Aa
التحدث مع الأطفال عن النزاعات والحروب يمكن أن يكون تحدياً كبيراً. قد يشعر الآباء بالقلق حول كيفية شرح هذه الأحداث المعقدة والمؤلمة بطريقة تكون مناسبة لأعمار أطفالهم وتحميهم من الأذى النفسي. ومع ذلك، فإن تجنب الموضوع قد يؤدي إلى مزيد من القلق والخوف لدى ال
التحدث مع الأطفال عن النزاعات والحروب يمكن أن يكون تحدياً كبيراً. قد يشعر الآباء بالقلق حول كيفية شرح هذه الأحداث المعقدة والمؤلمة بطريقة تكون مناسبة لأعمار أطفالهم وتحميهم من الأذى النفسي. ومع ذلك، فإن تجنب الموضوع قد يؤدي إلى مزيد من القلق والخوف لدى الأطفال.
في هذا المقال، نستعرض بعض الاستراتيجيات التي يمكن للآباء استخدامها للتحدث مع أطفالهم عن النزاعات والحروب بطريقة داعمة وإيجابية.
فهم مشاعر الطفل
قبل البدء في الحديث، من المهم أن تفهم مشاعر طفلك ومستوى فهمه للأحداث الجارية. اطرح أسئلة مفتوحة لتشجيعه على التعبير عن مشاعره وأفكاره. استمع بانتباه وكن مستعداً لتقديم الدعم العاطفي.
أكّد له أنك تتفهم مشاعره، وطمئنه أن كل ما يشعر به طبيعي. بيّن له أنك تنصت إليه بكلّيتك من خلال منحه كامل اهتمامك، وذكره بأنك ترحب بحديثه إليك — وقتما يشاء — أو إلى أي شخص بالغ آخر موضع ثقة.
استخدم لغة بسيطة وواضحة
عند التحدث مع الأطفال عن النزاعات والحروب، من المهم استخدام لغة بسيطة وواضحة تتناسب مع أعمارهم. تجنب الدخول في تفاصيل معقدة أو مروعة قد تؤدي إلى إثارة القلق لديهم، وتذكر أنه لا بأس عليك إن لم تستطع أن تقدم جواباً لكل سؤال. يمكنك القول بأنك بحاجة إلى البحث عن الجواب أولاً.
التركيز على الإيجابيات
ركز على الجهود الإيجابية التي يبذلها الناس لحل النزاعات وإنهاء الحروب. شجع الطفل على التفكير في كيف يمكن للأفراد والمجتمعات العمل معاً لتعزيز السلام والعدالة.
حتى وإن كان الصراع يحدث في بلد بعيد عنك فيمكنه أن يغذي التمييز في قلب المكان الذي تحيا فيه. تحقق من أن أطفالك لا يعانون من التنمر أو يساهمون فيه. وإذا تم نعتهم بألقاب معينة أو تعرضوا للتنمر في المدرسة، شجعهم على إخبارك بما يحدث معهم أو إخبار شخص بالغ يثقون به.
أكد على الأمان
من المهم أن تطمئن طفلك أنه في مأمن وأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعملون للحفاظ على سلامته. يمكن أن يؤدي التدفق المستمر للصور والأخبار المزعجة إلى الشعور بأن الأزمة تحيط بنا. قد لا يميز الأطفال الأصغر سناً بين الصور التي تظهر على الشاشة وواقعهم الشخصي، وقد يتسرب لهم الاعتقاد بأنهم في خطر داهم، حتى لو كان الصراع يحدث بعيداً عنهم. ولربما رأى الأطفال الأكبر سناً أشياء تقلقهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فيخافون من كيفية تصاعد الأحداث. تحدث عن الإجراءات التي تتخذها الأسرة والمجتمع لضمان الأمان.
شجع على الأسئلة
كن مستعداً للإجابة على أسئلة طفلك وتوضيح أي لبس قد يكون لديه. التحدث عن النزاعات والحروب يمكن أن يكون فرصةً لتعليم الطفل عن أهمية التعاطف والتفهم والسلام.
وكن مستعداً للحوار مع طفلك إذا ما أثار تلك المواضيع. وإذا حدثك بها قبل وقت النوم مباشرة، فاختم حوارك معه بأمر إيجابي، مثل قراءة قصته المفضلة لمساعدته على النوم بعمق.
نصيحة أخرى
يمكنك مساعدة طفلك على التخفيف من حدة توتره من خلال القيام ببعض الحركات معاً، كتطبيق التنفس من البطن:
- خذ نفساً عميقاً 5 مرات، واستمر في ذلك لـ 5 ثوان. ثم ولـ 5 ثوان أخرى أطلق تلك الأنفاس. خذ نفسك من خلال أنفك وأخرجه من فمك.
- بسّط الأمر لطفلك قائلاً له أن استنشاقه أشبه بنفخ معدته كالبالون، وأنه وعندما يزفر فإن الهواء يخرج ببطء من البالون مرة أخرى.
التحدث مع الأطفال عن النزاعات والحروب يتطلب حساسيةً وتعاطف. من خلال توفير معلومات واضحة ودعم عاطفي، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على فهم هذه الأحداث الصعبة وتطوير مهارات التعامل معها.