يخيم شبح حرب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة على قمة قادة الاتحاد الأوروبي المنعقدة في بروكسل، حيث تصاعدت التحذيرات من فرض تعريفات جمركية جديدة قد تؤدي إلى تصعيد اقتصادي خطير بين الطرفين. السويد تدعو للحوار وتحذر من التصعيد رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، شدد على أن فرض التعريفات الجمركية سيضر بجميع الأطراف، معربًا عن أمله في تجنب المواجهة عبر الحوار الاقتصادي. وقال كريسترسون من بروكسل: «التعريفات الجمركية ليست سوى سياسة اقتصادية سيئة لا تفيد أي طرف على المدى الطويل. نحن كتلة اقتصادية ضخمة تضم 450 مليون شخص، ونسعى لتعزيز التجارة الحرة ليس فقط مع الولايات المتحدة، بل مع جميع أنحاء العالم». كما أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل بالفعل على إبرام اتفاقيات تجارة حرة جديدة مع دول أخرى، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على السوق الأمريكية. الاتحاد الأوروبي يلوح بإجراءات مضادة في المقابل، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك، ميته فريدريكسن، ضرورة أن يرد الاتحاد الأوروبي بحزم في حال فرضت واشنطن تعريفات جمركية جديدة. وقالت فريدريكسن، في تصريحات خلال اجتماع تمهيدي لقادة الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي: «لست من مؤيدي الحروب التجارية، لأن التجارة الحرة هي التي تحقق الازدهار لشعوبنا. ولكن إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية، فلا خيار أمامنا سوى الرد بالمثل». وفي السياق ذاته، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة حماية المصالح الاقتصادية الأوروبية، قائلاً: «إذا تعرضنا لهجوم اقتصادي، يجب على أوروبا، كقوة عالمية، أن ترد بقوة لضمان احترامها». من جهته، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس من أن الاتحاد الأوروبي «ملزم باتخاذ الإجراءات اللازمة» في مواجهة أي خطوات أمريكية تصعيدية. إجراءات أوروبية مرتقبة ضد المنتجات الأمريكية يستعد الاتحاد الأوروبي منذ فترة لمواجهة أي إجراءات أمريكية محتملة، حيث من المتوقع أن يرد بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية معينة، خاصة تلك القادمة من الولايات التي تُعتبر معاقل لأنصار ترامب السياسيين. ومن بين المنتجات التي قد تشملها الإجراءات الأوروبية: مشروب البوربون، الدراجات النارية، وعصير البرتقال من ولاية فلوريدا. ورغم ذلك، لا تزال بعض الأصوات داخل الاتحاد الأوروبي تأمل في تجنب هذا التصعيد. رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، صرح قائلاً: «يجب أن نبذل كل ما بوسعنا لتجنب هذه الحرب التجارية العبثية». بينما حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، من أن أي نزاع تجاري بين واشنطن وبروكسل سيكون في صالح الصين بالدرجة الأولى، قائلة: «إذا بدأت الولايات المتحدة حربًا تجارية، فإن بكين ستكون المستفيد الأكبر».