لغز تسمم عائلة في السويد يثير الشك في جريمة قتل محتملة.. وتدخل فرقة القنابل الوطنية

في حادثة مأساوية وقعت يوم الاثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول، توفيت طفلة وأُصيب ثلاثة أشخاص بأعراض التسمم المعوي الشديد في مستشفى هوديكسفال بمقاطعة يافلابوري السويدية. وقد تم التعرف على المصابين كعائلة مكونة من أب وأم وطفلين، وفقاً لما أورده التلفزيون السويدي "SVT".

وفي تطورات جديدة في القضية، أفاد النائب العام، كريستر سامنس، بأن والد العائلة غادر قسم العناية المركزة بعد تحسن حالته. إلا أن الأم وطفل آخر يبلغ من العمر سنتين لايزالا في المستشفى وحالتهم تعتبر خطيرة وأكد سامنس في تصريحات صحفية يوم الأربعاء الموافق 18 أكتوبر/ تشرين الأول، أن التحقيقات مستمرة ولا يزال التصنيف الجنائي للحادث تحت بند القتل، حيث قررت الشرطة تصنيف الحادثة كجريمة قتل في يوم الثلاثاء.

التسمم لغز يحير الأطباء

وعبّر جوني هيلجرين، مدير قسم التخدير بمستشفى هوديكسفال، عن استغرابه من الحادثة قائلاً: «ما زلنا نجهل الأسباب الحقيقية وراء هذه الحالة، ورغم أننا قمنا بأخذ العديد من العينات، فإننا نحتاج للمزيد من الوقت لتحليلها بشكل كامل، وأتمنى أن يتضح الأمر قريباً». وأضاف هيلجرين أنه قد شاهد في السابق حالات تسمم شبيهة، ولكن لم يشهد حالة يتأثر فيها جميع أفراد العائلة بهذا الشكل.

ووفقاً لمصادر صحفية، يتلقى شخصين من العائلة هما الأم والطفل ذو العامان، العلاج في مستشفى جامعة كارولينسكا في سولنا، حيث يخضعان لجهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم "ECMO"، وهو جهاز يقوم بتزويد الدم بالأكسجين خارج الجسم باستخدام رئة صناعية.

الشرطة تشتبه في جريمة قتل

وحتى الآن، لم تتمكن المؤسسات الطبية من تحديد سبب مرض هذه العائلة، التي تعاني من حالة غامضة. على الرغم من التكهنات حول احتمال تسممهم بالفطر أو الطعام، إلا أن المسؤولين الطبيين يرون أن هذه الفرضيات غير محتملة لشرح حالتهم.

في هذا السياق، قال ماغنوس يانسون كلارين، المتحدث باسم الشرطة: «لم يكونوا سبباً في حالتهم الصحية الحالية، ولكن السبب الذي أدى إلى ما وصلوا إليه ما زال قيد التحقيق، ونحن غير قادرين على توضيحه في الوقت الحالي».

والآن، أعلنت الشرطة أنها تشتبه في وجود تدخل خارجي (لم يتم تحديد ما هو)  أدى إلى الوفاة والإصابة، مما أضاف طبقة أخرى من الغموض إلى القضية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار كريستر سامنز، المدعي العام في القضية، إلى أنه تم إجراء شهادات للشهود وإجراء فحص تقني وفحص طبي، لكنه أوضح أنه ليس لديهم أي نظريات حالياً بشأن الأسباب التي تسببت في تلك الحالة الغامضة.

تحقيقات مكثفة بعد الحادثة

وفي الإطار ذاته، بدأت يوم الأربعاء الموافق 18 أكتوبر/تشرين الأول، الأجهزة الأمنية التحقيق في منزل العائلة بمدينة سودرهامن Söderhamn، حيث شهدت المنطقة إجراءات أمنية مشددة، كما أضاف مراسل التلفزيون السويدي، ريكارد بيرغلين، أن المنطقة لم يتم إخلاؤها من السكان رغم الإغلاق، حيث أن الهدف من التحقيق يرتكز على الكشف عن الأسباب التي أدت لتدهور حالة العائلة المذكورة.

وكجزء من الإجراءات الوقائية، تعاونت فرقة الحماية الوطنية من القنابل (NBS) مع فنيي الشرطة، حيث تركزت جهودهم حالياً على التعامل مع المواد الكيميائية والبيولوجية المحتملة التي قد تكون وراء الحادث.

يقول كريستر سامنز، المدعي الذي يحقق في القضية: «لقد تم العثور على بعض الأشياء، ولكن لا يزال هناك حاجة للتحقق من صلتها بالحادث. هذه الأمور ستخضع لتحليل إضافي».

فيما أوضح ماغنوس يانسون كلارين، المتحدث الإعلامي للشرطة، أن الأخيرة لا تشتبه في وجود مواد متفجرة في الموقع، وقال: «وحدة مكافحة المتفجرات لا تتعامل فقط مع المواد المتفجرة، ولكن أيضاً مع المواد الكيميائية والبيولوجية. لا يمكننا استبعاد وجود شيء في المنزل قد يكون السبب وراء هذا الحالة، ولهذا هم هناك» .
 

لم تتم محاكمة أي شخص حتى الآن

وحتى الآن، لم يتم توقيف أو محاكمة أي شخص فيما يخص هذه القضية. أما الأب، فقد تم السماح له بمغادرة المستشفى وخضع للاستجواب. ووصف المدعي العام، كريستر سامنز، حالة الأم والطفل البالغ من العمر عامين بأنها "مقلقة".