في ظل تصاعد موجة العنف والتفجيرات في جنوب العاصمة السويدية ستوكهولم، عاد الجدل حول إمكانية نشر الجيش لدعم الشرطة في مواجهة العصابات الإجرامية. ومع ذلك، يبدو أن كلاً من الشرطة والقوات المسلحة متحفظتان على هذه الفكرة بحسب ما أفادت صحيفة افتونبلاديت. تحفظ من الشرطة والجيش صرح توبياس بيرغكفيست، نائب رئيس الشرطة الإقليمية في ستوكهولم، قائلاً: "لا نعتقد أن الحل يكمن في نشر الجنود أو العسكريين في الشوارع والساحات". كما أشار إلى أن الشرطة لديها اتفاقيات تعاون قائمة مع الجيش في مجالات مثل النقل واللوجستيات، مما يحد من الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر. وكانت الحكومة قد طلبت في أكتوبر الماضي من الشرطة والجيش تقديم تقرير حول سبل تعزيز التعاون بينهما. ووفقًا لهذا التقرير، فإن التعاون يمكن أن يشمل تبادل المعلومات، والتعامل مع المواد المتفجرة والأسلحة، بالإضافة إلى التدريبات المشتركة. إلا أن التقرير شدد على أن القوانين الحالية لا تسمح للشرطة بطلب دعم عسكري في مهام الحماية أو الحراسة، حتى وإن كان ذلك بشكل محدود. وأضاف التقرير أن نشر جنود مسلحين لمكافحة الجريمة المنظمة ليس ضروريًا، مؤكدًا أن الوضع الحالي لا يستدعي منح القوات المسلحة صلاحيات إضافية لاستخدام القوة لمواجهة الجرائم التي تهدد النظام العام. الحكومة تدرس تعزيز دور الجيش في حالات الطوارئ رغم هذا الموقف، تعتزم الحكومة السويدية إعادة النظر في دور الجيش في دعم الشرطة خلال الأزمات. فقد أعلن وزير العدل السويدي، غونار سترومر، أن تحقيقًا خاصًا سيتم تقديمه في أبريل لبحث كيفية تعزيز قدرة الشرطة وجهاز الأمن السويدي (سابو) خلال الأزمات في وقت السلم. وأوضح سترومر أن الحكومة ترى ضرورة توسيع نطاق دعم الجيش للشرطة، خاصة في قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب، لكنه أضاف أن الجريمة المنظمة لا تندرج حاليًا تحت هذا التصنيف. وفي إجابته عن سؤال حول إمكانية نشر الجيش في الشوارع، قال سترومر: "في ظل القوانين الحالية، لا توجد مثل هذه الصلاحيات. التقرير الذي طلبناه كان يهدف إلى تعزيز التعاون ضمن الإطار القانوني القائم، وقد أكد أن هناك تنسيقًا جيدًا بالفعل، مع إمكانية تطويره أكثر". مع تسجيل أكثر من 30 تفجيرًا في يناير وحده، واستمرار تهديد العصابات لأمن المجتمع، تظل مسألة إشراك الجيش في دعم جهود الشرطة قيد النقاش. ومع ذلك، يبدو أن الحلول الحالية تركز على تعزيز التعاون اللوجستي والتقني بين المؤسستين بدلًا من نشر قوات عسكرية في الشوارع، على الأقل في الوقت الراهن.