حذّرت الحكومة السويدية من تداعيات اقتصادية كبيرة نتيجة ما وصفته بـ«الحرب التجارية الجارية» بين الولايات المتحدة والصين، مشيرة إلى مخاوف متزايدة بشأن كيفية تصرّف الصين في هذا السياق. وقال رئيس الوزراء أولف كريسترشون، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم: «إنه عالم مضطرب»، مشيراً إلى حالة التوتر التي تشهدها السياسة الأمريكية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي. ورفض كريسترشون الإجابة بشكل مباشر عن موقفه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً: «مشاعري الشخصية ليست في موضعها عندما أمارس السياسة». وكان نحو عشرين شخصاً من أعضاء الحكومة وممثلي قطاع الأعمال والنقابات العمالية قد اجتمعوا اليوم لمناقشة الوضع العالمي والاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن السياسة التجارية الأمريكية غير المستقرة. وأضاف كريسترشون: «هناك ما يمكن وصفه بـ(فريق السويد) الحقيقي. الدعم لاتفاقات التجارة الحرة قوي وموحد، وهذا يحمل قيمة كبيرة لبلد مثل السويد. نحن دولة يمكن الاعتماد عليها في دعم التجارة الحرة». من جانبها، وصفت وزيرة المالية إليزابيث سفانتيسون الوضع الحالي بأنه «ضار للغاية» بالاقتصاد السويدي. وقالت: «سنبذل قصارى جهدنا، بالتعاون مع الشركات والنقابات والبرلمان، لتوجيه السويد عبر هذه الأزمة». تحذير من إغراق السوق الأوروبية ووصف كريسترشون التوترات التجارية الحالية بأنها تمثل «حرباً تجارية فعلية» بين الولايات المتحدة والصين. وفي هذا السياق، حذّر وزير التجارة بنجامين دوسا من احتمال أن تؤدي هذه الحرب إلى فائض إنتاج في الصين، مما قد يدفعها إلى إغراق السوق الأوروبية بالبضائع. وقال دوسا: «نحن نرغب في التجارة مع الصين، لكن يجب أن تتم على أسس عادلة. الصين أمام خيار مهم الآن – إما أن تغرق الأسواق ببضائع مدعومة حكومياً وتدمّر أسواقاً تعمل بكفاءة، أو أن تلتزم بمنظومة منظمة التجارة العالمية». وأوضح دوسا أن المشكلة الأساسية في الصين تتمثل في وجود طاقة إنتاجية زائدة نتيجة الدعم الحكومي، مما يدفعها إلى إنتاج سلع تفوق الطلب. وأضاف: «يمكنهم تصدير هذه المنتجات إلى أسواق أخرى حتى ولو كانوا يحققون خسائر على كل وحدة يتم بيعها». وعن المخاطر التي تهدد أوروبا، قال: «الوظائف والشركات معرضة للخطر بسبب ذلك. الخاسر الأكبر سيكون هو الطرف الذي لا يتلقى دعماً حكومياً، إذ لا يمكنه منافسة الأسعار المدعومة». بدورها، أكدت سفانتيسون صعوبة التنبؤ بجميع تداعيات الحرب التجارية، مضيفة: «لكن من المعروف أن الرسوم الجمركية تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الطلب، وهذا أمر سيئ من حيث المبدأ».