أخبار-السويد

كيف استوردت السويد "الأطفال الجنود" من إفريقيا؟

 كيف استوردت السويد "الأطفال الجنود" من إفريقيا؟ image

نفن الحاج يوسف

أخر تحديث

Aa

الأطفال الجنود

Foto: CORINNE DUFKA/TT

شهدت السويد في عام 2023 تزايداً مقلقاً في حدة عنف العصابات، حيث تجاوزت وحشية الجرائم الحدود لتشمل الأطفال في سنواتهم المبكرة، حيث أُعدم أطفال في سن 13 و14 عاماً في الغابات، بينما وصل عدد المحاكمات للمراهقين البالغين من العمر 15 عاماً في قضايا القتل إلى مستويات قياسية. فكيف وصل "الأطفال الجنود" الذين ارتبطوا بالنزاعات المسلحة إلى إفريقيا.

ظاهرة "الأطفال الجنود"

ظاهرة "الأطفال الجنود Barnsoldater" (الاستغلال العسكري للأطفال)، التي طالما ارتبطت بالحروب الأهلية في أفريقيا، أصبحت الآن واقعاً مريراً في السويد، حيث صور طفلان يبلغان من العمر 14 عاماً أنفسهما وهما يطلقان النار من سلاح آلي على شقة يقيم بها أطفال صغار. وفي حادثة أخرى، أُرسل مراهقان في الخامسة عشرة، مسلحين بأسلحة آلية، إلى مركز تجاري في الضواحي لتنفيذ عملية قتل عشوائية.

كما وقعت حادثة صادمة حيث قام مراهق بإعدام آخر في مطعم سوشي، مما يبرز مدى تغلغل ثقافة العنف بين الشباب. وتأتي هذه الحوادث من أسبوع واحد فقط في يناير/كانون الثاني، في جنوب ستوكهولم، حيث تم احتجاز أكثر من 50 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً خلال عشرة أشهر.

وفي هذا الإطار، أشارت كارين هامار Karin Hammar، المدعية العامة في الادعاء العام في المنطقة الجنوبية، إلى التحول السريع والخطير في نوعية الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الأطفال، مؤكدة أن الجناة الأكبر سناً يستغلون الأطفال كجنود في أعمالهم الإجرامية. هؤلاء الأطفال، الذين كانوا في السابق مجرد رسل، أصبحوا الآن قتلة يسافرون عبر البلاد لتنفيذ عمليات القتل مقابل المال.

منظمة Bris ترصد زيادة في مكالمات الأطفال المتورطين بالعصابات

وفي ظل هذه الأوضاع، تلقت منظمة حقوق الطفل "Bris" زيادة كبيرة في عدد المكالمات من الأطفال الصغار المتورطين في الجريمة العصابية والذين يعيشون في خوف دائم، حيث يقول ماغنوس ياغيرشكوغ Magnus Jägerskog، الأمين العام لمنظمة Bris، في تصريحات له: «نحن نسمع من أطفال يصفون حالة طارئة مليئة بالخوف الشديد. هم يريدون الخروج من هذه الدائرة الإجرامية، لكن يواجهون تهديدات واضحة بالأذى من العصابات إذا حاولوا الانسحاب».

ارتفاع حالات اتهام الأطفال بالجرائم الجسيمة

وفي ضوء ذلك، يشير الارتفاع الملحوظ في عدد الأطفال المتهمين بجرائم القتل، محاولات القتل، أو التخطيط للقتل خلال عام 2023 إلى تحدي كبير يواجه المجتمع والسلطات السويدية. بحسب بيانات وكالة الأنباء السويدية "TT"، تم اتهام 22 شخصاً في سن الخامسة عشرة بارتكاب جرائم خطيرة حتى شهر سبتمبر/أيلول، وهو رقم يفوق بكثير الأعوام الخمسة السابقة التي تراوحت فيها الأعداد بين خمسة وتسعة.

ووفقاً للتلفزيون السويدي "SVT"، فإنه بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب تم توجيه 84 اتهاماً ضد مراهقين بين 15 و17 عاماً، مقارنةً بـ 53 اتهاماً خلال العام الماضي، وثمانية فقط قبل عشر سنوات.

الشرطة السويدية تكشف عن تقارير محلية لرصد الهياكل الإجرامية

بدأت الشرطة السويدية منذ عام 2019 بإعداد تقارير محلية لوصف الهياكل الإجرامية في مناطق الشرطة المحلية. ويتم تحديد الفاعلين الإجرامية في أربعة مستويات مختلفة A-D، حيث يُعتبر الفاعلون من المستوى A هم قادة العصابات، بينما يُصنف الفاعلون من المستوى D على أنهم أطفال في منطقة الخطر.

وفي عام 2023، قامت الشرطة بتصنيف الأفراد في الفئات الإجرامية المختلفة على النحو التالي (مع ذكر الأعداد لعام 2022 في القوسين):

- A-aktörer (قادة العصابات): 1,078 (910)

- B-aktörer (المنفذون): 3,998 (3,557)

- C-aktörer (الشباب المعرضون للخطر): 3,246 (2,787)

- D-aktörer (أطفال في منطقة الخطر): 2,047 (1,659)

- الإجمالي: 10,369 (8,913)

بالإضافة إلى هذه الأرقام، أضافت الشرطة 21,000 شخص آخرين متهمين بالتواطؤ في الأنشطة الإجرامية. 

وفي نهاية الخبر، تُعد هذه الأرقام بمثابة إنذار للمجتمع السويدي، وتبرز الحاجة الماسة لتدخلات موجهة لحماية الأطفال والشباب من التورط في الجريمة العصابية وعالم العنف الذي يحيط بهم.

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©