لأول مرة منذ سنوات.. بنوك سويدية تعلن عن تقديم فوائد على حسابات الرواتب

عزمت بعض البنوك السويدية على تقديم فوائد على حسابات الرواتب. وكان الإعلان الأول من بنك Handelsbanken الخميس الماضي حيث توقع عملائه الاستفادة من فائدة تصل إلى 0.25%  وبعد ذلك تبعته بنوك Swedbank وLänsförsäkringar بإعلانات مشابهة حول تقديم فائدة 0.25% على حسابات المعاملات العادية. ومن المقرر أن تبدأ الفائدة في بنك Länsförsäkringar اعتبارًا من اليوم، 28 يونيو، بينما سيبدأ Swedbank في 10 تموز/يوليو، كما ذكرت وكالة TT للأنباء.
وفي هذا الصدد تواصلت منصة أكتر  مع الخبير المالي والمصرفي أسامة المصري، والذي يشغل منصب مدير إدارة الرقابة المالية عن قارة أوروبا في Securitas Group واحدة من أكبر عشر شركات مدرجة في بورصة ستوكهولم. حيث تم الاستفسار منه حول هذا الموضوع..
 

ماذا يعني اعلان البنوك مثل Swedbank وغيره عن زيادة اسعار الفائدة لتصل الى 0.25% على بعض أنواع الحسابات الفردية؟

بعد سنوات عديدة من عدم وجود فائدة على Transaktionskonto, أعلن Swedbank خلال الأسبوع  عن زيادة أسعار الفائدة على هذا النوع من الحساب لتصل إلى 0.25%, ويأتي هذا التحرك بعد أسبوع من اعلان Handelsbanken عن نفس السياسة برفع سعر الفائدة أيضا الى نفس النسبة المذكورة.

ولكن, ما هو هذا النوع من الحساب؟ وهل انا كشخص سأستفيد من رفع الفائدة المذكور؟

هذا النوع من الحسابات هو أحد انواع كثيرة تختلف مسمياتها بين البنوك. فمثلا في سويد بنك يسمى Privatkonto وهو الحساب الذي يكون بالعادة مرتبط بالتعاملات اليومية من دفع فواتير وسحب من بطاقة Debit Card ويكون ايضا نفس الحساب الذي يستخدمه الشخص للحصول على الراتب الشهري من رب العمل.

قبل الاعلان كانت نسبة الفائدة على هذا النوع من الحسابات هي 0% والان اصبحت 0.25%, وهي المرة الأولى التي ترفع فيها النسبة منذ عام 2008. يذكر ان تطبيق النسبة على هذه الحسابات سيبدأ من تاريخ: 10/07/2023 كما اعلن البنك في فترة سابقة.

ما الفائدة من هذه الزيادة على الاقتصاد؟

تعتبر رفع اسعار الفائدة عموما أحد الاساليب التي تستخدم لمحاولة سحب السيولة النقدية وتخفيف استهلاك الاشخاص بهدف تخفيف حدة التضخم. هذه السياسة تترافق مع تحركات أخرى يجريها البنك المركزي السويدي والذي أعلن بتاريخ 29/06/2023 عن زيادة أسعار الفائدة بمقدار 0.25% لتصل الى 3.75% مع توقعات بزيادة أخرى خلال هذا العام.

تأتي هذه التحركات لمحاولة تخفيف حدة التضخم الذي وصل بحسب بيانات شهر Maj الى 9.7% مدفوعا بعوامل عديدة مرتبطة باسعار الطاقة, الحرب في اوكرانيا, مشاكل سلاسل التمديد وغيرها من العوامل التي ساهمت ايضا في وصول معدل صرف الكرون السويدي الى مستويات تاريخية مقابل اليورو 11.84 لكل كرون سويدي. كل هذه التحركات تهدف في نهاية المطاف الى اعادة التضخم الى 2%  وهو المستوى المستهدف من قبل البنك المركزي السويدي.

في النهاية رغم ان تأثير مثل هذه السياسات يبقى طفيفاً على احداث تأثير كبير في التضخم, إلا انه يبقى أحد الوسائل التي سنرى تأثيرها في الأشهر القريبة القادمة من خلال البيانات الاقتصادية المعلنة.