ذكرت صحيفة VG النرويجية أن عدد الأشخاص الذين يلجؤون إلى مراكز توزيع الطعام المجاني على المحتاجين آخذ في الازدياد. فحسب ما ورد عن منظمات بنوك الطعام في النرويج Matsentralen Norge فإنها قامت بتوزيع 32% من الطعام هذا العام وأن قوائم الانتظار تزداد في جميع أنحاء البلاد.في هذا الصدد، قالت آن ميريت بيدرسن من منظمة بنك الطعام في مقاطعة روغالاند Rogaland للصحيفة: "لقد شهدنا زيادة كبيرة جداً خلال العام الماضي في الطلب على المواد الغذائية بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء والحرب في أوكرانيا وزيادة أسعار البنزين والديزل. لقد أصبحنا نكافح من أجل توفير وجبات غنية بالبروتين لكل من يحتاجها، ومن ثم توزيعها عليهم". ورغم ارتفاع تكلفة المعيشة في جميع أنحاء أوروبا، إلا أن النرويج تشتهر باقتصادها المستقر وأجورها ومستوى معيشتها المرتفعين، لذلك قد يستغرب الكثيرون من لجوء الأشخاص فيها إلى بنوك الطعام بشكل كبير. كيف يمكن تقدير نسبة الفقر في هذه الدولة الثرية؟ قد يكون من الصعب تحديد نسبة الفقر، خاصةً في بلد يُعرف بأجوره المرتفعة. لذلك يُعد اللجوء إلى قياس الفقر النسبي فيها أفضل الخيارات، حيث يتم بذلك قياس الفقر بالنسبة إلى غالبية السكان في البلاد، ويُعتبر الأشخاص الذين يعانون من أوضاع أسوأ من غيرهم، في حالة فقر نسبي.ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن حوالي 10% من سكان النرويج يعيشون تحت خط الفقر النسبي، الذي يشير إلى أولئك الذين يكسبون أقل من 60% من متوسط الدخل. وحسب ما صدر عن هيئة الإحصاءات النرويجية، يبلغ متوسط الدخل في النرويج حوالي 45830 كرونة شهرياً. وبناءً على هذه المعطيات، يمكن اعتبار من يقل دخلهم عن 27498 كرونة في حالة فقر نسبي. قد يبدو هذا الرقم مرتفعاً مقارنة بمستوى الفقر في البلدان الأخرى، إلا أن منظمات بنوك الطعام أوردت أن الأشخاص الذين يعانون من الفقر في النرويج، يواجهون آثاراً سلبية، متمثلة بسوء التغذية والمشاكل النفسية. علاوةً على ذلك، يؤدي الفقر النسبي إلى عدم الوصول إلى نفس مستوى المعيشة مثل باقي المجتمع بسبب الوضع الاقتصادي. فعلى سبيل المثال، ووفقاً لهيئة الإحصاءات النرويجية، لا يستطيع 4.5% من الأشخاص في النرويج تحمل تكلفة استبدال الملابس التالفة أو البالية، في حين يجد 3.6% ممن تزيد أعمارهم عن 16 عامًا صعوبة في دفع تكاليف أطباء الأسنان. ما هي الفئات الأكثر عُرضةً للفقر في البلاد؟ وفقاً لمنظمات بنوك الطعام، من المرجح أن يعاني اللاجئون والمهاجرون من أصول غير غربية من فقر نسبي. فقد وجد تقرير صادر عن هيئة الإحصاء النرويجية في عام 2021 أن عدد الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض آخذ في الازدياد. كما وجد أن واحداً من كل عشرة أطفال يعيشون في أسر ذات دخل منخفض، وأن ما يقرب من نصفهم يأتون من أصول مهاجرة.هل سيتم رصد ارتفاع في نسبة الفقر أعلى مما هي عليه؟ تشير هيئة الإحصاءات النرويجية إلى أن عدد الأطفال الذين نشأوا في حالة فقر نسبي آخذ في الازدياد. وأن الأشخاص في النرويج يشعرون بالضيق بسبب ارتفاع التضخم وأسعار الطاقة. هذا وخلص تقرير صادر عن معهد أبحاث الاستهلاك النرويجي SIFO في جامعة أوسلو متروبوليتان إلى أن واحداً من كل ثلاثة منازل في النرويج يعاني من أوضاع مالية أسوأ مما كان عليه في يناير / كانون الثاني الماضي. في حين تشكّل القدرة على دفع الفواتير والفوائد وسداد القروض مشكلة لكل واحدة من أربع أسر، فضلاً عن زيادة اللجوء إلى بنوك الطعام في النرويج.