منوعات

كيف يؤثر امتلاك جنسية في بلدان الشمال الأوروبي على حقوق التصويت فيها؟

كيف يؤثر امتلاك جنسية في بلدان الشمال الأوروبي على حقوق التصويت فيها؟
 image

دعاء حسيّان

أخر تحديث

Aa

كيف يؤثر امتلاك جنسية في بلدان الشمال الأوروبي على حقوق التصويت فيها؟

تمتلك كلّ من الدول الاسكندنافية الثلاث قواعد مختلفة فيما يتعلق بالحصول على الجنسية فيها. وفي هذا الإطار، قد يُضطرّ بعض الأجانب المقيمون فيها الانتظار لفترات زمنية مختلفة قبل التأهل للحصول على الجنسية. هذا وتسمح البلدان الثلاثة لمواطنيها فقط بالتصويت في الانتخابات البرلمانية، على الرغم امتلاكها لقواعد تسمح للأجانب بالمشاركة في الانتخابات المحلية في بعض الحالات. ونظراً لأن قواعد الحصول على الجنسية تؤثر على المتمتعين بحق التصويت من المقيمين المولودين في الخارج، أو المولودين محلياً في بعض الحالات، إلا أنها تؤثر أيضاً على النسبة الإجمالية للسكان الذين يمكنهم التصويت.

السويد

الحصول على الجنسية

يمكن لمواطني الاتحاد الأوروبي وغير الأوروبيين التقدم بطلب للحصول على الجنسية السويدية بعد العيش في السويد لمدة خمس سنوات متواصلة بموجب حق الإقامة. ويمكن في بعض الحالات، تقصير هذه الفترة. وإلى جانب تحقيق شرط الإقامة، يجب على مواطني الاتحاد الأوروبي وغير الأوروبيين إثبات حسن سلوكهم، حيث تقوم وكالة الهجرة السويدية بطلب معلومات عن الديون والسجلات الجنائية الخاصة بالأشخاص المتقدمين للحصول على الجنسية في الدولة، إذ يمكن رفض طلباتهم في حال ترتب عليهم ضرائب غير مدفوعة أو غرامات أو رسوم أخرى.

هذا ولا تُعتبر مهارات إجادة اللغة السويدية ومعرفة المجتمع السويدي شرطاً أساسياً للحصول على الجنسية في الوقت الحالي، إلا أن هذا الأمر قد يتغير مستقبلاً. وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة طلب الحصول على الجنسية يبلغ 1500 كرون سويدي، أي حوالي 150 يورو.

حق التصويت في الانتخابات

وفقًا لقاعدة البيانات الإحصائية السويدية، قُدّر عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً في السويد بـ 8254086 شخصاً في عام 2021. ووفقاً للأرقام الرسمية، امتلك 7712103 شخصاً منهم حق التصويت في انتخابات البلاد التي جرت في سبتمبر/ أيلول. ما يعني أن أكثر من 540000 بالغٍ أو حوالي 6.5% ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاماً امتلكوا حقّ التصويت في الانتخابات البرلمانية في البلاد بغض النظر عن كونهم مواطنين سويديين أم لا. 

النرويج

الحصول على الجنسية

يمكن لمواطني الاتحاد الأوروبي وغير الأوروبيين التقدم بطلبٍ للحصول على الجنسية النرويجية بعد العيش فيها لمدة ثماني سنوات من الأحد عشر عاماً الماضية، وفي حال كان لديهم تصاريح إقامة صالحة لمدة عام واحد على الأقل خلال تلك الفترة. كما تفيد قاعدة جديدة، دخلت حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني 2022، أنه يمكنك التقديم للحصول على الجنسية بعد ست سنوات بدلاً من ثمانٍ في حال كان لدى المتقدّم دخل كافٍ. كما يمكن للأشخاص الذين لديهم أزواج أو شركاء نرويجيين التقدم للحصول على الجنسية بعد العيش في النرويج لمدة ثلاث سنوات من السنوات العشر الماضية.

هذا ويجب على المتقدمين اجتياز اختبارات اللغة النرويجية واختبار الجنسية، في حين تتضمن الوثائق المطلوبة قائمة كاملة بعمليات الدخول إلى النرويج والمغادرة منها، وسبع سنوات على الأقل من الإقرارات الضريبية، إضافة إلى تقرير "حسن سلوك" صادرٍ عن الشرطة.  

تُقدّر تكلفة تقديم طلب للحصول على الجنسية بـ 6500 كرون (620 يورو) إذا كان عمرك أكبر من 18 عاماً. إلا أنه يُمكن تخفيض هذه الرسوم أو التنازل عنها تماماً في حال كنت مواطناً من بلدان الشمال الأوروبي، أو حاملاً للجنسية النرويجية سابقاً، أو كان عمرك أقل من 18 عاماً.

حق التصويت في الانتخابات

وفقًا لإحصاءات النرويجة، امتلك 3892507 شخصاً حق التصويت في آخر انتخابات برلمانية نرويجية جرت في عام 2021، كان من بينهم 344976 شخصاً من خلفية مُهاجرة، و62093 مواطناً جديداً يُدلي بصوته للمرة الأولى. هذا وبدأت النرويج بالسماح بامتلاك جنسية مزدوجة في عام 2020، ما أدّى إلى تضاعف عدد المواطنين الجدد القادرين على التصويت في عام 2021. 

تمتلك البلاد 1111010 شخصاً يتراوح أعمارهم بين 19 عاماً أو أقل من إجمالي عدد سكان البلاد الذي بلغ 5425270 في عام 2022، ما أعطي حق التصويت لحوالي 4300000 شخص في الانتخابات الأخيرة. إلا أنه يجب ترك هامشٍ للخطأ لأن البيانات النرويجية تجمع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 19 عاماً مع فئات عمرية أصغر. ووفقاً لموقع The Local، وبناءً على هذه الأرقام، لا يمتلك ما يقرب الـ 9.5% من البالغين في النرويج حق التصويت.

الدنمارك

الحصول على الجنسية

يجب على المتقدمين ملاقاة عدد من المعايير والمتطلبات المحددة بدقة للتأهل للحصول على الجنسية الدنماركية، والتي تنقسم إلى ست فئات رئيسية تتمثل بتقديم إعلان الولاء للدنمارك، واستيفاء معايير الإقامة التي تُقدّر عادةً بتسع سنوات، والتحرر من الديون على مستوى القطاع العام، والاكتفاء الذاتي من الناحية المالية، إضافة إلى عدم وجود أي إدانات جنائية مُسجّلة ضدّهم، وشغل وظيفة بدوام كامل أو قيادة عمل خاص لمدة ثلاث سنوات ونصف من السنوات الأربع الماضية، وأخيراً إجادة اللغة الدنماركية واجتياز اختبار المواطنة وإثبات المعرفة بالمجتمع الدنماركي وقيمه. 

يمكن للأشخاص المتزوجين من دنماركيين التأهل للحصول على الجنسية بعد 6-8 سنوات اعتماداً على طول فترة الزواج. كما لا يمكن منح الجنسية الدنماركية للأجانب إلا عن طريق تأميمٍ قانوني يتم التصويت بموجبه على طلبات الحصول على الجنسية المُقدّمة من قبلهم في البرلمان. هذا ويتم إرسال الطلبات إلى وزارة الهجرة والاندماج مقابل رسوم معالجةٍ تبلغ 4000 كرون (540 يورو). وتجدر الإشارة إلى أن الدنمارك تسمح بامتلاك جنسية مزدوجة منذ عام 2015. 

حق التصويت في الانتخابات

ازدادت نسبة سكان الدنمارك الذين لا يتمتعون بحق التصويت من 2% في الثمانينيات من القرن الماضي إلى أكثر من 10% في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني. ووفقاً لبيانات إحصائيات الدنمارك التي أوردتها وسائل الإعلام المحلية TV2 Lorry، فإن عدد الأشخاص الذين لا يحملون الجنسية الدنماركية ممن هم فوق الـ 18 عاماً، والذين لا يتمتعون بحق الانتخاب، وصل إلى 1 من كل 1.7 مليون نسمة من سكان كوبنهاغن. في حين يمكن أن تصل نسبة السكان المحليين الذين ليس لديهم حق التصويت إلى واحدٍ من كل أربعة عند تقسيمهم حسب البلديات. واستناداً إلى أرقام إحصاءات الدنمارك، فإن ما يقرب من واحد من كل خمسة أشخاص، أي 19.6% من سكان بلدية كوبنهاغن لا يمكنهم التصويت على اعتبار أنهم ليسوا مواطنين دنماركيين. هذا وترتفع هذه النسبة إلى 25.4% في بلدية Ishøj في كوبنهاغن الكبرى، أي ما يزيد قليلاً عن واحدٍ من كل أربعة أشخاص. 

في هذا الصدد، يقول الباحث الانتخابي في المدرسة الدنماركية للإعلام والصحافة روجر بوخ Roger Buch: "إن تزايد نسبة الأشخاص الذين لا يتمتعون بحق التصويت يتعارض مع مبدأ الديمقراطية في البلاد. لقد بدأنا التحرك باتجاه شيء نقف مكتوفي الأيدي عن التصدي له. فنحن بارعون جداً في تصيّد أخطاء الدول الأخرى، وننتقد بحدّة التدهور في ديمقراطياتها. لذلك يجب أن نسأل أنفسنا إلى متى يمكننا العيش مع هذا الأمر؟ وإلى أي مدىً يمكن أن نصل؟ وهل يمكننا الاكتفاء بالعيش مع 15% ممن يحق لهم التصويت على الصعيد الوطني؟ أو 20%؟ أو واحدٍ من كل أربعة؟ إذ لن تساهم قيادتنا لهذا النهج سوى بارتفاع هذه النسبة".

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©