حذّرت الحكومة السويدية من العواقب الوخيمة المترتبة على الرسوم الجمركية التي يلوّح بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة أن النمو الاقتصادي في البلاد قد يحتاج إلى تعديل نحو الأسفل. وقالت وزيرة المالية، إليزابيث سفانتيسون (عن المحافظين)، إن «هذا الأمر مضر جداً بالاقتصاد السويدي». وأشارت سفانتيسون إلى أن أحد الإجراءات المحتملة لدعم الشركات في حال تدهور الوضع، هو إعادة تفعيل نظام العمل الجزئي، الذي سبق تطبيقه خلال جائحة كورونا. وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء أولف كريسترشون (عن المحافظين) ووزيرة المالية يوم الخميس، مع نحو 20 ممثلاً عن النقابات والقطاع الصناعي. وقالت سفانتيسون: «ما جرى خلال الأسابيع والأيام الأخيرة يضرّ بشكل بالغ بالاقتصاد السويدي، والشركات، والوظائف في السويد، إذا ما تصاعدت الأمور واستمرت». ولفتت إلى أن التذبذب في الأسواق المالية يثير القلق لدى المدخرين الصغار والمستثمرين، رغم صعود بورصة ستوكهولم يوم الخميس. وأضافت: «الكثير من السويديين تأثروا خلال الأيام والأسابيع الماضية. علينا أن نتمتع بالهدوء في إدارتنا للوضع، لكن من المؤكد أن كثيرين يشعرون بالقلق». التحذير من فقدان الاستثمارات إذا استمرت حالة عدم الاستقرار، فإن من المحتمل أن تغادر الاستثمارات السويد، وستتطلب التوقعات الاقتصادية المقبلة مراجعة لمعدلات النمو. وأكد رئيس الوزراء أن لدى الحكومة أدوات لمواجهة أي تدهور إضافي. وقال كريسترشون: «إذا انعكست هذه التطورات على السويد بشكل مباشر أو غير مباشر عبر ألمانيا، فإن لدينا القدرة على التعامل مع ذلك بفضل الأوضاع المالية المستقرة ونظام العمل الجزئي الذي يمكّننا من دعم الشركات». ووصفت سفانتيسون موقف ترامب غير المتوقع وتصريحاته بشأن الرسوم الجمركية بأنها ستؤثر على العلاقة مع الولايات المتحدة لفترة طويلة. وأضافت: «هذا يضرّ بالثقة وسيستمر كذلك لفترة غير قصيرة. والمؤسف أن الوضع لم يكن يجب أن يكون بهذا الشكل». لكنها شددت على أن «الاقتصاد والسياسة السويدية ما زالا يتمتعان بالاستقرار». كريسترشون يدعو إلى خفض التوتر نظراً لاعتماد السويد الكبير على التصدير، فإن اندلاع حرب تجارية جديدة قد يضر بالاقتصاد الوطني. ورغم إعلان ترامب تعليق الرسوم الجمركية لمدة ثلاثة أشهر، فإن حالة عدم اليقين لا تزال قائمة. وقال كريسترشون: «إذا دخلنا فعلاً في ما يُوصف غالباً بأنه حرب تجارية، فستكون لذلك آثار سلبية كبيرة. ما يجري الآن بين الولايات المتحدة والصين يمكن وصفه فعلاً بأنه حرب تجارية. إنها فترة شديدة التقلب». ودعا إلى تهدئة الأجواء، رافضاً في الوقت نفسه الإدلاء برأي شخصي حول ترامب. وقال: «مشاعري الشخصية ليست محل اهتمام عندما أمارس السياسة». قلق من إغراق السوق الأوروبية من جهته، حذر وزير المساعدات والتجارة الخارجية، بنيامين دوسا (عن المحافظين)، من احتمال زيادة الصادرات الصينية إلى أوروبا، مما قد يؤدي إلى خطر إغراق الأسواق بأسعار منخفضة. وقال دوسا: «على الصينيين اتخاذ قرار مهم، ونأمل أن يلتزموا بقواعد منظمة التجارة العالمية». المشاركون في الاجتماع – الخميس 10 أبريل أولف كريسترشون، رئيس الوزراء إليزابيث سفانتيسون، وزيرة المالية بنيامين دوسا، وزير المساعدات والتجارة الخارجية عدد من كبار مستشاري الحكومة قادة اتحادات عمالية كبرى مثل LO، اتحاد المهندسين، اتحاد الصناعات المعدنية ممثلون عن كبرى شركات القطاع الصناعي والطبي والغذائي والخشبي والنسيجي مثل SSAB، Holmen، Alfa Laval، AstraZeneca، Södra، وغيرها