في يوم حافل بالأحداث والتوترات، شهدت مقاطعة سكونه Skåne السويدية جولة لرئيس الوزراء أولف كريسترسون ووزيرة المالية إليزابيث سفانتيسون، اختتمت بجلسة عمل مفتوحة بفندق "سكانديك تريانجيلن Scandic Triangeln" بمدينة مالمو Malmö، والتي لم تسر كما هو متوقع على ما يبدو.Foto: Johan Nilsson/TTالجلسة بدأت بتفاؤل تام، حيث توجه كريسترسون بكلمة للجمهور الحاضر، والذي بدا في البداية متلقياً للرسائل بروح مرحة. ولكن سرعان ما تبدلت الأجواء سريعاً عندما تدخل نشطاء المناخ وأعربوا عن استيائهم من السياسات المناخية التي تنتهجها الحكومة."الناس يموتون! سياستكم المناخية تقتل!" صاح شاب من الجمهور، مما استدعى تدخل فوري من رجال الأمن للسيطرة على الوضع. كريسترسون، وفي محاولة لاستعادة الهدوء، دعا إلى الحوار الهادئ والاحترام المتبادل.لكن، الاضطرابات لم تتوقف عند هذا الحد، إذ صاحت امرأة من بين الحشود، متهمة الحكومة بزيادة الانبعاثات. كما صاح ناشط آخر قائلاً إن "الكهرباء ليست كافية!" وطالب بالتغيير الفوري.Foto: Johan Nilsson/TTشهد الحدث تصاعداً في التوترات، حيث استمرت الفوضى وأطلقت مجموعة "الأمهات المتمردات Rebellmammorna، أغنية احتجاجية، مطالبين بـ"عالم حي". رغم الاحتجاجات والصخب، استمع كريسترسون وسفانتيسون بصبر وهدوء، محاولين التواصل مع الحضور.وفي ردها على الاعتراضات، أكدت الوزيرة سفانتيسون أن الحكومة ملتزمة بتقليل الانبعاثات من خلال الاعتماد على الكهرباء الخضراء. ومن جانبه، أشار كريسترسون إلى الحاجة الماسة لمضاعفة إنتاج الكهرباء وبناء المزيد من محطات الطاقة النووية في جنوب السويد.نظرة عامة على حركة نشطاء المناخ في السويدنشطاء المناخ في السويد، كما هو الحال في أنحاء العالم الأخرى، يقلقون بشدة من مسألة تغير المناخ وينظمون بشكل متكرر مظاهرات وفعاليات للتعبير عن هذا القلق ولدفع الحكومات لاتخاذ إجراءات فعّالة. تتنوع هذه المظاهرات بين مسيرات الشوارع، والإضرابات المدرسية، والعروض الاحتجاجية، وغيرها من الأنشطة.Foto: Johan Nilsson/TTالشباب، خاصة، كانوا في طليعة هذه الحركة، مستوحين من الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبري Greta Thunberg التي أطلقت حركة "الجمعة من أجل المستقبل" (Fridays for Future)، والتي شجعت الطلاب حول العالم على الخروج من مدارسهم والمشاركة في الإضرابات من أجل التغير المناخي.وتتركز معظم مطالب نشطاء المناخ على زيادة الجهود لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتحقيق العدالة المناخية، والتحول إلى مصادر طاقة نظيفة ومستدامة. ويسعى الناشطون إلى جعل التغير المناخي أولوية قصوى في السياسة العامة وتحفيز الحكومة السويدية والمجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمواجهة الأزمة المناخية.[READ_MORE]