أظهرت آخر الإحصائيات تزايد حالات التشرد بين المتقاعدين في السويد، حيث أصبحت مشهداً يومياً نراه في شوارع المدن السويدية، خصوصاً في العاصمة ستوكهولم.جمعية "جيش الخلاص Frälsningsarmén" الخيرية، التي تُعتبر من أكبر المنظمات الداعمة للأشخاص بلا مأوى، رصدت ارتفاعاً حاداً في عدد المتقاعدين الذين فقدوا مأواهم. وفي تعليقه على الوضع الراهن، قال بير يوهان فيرنستروم Per-Johan Fernström، ممثل الجمعية: "نراهم يقضون لياليهم في حافلات الليل، في مشهد يدمي القلوب"، مشيراً إلى أن البيئة في الملاجئ الطارئة قد لا تكون مناسبة للمتقاعدين، فقد يشعرون بالقلق وعدم الأمان في تلك البيئة.وتشير الإحصائيات إلى تصاعد الظاهرة، لا سيما في مالمو، يوتوبوري، وحتى في مدن أصغر حجماً مثل أوبسالا وفيستيروس.قد يشعرون بالخجل!ويعتقد البعض أن المتقاعدون في السويد يتجنبون طلب المساعدة من الجهات المختصة. فقد يكون للخجل والشعور بالذنب دوراً في ذلك. بخصوص ذلك، قال فيرنستروم: "يتجنب الكثير من كبار السن طلب المساعدة، حيث يرى البعض أنه من الأفضل تحمل المعاناة بصمت من أجل الحفاظ على كرامتهم، حيث يعتبرون طلب العون شيئاً محطاً للخجل".آخر إحصائية كانت في 2017!حسب آخر إحصاء قام به "مجلس الرعاية الاجتماعية Socialstyrelsen" عام 2017، تبين أن حوالي 33,000 شخص في السويد بلا مأوى، منهم 62% من الرجال و 38% من النساء. وقد بلغت نسبة المولودين خارج السويد 43% من هؤلاء المشردين. وما يثير الانتباه أن عدد الأشخاص الذين يعانون من إدمان أو مشكلات نفسية قد انخفض في 2017 مقارنة بعام 2011.ومن الجدير بالذكر أن 18% من المشردين يعانون من التشرد الحاد، حيث بلغت نسبة النساء 41% والرجال 59%. وكانت ثلث النساء المشردات في هذه الفئة قد تعرضن للعنف من قبل شركاء حياتهم.يُذكر أن مجلس الرعاية الاجتماعية يعتزم إجراء تقييم وطني خلال عام 2023 لظاهرة التشرد في السويد، وذلك لرصد التطورات الحديثة ووضع الحلول المناسبة.