أخبار السويد

كيف دمر تعطل الثلاجة في كارولينسكا مواد وعينات نادرة عمرها أكثر من 30 عام؟

كيف دمر تعطل الثلاجة في كارولينسكا مواد وعينات نادرة عمرها أكثر من 30 عام؟ image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

كارولينسكا

خطاً كارثي يؤدي لتدمير مواد بحثية هامة في السويد

توقفت أجهزة التجميد فجأة عن العمل في معهد كارولينسكا KI، ما أدّى إلى تدمير المواد البحثية الفريدة عالمياً، وعينات المرضى التي تمّ جمعها على مدار أكثر من 30 عاماً. يبدو أنّ خطأ في جهاز الإنذار هو الذي أدّى إلى ذلك. لكنّه لم يكن الخطأ الأول، ولم تكن تلك المرة الأولى التي يصيب الثلاجة عطل.

لا يمكننا في هذه اللحظة أن نتعرّف على السبب بشكل يقيني، فعندما تواصلتُ مع البروفسور ماتي سيلبيري Matti Sällberg، العميد والمتحدّث الرسمي باسم معهد كارولينسكا في هذه القضيّة، لسؤاله عن سبب ما حدث، قال: "قامت KI بتعيين لجنة داخلية وخارجية لفهم ما حدث وكيف يمكن أن يحدث. وسيتم نشر التقرير النهائي للعموم عندما تنتهي اللجان من عملها. وقد تم بالفعل الآن اتخاذ بعض الإجراءات الفورية لضمان استقرار المنشأة".

كتبت DN عن الحادثة قائلة إنّ هناك خطأ جسيماً في نظام الإنذار في منشأة التبريد كان معروفاً لمؤسسة KI قبل وقت طويل من وقوع الحادث. في دار الأبحاث نيو Neo يقوم مئات الباحثين من عدّة مؤسسات مختلفة ضمن معهد KI بتخزين عيناتهم. في بعض الحالات يتم تخزين مواد فريدة على نطاق عالمي.

كان طالب الدكتوراه ميكيل ريدين Mikael Rydén هو أوّل الواصلين إلى نيو في عطلة عيد الميلاد، حين اكتشف أنّ درجة الحرارة في المجمّدات - التي يجب أن تبقى عند 190 درجة تحت الصفر - مرتفعة للغاية لدرجة أنّ إحداها كانت حرارتها 22 درجة مئوية. وقد قال: "هذا شيء مررتُ به كباحث سريري".

يدرك ريدين مدى خطورة ما حدث، لهذا يقول: "ما يجعلنا باحثين سريريين متميزين هو مجموعات العينات لدينا. إنّ خسارة ما يملكه المرء بهذه الطريقة يشبه تماماً إحراق منزله. لا يوجد تشبيه جيد حقاً، لكنه سيكون بمثابة صدمة. هذا شيء نفكر فيه أنا وزملائي يومياً ونفكّر فيه ليلاً. هل كان من الممكن القيام بشيء آخر؟".

لكن ليست هذه المرّة الأولى التي يحصل ذلك، فقبل عدّة أعوام تعطّلت الثلاجة الموجودة في المكان ذاته في دار نيو، وفي حينها أيضاً تمّ تدمير مواد بحثيّة قيّمة. في تقرير التفتيش الخاص بالمعهد لعام 2023، جاء بأنّه "تمّ إغلاق النظام عدّة مرات، وكان يتطلّب إعادة التشغيل يدوياً".

ويُظهر التقرير بأنّ الشركة المزوّدة للثلاجات حاولت إصلاح الأخطاء، لكنّ الإنذارات تكررت كثيراً بعد ذلك، وأرهقت الموظفين بالإنذارات الكاذبة، الأمر الذي قوّض مصداقيتها، وجعل كثيرين يتجاهلون الإنذارات الحقيقية التي وصلت لهم يوم الحادث.

الحلقة المفقودة

عندما تواصلتُ مع شركة Nordomatic، وهي الشركة المورّدة للثلاجات، لأفهم ما حدث، لم ترغب بالتعليق على الأمر. وكانت الإجابة التي حصلت عليها هي: "نحن نقوم اليوم بالتعاون مع KI بالتحقيق في المسألة، ولا يمكننا التعليق بانتظار نتائج التحقيقات".

لكنّ راديو السويد ذكر بأنّ هناك مشاكل سابقة تتعلّق بإمداد النيتروجين الفعلي في ثلاجات مركز نيو. فالثلاجات تعتمد على النيتروجين السائل للحفاظ على درجات الحرارة منخفضة جداً في الثلاجات، ويبدو أنّ هناك مشكلة في الحفاظ على التوريدات من الخزانات المستقلة الخارجية.

وفقاً لإيفا هلستروم ليندبيري Eva Hellström Lindberg، البروفسورة وكبيرة الأطباء في كارلوينسكا، فالعينات التي تدمّرت تصل قيمتها إلى نصف مليون كرون، وقد قامت البروفسورة بتقديم بلاغ إلى الشرطة بما حدث ليساهموا في التحقيق، والسبب في ذلك وفقاً لها أنّ هناك الكثير من المرضى المستقبليين سيتأثرون بفقدان العينات والأبحاث التي كان من الممكن أن تؤدي لإيجاد علاجٍ لهم.

عملية قرصنة

ذكرت جميع وسائل الإعلام التي غطّت الخبر احتمال وجود هجوم خارجي (عمليّة قرصنة)، وناقشت هذا الاحتمال مع أشخاصٍ مختلفين. ولأنني لم أجد في التحقيقات التي تمّ الإعلان عنها حتّى الآن أيّ شيء يدلّ على وجود تدخل خارجي، فقد توّجهت بالسؤال إلى البروفسور ماتي سيلبيري.

ردّ المتحدّث الرسمي باسم المعهد في هذه القضيّة: "لا توجد حتّى الآن أيّ مؤشرات على تدخل خارجي". لكن ربّما الأمر الأهم الذي قاله في هذا السياق: "الكمبيوتر الذي يتحكم في تدفق سائل النيتروجين N2 لم يكن متصلاً بالإنترنت"، ما يعني بأنّ احتمال حدوث قرصنة خارجية عبر الإنترنت شبه معدومة.

آثار كارثيّة

يقول سيلبيري بأنّ تقدير الخسائر والأضرار غير ممكن اليوم قبل الانتهاء من التحقيقات في الحادث، ولكنّه يضيف بأنّ العواقب واسعة النطاق للغاية، وأنّ ما كان ممكناً بالنسبة لبعض الباحثين عمله خلال السنوات الخمس المقبلة لم يعد ممكناً اليوم، وسيكون عليهم تغيير اتجاهاتهم وإعادة ترتيب أوراقهم.

وفقاً لبيتر هوغلوند Petter Höglund، رئيس قسم الطب: "إنّها كمية كبيرة جداً من المواد البحثية التي لا يمكن تعويضها والتي تحتوي على عينات وخطوط خلايا ومواد حيوية تم جمعها على مدار عقود. الآن تعمل المجموعات البحثية المعنيّة على حصر حجم الخسائر بالكامل. التحليلات التي تم إجراؤها حتى الآن تتحدث عن نفسها: سيكون للحادث عواقب بعيدة المدى على أبحاث القسم في المناطق المتضررة".

في الختام… ليس هناك ما يمكن فعله لاستعادة ما ضاع، وكلّ ما يمكن فعله هو تحديد الخطأ والحرص على عدم تكراره. وبالنسبة للآثار على العاملين والموظفين الذين رأوا بأنّ ما حدث أكثر من كارثي، وخاصة الذين تعتمد أبحاثهم على العينات والمواد التي تمّ تدميرها، قال لنا ماتي سيلبيري: "يتم تقديم الدعم للموظفين في الأزمات وقمنا بإنشاء قنوات جيدة للمعلومات".

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©