدليل وحيد، بل وتخطط لخفض المستويات المقبولة، مما قد يؤدي إلى فقدان أشخاص لرخصهم دون أن يكونوا قد قادوا سياراتهم تحت تأثير الكحول. هذه ليست الطريقة الصحيحة لمكافحة القيادة تحت تأثير الكحول." حتى الآن، لم يقدّم الوزير كارلسون أي تعليق رسمي على القضية، فيما أكدت السكرتارية الصحفية له أنها سترد على الاستفسارات في وقت لاحق.