أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كرستيرسون أن بلاده لديها "خطة واضحة للمستقبل" بشأن التعامل مع الوضع الأمني الحالي، مشددًا على أهمية الوحدة الأوروبية وزيادة القدرات الدفاعية في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع أمني ضم قادة الأحزاب البرلمانية السويدية، بمشاركة جهاز الاستخبارات العسكرية السويدي (MUST)، حيث تم استعراض التحديات الأمنية الراهنة. أربع نقاط رئيسية حول الأمن الأوروبي استعرض كرستيرسون أربع استنتاجات رئيسية حول الوضع الأمني في أوروبا، أولها أن "أهداف روسيا من غزو أوكرانيا لم تتغير". أما النقطة الثانية، فتتعلق بتغير لهجة الخطاب الأمريكي، حيث أشار إلى ضرورة عدم استخلاص استنتاجات متسرعة حول موقف الولايات المتحدة من الدفاع عن أوروبا. ثالثًا، شدد على أن القدرات الدفاعية السويدية بحاجة إلى تعزيز سريع، فيما كانت النقطة الرابعة تتعلق بدور الاتحاد الأوروبي، حيث أكد على أهمية التعاون في مجالات العقوبات والمشتريات الدفاعية والصناعات العسكرية. محادثات مع ماكرون حول المظلة النووية الفرنسية كشف كرستيرسون أنه أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس حول الاستراتيجية النووية الأوروبية، في إطار الاقتراح المتعلق بإنشاء مظلة نووية أوروبية مستقلة. وقال رئيس الوزراء السويدي: "ما تفعله فرنسا الآن أمر بالغ الأهمية، فهم لم يفتحوا برنامجهم النووي لأي دولة أخرى من قبل. لا يخضعون لقيادة الناتو، ولا للقيادة الأمريكية، وهذا أمر جوهري". وأضاف أن السويد تعتبر مشاركتها في هذه المناقشات "أمرًا بديهيًا"، مؤكدًا على أن أوروبا يجب أن تعتمد أكثر على قدراتها الدفاعية الذاتية، وليس فقط على الدعم الأمريكي. محلل سياسي: "تحول جذري في المشهد الأمني الأوروبي" علق المحلل السياسي في قناة TV4، ينس بي نوردستروم، على تصريحات كرستيرسون، واصفًا إياها بأنها "إعادة رسم كاملة للخريطة الأمنية الأوروبية". وقال: "أن تتحدث السويد عن الأسلحة النووية مع فرنسا، كان أشبه بحلم محموم قبل ستة أشهر، لكنه اليوم أصبح واقعًا". كما أشار إلى أن هذا التطور يستدعي تسريع وتيرة التسلح الأوروبي لمواكبة المستجدات الأمنية المتسارعة. تحذيرات من "حرب باردة جديدة" أكد كرستيرسون أن نتائج الحرب في أوكرانيا سيكون لها تأثير مباشر على الوضع الأمني في السويد وأوروبا. وقال: "كيف سينتهي هذا الصراع سيحدد مستقبل أمننا. إذا شعرت روسيا أنها نجحت في تحقيق أهدافها، فسنواجه حربًا باردة جديدة طويلة الأمد". يُذكر أن السويد على وشك الانضمام إلى الناتو، وسط جهود لتعزيز قدراتها الدفاعية ومواكبة المتغيرات الجيوسياسية في أوروبا.