صحة

لاستعادة الرغبة الجنسية… ارتفاع نسبة اعتماد النساء على هرمون التستوستيرون في السويد

 لاستعادة الرغبة الجنسية… ارتفاع نسبة اعتماد النساء على هرمون التستوستيرون في السويد
 image

دعاء حسيّان

أخر تحديث

Aa

 الرغبة الجنسية

ارتفاع نسبة اعتماد النساء على هرمون التستوستيرون في السويد

تضاعف في السنوات الأخيرة عدد النساء اللاتي يأخذن هرمون التستوستيرون لزيادة الرغبة الجنسية لديهن. وفي هذا الصدد، تقول طبيبة أمراض النساء وأستاذة التوليد في معهد كارولينسكا، أنجليكا ليندين هيرشبيرج، إن التستوستيرون له تأثير واضح في علاج المشكلات، لكن قد يترتب عليه خطر حدوث آثار جانبية دائمة.

تجدر الإشارة إلى أن حوالي 40% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و59 عاماً يعانين من ضعف الرغبة الجنسية، أو فقدانها تماماً. وفي هذا، تقول هيرشبيرج إن العديد من الرجال يتصلون للسؤال عما إذا كان بإمكان شريكاتهم المشاركة في الدراسات المتعلقة بتأثير هرمون التستوستيرون على الرغبة الجنسية.  

يُذكر أن تأثير الهرمون على تحسين الرغبة لدى النساء انتشر في مجموعات الفيسبوك الخاصة بالنساء اللاتي وصلن سن اليأس، حيث تتحدث النساء فيها عن تجاربهن، وعن التأثير الإيجابي للهرمون في تحسين رغبتهن الجنسية. هذا وتُظهر الإحصائيات الجديدة الصادرة عن سجل الأدوية، التابع للمجلس الوطني للصحة والرعاية، أن وصف هرمون التستوستيرون للنساء في سن الخمسين وما فوق يزداد بشكل حاد، إذ تضاعف عدد النساء اللواتي تبلغ أعمارهن 50 عاماً أو أكثر، واللاتي يستخدمن هرمون التستوستيرون، بنسبة ثلاث مرات في السنوات العشر الماضية.

طبيبة أمراض النساء وأستاذة التوليد في معهد كارولينسكا، أنجليكا ليندين هيرشبيرج

وفي العام الماضي، تم وصف الهرمون لـ 1559 امرأة، في حين، وصف لـ 535 امرأة في عام 2013. وحدثت أكبر زيادة في العامين الماضيين، ولا يزال المنحنى يشير إلى الأعلى. 

وفي هذا السياق، أعربت هيرشبيرج التي كانت جزءاً من مجموعة خبراء وكالة الأدوية السويدية عندما تم وضع الإرشادات الجديدة للعلاج الهرموني أثناء انقطاع الطمث، عن استغرابها من الأمر، مشيرةً إلى أن السويد تعد من البلدان التي تخاف الاعتماد على الهرمونات، وأن هذا الأمر يدل على اتجاه جديد يعكس الاهتمام بصحة النساء الأكبر سناً. 

انخفاض الرغبة الجنسية

أظهرت دراسة نرويجية أن 41% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و59 عاماً يعانين انخفاضاً في الرغبة الجنسية، وبعتبرن هذا الأمر مشكلة، إلا أن هيرشبيرج لا ترى الأرقام في حد ذاتها مقلقة، إذ تكمن المشكلة، على حد قولها، في المشاكل التي يمكن للهرمون أن يسببها إذا تم وصفه واستخدامه بطريقة خاطئة. 

من جهتها، تقول ماريا، وهي إحدى النساء اللاتي تعتمدن الهرمون لتحسين رغبتهن، إنها لاحظت فقدانها الرغبة في ممارسة الجنس في سن الـ 45، إلى أن قرأت عن فوائد هرمون الذكورة، في إحدى المجموعات الخاصة بالنساء على الفيسبوك.

وأضافت أنها لم تجد الكثير من المقالات المكتوبة عن ذلك في السويد، لكنها وجدت العديد من المقالات التي تفيد أن الهرمون يتم استخدامه إلى حد كبير في الولايات المتحدة. اتصلت ماريا بعدها بالعديد من الأطباء، الذين لم يرغبوا في وصف هرمون التستوستيرون لها لأنهم يفتقرون إلى الخبرة في العلاج، لكنها في النهاية حصلت على مساعدة في عيادة نسائية في يوتوبوري. وبدأت بعدها بأخذ الهرمون الذي ظهرت نتائجه بعد ثلاثة أسابيع. 

هذا وتظهر العديد من الدراسات أن العلاج بالتستوستيرون يمكن أن يزيد الدافع الجنسي لدى النساء اللاتي تعانين من انقطاع الطمث أو سبق لهن ذلك، إذ تستعيد النساء من خلاله رغبتهن بفعالية أكبر، مقارنةً بالنساء اللواتي يتلقين علاجات وهمية. ومع ذلك، هناك جانب سلبي للعلاج، فإذا تم استخدام الهرمون بالطريقة الخاطئة، قد يسبب آثاراً جانبية، تتمثل في ظهور حب الشباب وزيادة شعر الجسم والوجه. كما يمكن لبعض الآثار الجانبية أن تكون دائمة، فبعد مضي بضع أشهر على أخذ العلاج بجرعات عالية جداً، قد يُصبح صوت النساء جشّاً، وقد يبدأ البظر في النمو ويصبح منتفخاً.

إحدى النساء اللاتي تعتمدن الهرمون لتحسين رغبتهن

في هذا السياق، تقول هيرشبيرج إنه لا يجب الاعتماد على الهرمون لمعالجة المشكلات المماثلة، فهي أدوية قوية للغاية، ويترتب عليها مخاطر طويلة المدى. وأشارت إلى أنه لم يتم الموافقة على التستوستيرون كعلاج في السويد، حيث يتم بدلاً من ذلك، استخدام الأدوية المخصصة للرجال الذين يعانون من نقص هرمون تستوستيرون. 

وأضافت أن الرجال يحتاجون إلى جرعات أكبر بعشرة أضعاف من النساء، ما يعني أن النساء بحاجة فقط إلى أخذ جزء صغير منه. وبهذا، تنصح هيرشبيرج بضرورة زيارة طبيب النساء بانتظام لتلقي العلاج، ولمعرفة كيفية تأثيره على المرضى. 

في عام 2018، ظهرت أحدث الإرشادات الوطنية لاستخدام الاستروجين كعلاج لأعراض انقطاع الطمث. وقد نصّت الإرشادات على أنه يُمكن للنساء الأصحاء اللاتي تقل أعمارهن عن 60 عاماً، والاتي كانت آخر دورة شهرية لهن قبل أقل من عشر سنوات، الاعتماد في علاج انخفاض الرغبة الجنسية لديهن، على الإستروجين. وهنا، تُشير هيرشبيرج إلى حقيقة أنه يُمكن للإستروجين المساعدة في علاج جفاف الأغشية المخاطية، لكنه لا يُساعد بالضرورة في زيادة الرغبة لدى النساء، ما يدفع الكثيرات للجوء إلى التستوستيرون للحصول على نتائج أفضل. 

تجدر الإشارة إلى أن السويد كانت تضع خطة لبدء الاعتماد على التستوستيرون لحل هذه المشكلة، لكن النقاد رأوا أن هناك طبيعة جنسية ذات مشكلات معقدة، مثل الشهوة، يتطلب علاجها أدوية، وليس هرموناً. وبدورها، تعتقد أنجليكا ليندين هيرشبرج أن العلاج الهرموني ليس حلاً سريعاً، وأنه يُمكن أن يكون هناك أسباب أخرى لتراجع الرغبة، مثل مشاكل الحياة، أو اضطراب في العلاقات مع الشريك، التي تتطلب علاجاً من نوع آخر. 

اقرأ ايضا

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - صحة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©