قوارب المخدرات نشطت في السويد خلال فترة الإغلاقات

مشكلة حدودية: تهريب المخدرات بحرياً في السويد نشط خلال الجائحة الفيروسية

حينما أغلقت المطارات والطرقات إثر جائحة فيروس كوفيد-19، نشط مهربي المخدرات في البحار، ففي ذروة الوباء حينما كانت الطرق إلى السويد مغلقة حولت دوريات الجمارك وخفر السواحل انتباهها إلى البحر، وما اكتشفوه هناك كان مثيراً للقلق.

فقد أفادت تقارير عديدة بوجود قوارب صغيرة غالباً ما تتحرك دون أية أضواء لها في الليل، وكانت تنقل المخدرات وغيرها من البضائع غير القانونية عبر المياه بين الدنمارك والسويد، وبنفس الوقت يُعتقد أن هناك قوارب شحن أكبر كانت تمر بالسويد وترمي خلفها في البحر طروداً لتجمعها القوارب الأصغر.

وقد أطلق مؤخراً قائد مركز خفر السواحل في مدينة مالمو الساحلية بجنوب السويد، باتريك ليندن، عملية مشتركة مع مصلحة الجمارك أطلق عليها اسم عملية خنزير البحر (Operation Porpoise) لتعقب المهربين البحريين، وقال لوسائل إعلام محلية في الصيف بأنه قلق أن مركزه لا يرى سوى "قمة جبل الجليد"، والآن بعد 3 أشهر من جمع المعلومات الاستخباراتية والبحث قال بأن المهمة المشتركة يجب أن تستمر "نحن بحاجة لمراقبة هذا الموضوع ... من المهم أن نزيد الخطر على المهربين باكتشافهم".

وأوضحت بيانات الشرطة إلى أنه يجري استيراد حوالي 100 إلى 150 طن من المخدرات غير القانونية إلى السويد في كل عام، وتتكون بحوالي 52% من الحشيش المخدر، و22% ماريغوانا، و12% كوكائين، و11% أمفيتامين، و3% أنواع مخدرة أخرى، وتقول السلطات بأن هذه الصناعة تدر ما بين 1 و1.5 مليار يورو سنوياً.

وتصل الحصة الأكبر من المخدرات إلى السويد من خلال الطريق البري الواصل مع الدنمارك، عبر حسر الأوريسندمغر العظيم، وهناك حصة كبيرة أيضاً تأتي عن طريق الجو والبحر.

الانتقال إلى المياه

حينما ضربت الجائحة الفيروسية العالم بما فيها أوروبا، قامت الدنمارك بإغلاق جسر الأوريسند كما تم تعليق معظم الروابط الجوية، لكن رغم ذلك بقيت الطرق البحرية مفتوحة أمام المهربين.

وقد لفت اكتشافين لشحنات كوكايين بملايين يورو، إحداهما على متن قارب شخن في ميناء أوديفالا الغربي والآخر على شاطئ بعيد في نيامسلاغ شمال مالمو، إلى حجم هذه العمليات، وتظهر بيانات الجمارك السويدية ارتفاعاً في اكتشافات تجارة المخدرات في عام 2020 حيث ارتفعت كمية الكوكائين المضبوططة إلى 216 كيلوغرام، بالمقارنة مع 43 كيلوغرام بالعام السابق، وتبلغ حصة كل من أوديفالا ونيامسلاغ باستيراد هذه المخدرات بأكثر من النصف.

ويعتقد الخبراء أن استخدام القوارب لتجارة المخدرات قد كان آخذاً بالارتفاع منذ عدة سنوات، ولكن من المحتمل أنه ارتفع أكثر خلال فترة الجائحة الفيروسية، حيث أدت القيود على الحركة الجوية والبرية إلى تفريغ بعض الجهات والسلطات الرسمية للتركيز على الجانب البحري مما ساعد على اكتشاف هذه الأنشطة الاجرامية بشكل أفضل.

لكن رغم ذلك لا يزال من الصعب معرفة الأرقام الدقيقة لحجم التهريب البحري، حيث لا تزال العمليات الناجحة في البحار قبالة السويد نادرة، فيمكن أن تستغرق رحلة قارب صغير ينتقل بين الدنمارك والسويد 10 دقائق فقط، والمياه غالباً ما تزدحم بحركة مرور بريئة تماماً.

ويقول الباحث في علم الجريمة بجامعة مالمو، كيم مولر "أن مهربي المخدرات وتجار المنتجات غير القانونية الأخرى يسعون دوماً للالتفاف على أية ضوابط تضعها السلطات، ولذلك كان هناك شيء كاللجوء إلى القوارب البحرية بعدما خضعت الجسور للمراقبة الشديدة لفترة من الزمن".

مصادر المخدرات

تقول السلطات السويدية أن هذه المواد المخدرة يجري استيرادها من عدة بلاد، حيث يأتي الحشيش إلى حد كبير من المغرب، والكوكائين من أمريكا الجنوبية، والأخير غالباً ما يأتي إلى أوروبا على متن قوارب شحن كبيرة تتجه إلى هولندا أولاً، وفي موانئ كميناء روتردام يجري نقل الكوكايين إلى قوارب شحن أصغر تتجه إلى أسواق أبعد كالدولة الاسكندنافية، ومن ثم يمكن تفريغ هذه المخدرات في موانئ الوجهة كيوتوبوري أو أوديفالا، أو عبر رميها بالبحر أثناء الطريق وصيدها من البحر لاحقاً.