«الشتاء قادم» ... بهذه الاستعارة من مسلسل لعبة العروش بدأ يوهان غريب Johan Grip، كبير اقتصاديي أكبر منظمة أعمال في السويد foretagarna، بالتحذير من أنّ تكاليف الكهرباء في السويد قد تجلب كارثة على الاقتصاد، وبأنّه في حال عدم تحرّك السياسيين بسرعة فالكارثة ستصبح محققة وستصيب أصحاب الأعمال والعمّال.يقول غريب بأنّه على عكس المسلسل، فأزمة أسعار الكهرباء حقيقة وقد وصلت بالفعل إلى السويد، وقد تصبح أسوأ بكثير إن لم يتمّ الاتفاق على خطّة لمقاومتها.هل ستخرج الشركات من السويد؟سألتُ يوهان: «هل يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الكهرباء في السويد إلى خروج الشركات من البلاد ونقل إنتاجها إلى بلد آخر أقلّ تكلفة، مثل الولايات المتحدة أو بلد في آسيا؟».يرى يوهان بأنّ النتيجة طويلة المدى لارتفاع تكاليف الكهرباء هي إضعاف القدرة التنافسية الدولية للسويد، وستخرج الثورة الصناعية الخضراء عن مسارها تماماً في الشمال، وهذا سيعني أنّ الوظائف الحالية والمحتملة ستنتقل إلى مكان آخر.لكن يرى يوهان بأنّه على المدى القصير (أي خلال العامين المقبلين)، أعتقد بأنّه بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، سيكون خيارهم إمّا الإغلاق أو الاستمرار. يقول: "أغلب الشركة محلية وهي جزء من المجتمع، فإن كنت تدير متجراً أو مخبزاً كمثال، فنقل النشاط التجاري ليس أمراً تريد القيام به، فالمالكون يهتمون بموظفيهم وعلائلاتهم. بهذا المعنى فأزمة الطاقة مشابهة للوباء، فهي أمر ليس للأعمال يد فيه، كما أنّهم لا يد لهم في قرار إغلاق محطات الطاقة النووية أو في قيام بوتين بالهجوم نحو أوكرانيا وأوروبا".لوم السياسيينيلوم يوهان غريب السياسيين على الخلاف على السلطة والاختلاف حول المسؤول عن الأزمة، بينما عليهم إيجاد حلول. سألته: «أفهم وجهة نظرك، لكنني غير قادر على تخيّل حلّ عاجل للمشكلة الحالية. هل لديك حل عملي يمكن تطبيقه؟».بالنسبة ليوهان هناك الكثير ممّا يمكن القيام به، وأحد هذه الأشياء أن تطلب الحكومة القادمة من الحكومة الانتقالية المساعدة في توجيه مختلف المكاتب الحكومية لتسريع عملها. يضيف: «كمثال، فليطلبوا من SKN أن تسرّع عملها بتقديم اقتراح حول كيفية إدارة الدعم للأسر والشركات، وأن يكون الموعد النهائي للمقترح منتصف شهر نوفمبر. أن القيام بتحديث التعليمات الخاصة بتدابير توفير الطاقة للمكاتب الحكومية والبدء بحملة حول كيفية تقليل استخدام الأسر للطاقة. من الواضح أنّ الأطراف المختلفة لن تعمل معاً أبداً عندما لا تتفق على الحلول. ولكن لا يزال هناك أشياء يمكنهم القيام بها لصالح الأسر والشركات السويدية».ليالٍ حالكة الظلمةإن بقي الوضع على حاله وأغلقت الشركات والأعمال سنواجه مشكلة كبرى أهمّ جزء فيها هو تسريح العاملين وازدياد البطالة. لهذا سألتُ يوهان عن رأيه في الأمر، وإن كان بإمكان العمّال المتضررين أن يقوموا بشيء لمنع حدوث مثل السيناريو القاتم.يرى يوهان بأنّ الحال سيكون أكثر قتامة من المتوقع، والسبب في ذلك أنّ الاقتصاد في حالة ضعف، فإن كان على الشركات أن تسرّح العمّال أو تغلق، لن يكون هناك وظائف جديدة كافية للتعويض عن عمليات التسريح.يرى يوهان أيضاً بأنّ التأثير سيضرب بشكل خاص المجتمعات والمدن الأصغر، فمن المرجح أن يتم إنشاء وظائف جديدة في المدن الكبرى، الأمر الذي سيجبر العمّال بعد ذلك على الانتقال ويضرب بنية المجتمعات القائمة.ينهي يوهان غريب مشاركته معنا بالقول: «أعتقد أنّ الشيء الذي يجب فعله الآن كأفراد هو إدراك أننا جميعاً في هذا معاً. يعني هذا أنّ علينا جميعاً العمل معاً – الأسر والشركات – لتقليل استخدامنا للطاقة في الشتاء القادم، وذلك بهدف إنقاذ الشركات والوظائف وتخفيض الأسعار والتكاليف عنّا وعن جيراننا وعن شركاتنا المحلية. نحن بحاجة لرفع أصواتنا الجماعية لحمل المسؤولين المنتخبين لدينا على تنحية الخلافات الحزبية جانباً من أجل مصلحة البلاد».أتمنى أن تكون أماني يوهان قابلة للتحقيق، مع أنّ المشهد السياسي القائم اليوم لا يجعلني أتنبئ كثيراً بقدرة السياسيين الموجودين في الحكم على الخروج من المأزق والأزمة.