في الأسابيع الأخيرة، وجه مالك منصة "X"، إيلون ماسك، انتقادات لاذعة لعدد من القادة الأوروبيين. من بين تصريحاته المثيرة للجدل، قال إن رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر "يجب أن يُسجن"، كما أعرب عن دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، واصفاً إياه بأنه "الحزب الوحيد القادر على إنقاذ ألمانيا". رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون علّق على هذه التصريحات في مقابلة مع برنامج "أجندة" الذي تبثه قناة "SVT"، قائلاً: "ماسك يستخدم أساليب عمل وتعبيرات لا نفضلها نحن، خاصة عندما يتعلق الأمر بعلاقات مع دول أخرى". وأضاف: "أتفهم ردود الفعل القوية التي أثارتها تصريحاته في بعض البلدان". عدد من القادة الأوروبيين، مثل المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره، عبّروا عن قلقهم من تدخل ماسك في سياسات دولهم الداخلية، واعتبروا تصريحاته مثيرة للقلق. أما كريسترشون، فكان أكثر تحفظاً في انتقاداته، مشيراً إلى أن ماسك لديه الحق في التعبير عن آرائه، لكنه استدرك قائلاً: "ما هو قانوني ليس دائماً مناسباً. لا أعتقد أن هذا الأسلوب هو الأنسب. نحن نحترم تقليداً يقوم على عدم التدخل في السياسات الداخلية للدول الأخرى". تتزايد المخاوف في أوروبا من التدخلات المثيرة للجدل للملياردير الأمريكي إيلون ماسك والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث أثارت تصريحاتهما الأخيرة حفيظة القادة الأوروبيين. ماسك، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، انتقد زعماء أوروبيين ودعم حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف علناً، مما أثار جدلاً واسعاً. في مقابلة على منصته "X"، دعا للتصويت للحزب، مما زاد من التوترات السياسية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الألمانية. من جانبه، لم يُخفِ المستشار الألماني أولاف شولتس قلقه من تصريحات ترامب بشأن ضم غرينلاند، معتبراً هذه المطامع التوسعية انتهاكاً لمبدأ حرمة الحدود. وصرح شولتس أن النظام الدولي للسلام يعتمد على احترام الحدود، مشيراً إلى أن أوروبا لن تقبل بهذه السياسات. بدورها، أكدت وسائل إعلام ألمانية، مثل "شبيغل أونلاين"، أن ديناميكية العلاقة بين ترامب وماسك قد تؤثر سلباً على العلاقات الدولية، خاصة مع تزايد نفوذ ماسك في السياسة الأمريكية. وفي السويد، وصف رئيس الوزراء السابق ستيفان لوفين تصرفات ماسك بأنها "تجاوز للحدود"، مشيراً إلى أنه يستخدم منصته للتأثير في السياسة بطريقة تشبه أساليب الفاشيين. تصاعد هذه التدخلات دفع مراقبين إلى التحذير من تأثيرها السلبي على المشهد السياسي الأوروبي، حيث دعا خبراء إلى ضرورة اتخاذ تدابير صارمة للحد من استغلال منصات التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام والتأثير على السياسات الأوروبية.