في خضم الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية العالمية، أكد رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، أن الحكومة السويدية تتابع الوضع عن كثب وتتخذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية الاقتصاد الوطني والمصالح السويدية. وقال كريسترسون، في منشور نُشر على صفحته الرسمية في «فيسبوك»: «تشهد البورصة في الوقت الراهن تحركات كبيرة، وأتفهم تماماً أن العديد من المواطنين يشعرون بالقلق». وأوضح أن «الاقتصاد السويدي قوي، ويتمتع بقدرة على الصمود بفضل ما نمتلكه من احتياطات مالية عامة ونظام مالي مستقر». وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة تتابع التطورات «ساعة بساعة، ويومًا بيوم»، مشيراً إلى أن وزير الأسواق المالية أجرى اتصالات مع رؤساء البنوك الكبرى في السويد، وكذلك مع مسؤولي البنك المركزي، وهيئة الرقابة المالية، وهيئة الدين الوطني. كما أشار إلى أن وزيرة التجارة الخارجية حضرت اجتماعاً مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي لبحث الرد الأوروبي على الرسوم الجمركية الأمريكية، بينما تواصل وزيرة المالية مراقبة الوضع الاقتصادي العام عن كثب. وأكد كريسترسون في ختام بيانه: «سنواصل القيام بكل ما هو ضروري من أجل حماية السويد ومصالحها. لا شيء أكثر أهمية من ذلك». تحذيرات من مشكلات كبيرة في السوق وفي سياق متصل، حذّر وزير الأسواق المالية، نيكلاس فيكمان، من أن بعض الجهات الفاعلة في السوق قد تواجه مشكلات كبيرة نتيجة الاضطرابات الحالية في البورصة. وقال خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم لمناقشة الوضع: «المهمة الأساسية بالنسبة لنا في هذه المرحلة هي مراقبة الوضع عن كثب والتأهب لأي تأثيرات محتملة على النظام المالي ككل». وأوضح الوزير أن السلطات لم تحدد بعد أي جهة تواجه صعوبات مباشرة، لكنه حذر من أن «مشكلات غير متوقعة قد تظهر في أي لحظة». وفيما يتعلق بإمكانية حدوث أزمة مالية جديدة في حال استمرار التراجع في الأسواق، قال فيكمان: «لم نصل إلى تلك المرحلة بعد»، مضيفاً: «لا توجد مؤشرات حالية تدل على ذلك، لكننا لا نستبعد هذا الاحتمال، ونحن على أهبة الاستعداد». اقرأ أيضاً: وزير الأسواق المالية السويدي: الخطر قائم… وعلينا الاستعداد للأسوأ وزيرة المالية: الوضع محزن لكنه متوقع من جانبها، وصفت وزيرة المالية السويدية، إليزابيث سفانتيسون، التراجع الحاد في سوق الأسهم بأنه «محزن للغاية»، لكنها شددت في تصريح لإذاعة «إيكوت» على أن «هذا الانهيار لم يكن مفاجئاً في ظل الظروف العالمية الراهنة». وأضافت: «الأيام المقبلة ستكون مضطربة، لكن علينا أن نتحلى بالهدوء». وعبّرت الوزيرة عن ثقتها في قدرة البلاد على تجاوز الأزمة، قائلة: «قد يكون من السهل قول ذلك، لكنه ليس سهلاً في التطبيق. مع ذلك، سنجتاز هذه الأزمة معاً، كما فعلنا في السابق، وأنا واثقة بأننا سنفعلها مجدداً».