تحوّل موقع الهجوم الدموي في مدرسة ريسبيرسكا، الذي يُعد أسوأ حادثة إطلاق نار في تاريخ السويد، إلى مكان للحداد واستذكار الضحايا. وسط بحرٍ من الشموع والرسائل المؤثرة، وقف حسين (48 عامًا)، محاولًا استيعاب الفاجعة التي حلّت بعائلته، بعدما تأكد مقتل زوجته نيلوفار (44 عامًا) في المجزرة بحسب ما أفادت به صحيفة اكسبريسن. كان حسين وعائلته يعيشون حالة من القلق والترقب منذ وقوع الهجوم، على أمل أن يجدوا زوجته بين الناجين أو المصابين في المستشفيات. لكن الخبر الذي كانوا يخشونه جاء أخيرًا؛ أكدت الشرطة أن نيلوفار كانت من بين الضحايا العشرة الذين قتلهم ريكارد أندرسون داخل المدرسة. اتصال أخير قبل المأساة نيلوفار كانت تعمل وتدرس في نفس الوقت للحصول على شهادة مساعدة التمريض (undersköterska)، وكانت قد ذهبت إلى المدرسة في ذلك الصباح كالمعتاد. عند منتصف النهار، أجرت مكالمة هاتفية مع زوجها حسين، ولم يكن هناك ما يوحي بالخطر. "تحدثت معها أثناء الغداء، وكان كل شيء طبيعيًا"، قال حسين، مستذكرًا آخر لحظاته معها. لكن بعد ذلك، انقطعت أخبارها تمامًا. لم تعد ترد على هاتفها، ولم يكن هناك أي أثر لها في المستشفيات، مما زاد من مخاوف العائلة. وداع مؤلم في موقع الهجوم مع الساعات الأولى من صباح الجمعة، توجه حسين برفقة أفراد من العائلة إلى موقع الجريمة، حيث كانت الشموع المضاءة ورسائل التعزية تنتشر في المكان. وقف الجميع في صمتٍ مهيب، يحدّقون في هذا المشهد الموجع، يحتضنون بعضهم البعض، ويحاولون تقبّل الواقع الأليم. "كان لدينا أمل ضئيل بأنها قد تكون على قيد الحياة، لكن اليوم أصبح علينا مواجهة الحقيقة"، قال أحد أقاربها بصوت مخنوق. أضاف حسين شمعتين إضافيتين إلى المزار التذكاري المتزايد، حيث وضع الناس رسائل وداع وكلمات عزاء وصلوات من أجل الضحايا. بينما يستمر سكان أوربرو في التعبير عن صدمتهم وحزنهم، لا تزال الشرطة تحقق في تفاصيل الجريمة ودوافعها. لكن بالنسبة لحسين، انتهت مرحلة الانتظار المؤلم، وبدأت رحلة الحداد على زوجته التي لن تعود.