أكّد رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترشون، أن كل من الاتحاد الأوروبي والسويد في وضع جيد لمواجهة الرسوم الجمركية الجديدة التي تعتزم الولايات المتحدة فرضها، مشدداً على أن الرد سيكون موحّداً من جانب دول الاتحاد. وقال كريسترشون في تصريح لوكالة الأنباء السويدية (TT): «سنرد بشكل مشترك داخل الاتحاد الأوروبي»، مضيفاً أنه أجرى محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل أيام لمناقشة السيناريوهات المحتملة. قلق من التصعيد التجاري ويُنتظر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الأربعاء عن حزمة جمركية كبيرة، في الوقت الذي تدخل فيه حيز التنفيذ رسوم جمركية على جميع السيارات المُصنّعة خارج الولايات المتحدة. وأشار كريسترشون إلى أن الإجراءات الأمريكية تثير القلق مبدئياً، قائلاً: «ننظر إلى هذه التطورات بجدية، وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي ككل يفعل ذلك، خاصة أن السويد من الدول التي تعلّمت من خلال تجربتها التاريخية أن التجارة الحرة مفيدة جداً. إنها تقوّي الشركات، وتُحسّن المنتجات، وتُعزّز العلاقات بين الدول». مع ذلك، قال كريسترشون إنه لا يزال من غير الواضح حجم التأثير الفعلي للقرارات الأمريكية على الاتحاد الأوروبي. اقرأ أيضاً: بعد تجميدها من ترامب.. السويد تطالب باستعادة 120 مليون كرونة الاتحاد الأوروبي قوة مؤثرة وصرّح رئيس الوزراء من موقعه في فوج فيسترنورلاند التابع للقوات المسلحة في مدينة أوسترسوند: «نحن مستعدون لاحتمال أن تكون النتائج سلبية، لكن من الأفضل ألا ندخل في دوامة من الإجراءات الانتقامية بين الدول». ويأمل الرئيس ترامب أن تُسهم هذه الرسوم في إعادة المصانع إلى الولايات المتحدة، ووضع حدّ لما وصفه بـ«سلسلة الإنتاج السخيفة» التي تمتد إلى دول مجاورة. تقدّر الإدارة الأمريكية أن تدرّ الرسوم الجديدة نحو 100 مليار دولار سنوياً من عائدات الضرائب. وفي هذا السياق، شدد كريسترشون على أن «الاتحاد الأوروبي جهة فاعلة قوية في هذا الملف. لا نريد حروباً تجارية أو تصعيداً، لكن الاتحاد الأوروبي كتلة تضم 450 مليون مستهلك ولديه نفوذ لا يُستهان به». تحذيرات من تأثير الرسوم على السويد من جهتها، حذّرت وزيرة المالية السويدية، إليزابيث سفانتيسون، من أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تُوجّه ضربة قوية لصناعة السيارات السويدية، مؤكدة في الوقت ذاته على أهمية وحدة الاتحاد الأوروبي في التصدي للتحديات. وقالت سفانتيسون لوكالة TT: «هذا أمر خطير وسلبي، لكننا سنتجاوز الأمر. السويد تقف على أرضية صلبة من الناحية السياسية والاقتصادية، ولدينا القدرة على تنشيط الاقتصاد لمواجهة الأوقات الصعبة».