تشهد السويد موجة غير مسبوقة من إغلاق دور الحضانة في العديد من البلديات، بسبب انخفاض معدلات الولادة وتراجع أعداد الوافدين الجدد. وفقاً لاستطلاع أجرته قناة TV4، أعربت أربع من كل عشر بلديات عن خططها لإغلاق دور حضانة خلال السنوات المقبلة. في بلدية موتالا وحدها، ستغلق عشر دور حضانة بحلول عام 2027. إغلاق اضطراري بسبب انخفاض أعداد الأطفال دور حضانة مثل "رودباكين" في موتالا ستغلق أبوابها في غضون عامين، مما أثار قلق أولياء الأمور. يقول فريدريك هالينغرين، وهو والد لطفل في الحضانة: "نرى أن القرار مؤسف للغاية، خصوصاً أنهم يخططون لإغلاق العديد منها دفعة واحدة." من جانبها، توضح إيفون لارسن، رئيسة إدارة الحضانات في موتالا، أن هذا الإجراء كان ضرورياً. "منذ ديسمبر 2022 وحتى ديسمبر 2024، انخفض عدد الأطفال في دور الحضانة لدينا بـ176 طفلاً، ونتوقع استمرار الانخفاض بمعدل 50 طفلاً سنوياً حتى عام 2027، وفقاً للتوقعات السكانية." إغلاق دور الحضانة في جميع أنحاء السويد بلدية موتالا ليست الوحيدة التي تواجه هذه التحديات. فقد أظهرت نتائج استطلاع أجرته TV4 شمل 191 بلدية، أن 40% منها تخطط لإغلاق دور حضانة في المستقبل القريب. وفي بعض المناطق، لم يتم اتخاذ قرارات سياسية نهائية، ولكن هناك مؤشرات واضحة على انخفاض أعداد الأطفال. تتجه العديد من البلديات نحو دمج الحضانات الصغيرة في مؤسسات أكبر تضم عدداً أكبر من الأطفال، لتوفير التكاليف وضمان جودة التعليم. تؤكد إيفون لارسن: "نحن بحاجة إلى دور حضانة أكبر لتلبية المتطلبات الاقتصادية وضمان جودة التعليم، مع الالتزام بعدم زيادة عدد الأطفال في كل مجموعة." قلق من تأثير الحضانات الكبيرة على الأطفال في الوقت نفسه، يعبر أولياء الأمور عن قلقهم بشأن تأثير هذا التحول على أطفالهم. يقول فريدريك هالينغرين:"التجربة تظهر أن الأطفال يتأثرون سلباً في المؤسسات الأكبر. يصبحون أكثر قلقاً ولا يحصلون على نفس الاهتمام الذي يحصلون عليه في الحضانات الأصغر، حيث يتم متابعة نشاطهم طوال اليوم بشكل دقيق." يُشار إلى أن هذا التوجه يعكس تحديات أوسع تواجهها السويد في ظل التغيرات الديموغرافية وانخفاض معدل الولادة، مما يفرض تحديات اقتصادية واجتماعية جديدة على البلديات.