سياسة

لماذا كان حزب ديمقراطيو السويد من أكبر الفائزين في الانتخابات؟

Aa

لماذا كان حزب ديمقراطيو السويد من أكبر الفائزين في الانتخابات؟

Foto Stefan Jerrevång/TT

ربما لم يكن ديمقراطيو السويد هو أكبر حزب في انتخابات هذا الأسبوع عندما تم احتساب جميع الأصوات، ولكن ليس هنالك شك في أنه كان من أكبر الفائزين، وقد لا ينتهي إلى جزء رسمي من التحالف اليميني الذي لديه أغلبية ضئيلة في البرلمان السويدي، لكنه بالتأكيد سوف يلوّح في الأفق وراء الكواليس في ممرات السلطة وحيث يتم قيادة الوزارات الحكومية من سياساتهم.

ما هو سر نجاح حزب ديمقراطيو السويد؟

لم يحقق حزب ديمقراطيو السويد فوزاً في انتخابات هذا الأسبوع، فقد حصل على دعم بطيء وثابت على مدار العقد الماضي وشاهد نجاح الأحزاب المماثلة لمكافحة المهاجرين في فنلندا والدنمارك تدخل الحكومة، ولكن ما تمكّن من القيام به بنجاح هو ربط موجة الجريمة الأخيرة التي تنطوي على بعض عمليات إطلاق النار وعنف العصابات مع فكرة أن كل خطأ يحدث سببه الأجانب.

في الواقع كان كبار السياسيين في الحزب يلومون بشكل علني الإسلام على العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في السويد، كما ابتعدوا عن الانتقادات العلنية للأجانب إلى رسالة أكثر دقة تقول إن الأشخاص من الثقافات المختلفة لا يمكنهم العيش في نفس البلد، وهي رسالة سمعت بصوت عالٍ وواضح من قبل الناخبين، وقال الأستاذ السويدي في جامعة إدنبرة في السياسة بونتوس أودرمالم Pontus Odmalm سواء في الحكومة أو كسلطة وراء العرش، فإن ديمقراطيو السويد "سيقودون صفقة صعبة حقاً"، كما أوضح زعيم حزب ديمقراطيو السويد جيمي أوكسون Jimmie Åkesson أن الهجرة هي الأولوية القصوى التي يريد حزبه أن يرى معالجتها من قبل الحكومة القادمة، حيث قال: "سوف يقودون صعبة صلبة حقاً، وقد نرى ما حدث في الدنمارك حيث أجرت الحكومة صفقة مع حزب الشعب الدنماركي على الميزانية والهجرة، ولكنها ستكون وضعاً صعباً للغاية بعد الانتخابات".

في هذا الصدد في الحكومة أو خارج الحكومة ستكون هنالك صفقة تحالف من نوع ما بين ديمقراطيو السويد والأطراف الأخرى في الحكومة المقبلة بقيادة زعيم حزب المحافظين أولف كريستيرسون ULF Kristersson، وقال الأستاذ في جامعة غلاسكو في اسكتلندا دومينيك هيند Dominic Hinde: "أعتقد أنه ما يتعين علينا معرفته ما إذا كان المستشارون في حزب ديمقراطيو السويد يأتون إلى إدارات حكومية، وإذا وضعوا قيوداً على ما يمكن للموظفين المدنيين فعله"، وأضاف: "عادةً ما يكون هنالك احترام كبير بين الوزراء والسياسيين للحصول على نصيحة تقدمها الخدمة المدنية، ولكنهم الآن سيتوقعون المزيد من المواجهة حول قضايا السياسة".

ديمقراطيو السويد بالتأكيد ليسوا مشهورين في السويد

على المستوى الوطني، أبدى ديمقراطيو السويد أداءً جيداً، ولكن التفتيش الدقيق لبعض نتائج التصويت أظهر أنها أكثر شعبية في بعض أجزاء السويد أكثر من غيرها، حيث يقع مقرّهم الرئيسي في جنوب البلاد، أي في المناطق التي ربما كانت في السابق مقرّ للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ففي العاصمة ستوكهولم حصل حزب ديمقراطيو السويد على 10% فقط من الأصوات، بينما حصل في يوتوبوري على 14.7% من الأصوات، ولكن في المنطقة الجنوبية من سكونه Skåne وصلت الأصوات ما يقرب من 33% في المناطق الريفية، وفي أكبر مدينة من سكونه "مالمو Malmö" حصل على 16.4% من الأصوات التي تسلط الضوء حقاً على أهمية المناطق الريفية في جنوب السويد حيث توجد مخاوف بشأن الهجرة والجريمة وحيث تكون رسالة ديمقراطيو السويد لها صدى أقوى.

بعد الهزائم الانتخابية تأتي الاستقالة

لقد كان أسبوعاً مضطرباً لأول رئيسة للوزراء في السويد ماغدالينا أندرسون Magdalena Andersson على درب الحملة، حيث تعتبر "نجمة الروك" للحزب الاشتراكي الديمقراطي مع صورتها التي تزين عدد لا يحصى من الملصقات والمنشورات، ومع عامل الثقة العالية من الجمهور كانت ميزة انتخابية ضخمة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ومع ذلك فإن شعبيتها الشخصية لم تترجم إلى ما يكفي من دفعة لحزبها، حيث سلّمت استقالتها إلى رئيس البرلمان في اليوم التالي لنتائج الاقتراع النهائية، رغم أن حزبها اكتسب بالفعل سبعة مقاعد في البرلمان مقارنة بالانتخابات السابقة.

الجدير بالذكر أنها لم تكن المرشح الوحيد البارز الذي يستقيل هذا الأسبوع، حيث استقالت زعيمة حزب الوسط آني لوف Annie Lööf، حيث كانت في حالة من التفكير في أن تكون في السلطة أو المملوكة لحزب ديمقراطيو السويد، فقد وصفته مراراً وتكراراً بأنه "Xenophobes" أي "شخص لديه كره أو تحيز ضد أشخاص من بلدان أخرى" في مسار الحملة، لدرجة أن حزبها كان على استعداد للانضمام إلى كتلة يسارية فقط لإبعاده عن منصبه، وكتبت لوف على حسابها على تويتر: "بعد 11 عاماً كزعيمة للحزب سأسلم بعد ذلك العصا قريباً"، وأضافت قائلة: "أفعل ذلك بظهر مستقيم وشعور بالفخر في الانطباع الذي أحدثه حزب الوسط من أجل المناخ، للريف وللمساواة بين الجنسين، ولأننا دائماً ما نقف من أجل الإنسانية".

في هذا السياق لم تنجح مقامرة الانتخابات لحزب الوسط لصالح لوف، الذي فقد حزبها سبعة مقاعد وحوالي 2% من الأصوات مقارنة بالانتخابات السابقة.

تم وضع البيئة على الموقد الخلفي

لم تظهر أزمة المناخ بقوة في هذه الدورة الانتخابية كما قد تتخيل، لا سيما في بلد غريتا تونبرج Greta Thunberg التي جعلت نفسها مشهورة عالمياً من خلال الجلوس بهدوء خارج البرلمان في ستوكهولم قبل أسبوعين فقط من الانتخابات العامة لعام 2018، أعربت عن أسفها لأن قضايا المناخ قد " تم نسيانها" في هذه الحملة، وبقدر ما كان المناخ جزءاً من الحملة، كان مرتبطاً برفع أسعار الطاقة، ونظر في ما إذا كانت هنالك حاجة إلى مزيد من محطات الطاقة النووية في السويد، وقالت نورا ثيورين Nora Theorin من جامعة يوتوبوري: "إن المناخ قضية كبيرة وهامة بالنسبة للناخبين، ولكن انطباعي هو أنه لم تتم مناقشته على نفس المستوى على الإطلاق مثل القانون والنظام وأزمة الطاقة وارتفاع أسعار البنزين التي تم مناقشتها أكثر"، وأضافت: "بالطبع في بيان حزب البيئة، يحاولون التركيز دائماً على مسألة المناخ وفي المناقشات عند مقابلتهم، ولكن لسبب ما لم يترجم هذا إلى أصوات".

الجدير بالذكر أنه كان هنالك بعض الأخبار الجيدة عن حزب البيئة، ومع ذلك بدا في مرحلة ما أنه قد لا يحصل على ما يكفي من الأصوات لدفعه فوق عتبة 4% للوصول إلى البرلمان، حيث كانت الأصوات كالتالي: 5.1% على المستوى الوطني ولكن كان لديهم عرض قوي بشكل خاص في بعض المدن الأكبر: 10% في ستوكهولم ، 7.9% في يوتوبوري و7.5% في مالمو.

هل ستحصل صورة السويد الدولية على نجاح؟

في جميع أنحاء العالم، كان ينظر إلى السويد على أنها منارة للليبرالية التقدمية، كونه بلد المساواة بين الجنسين والحقوق الكاملة للأقليات الجنسية، وهي أرض ABBA (وهي واحدة من أشهر فرق الروك الموسيقية السويدية في فترة سبعينيات القرن العشرين) وIKEA (وهي مجموعة متعددة الجنسيات سويدية، تقوم بتصميم وبيع الأثاث الجاهز للتجميع، وأجهزة المطبخ، والملحقات المنزلية، والعديد من السلع المنزلية الأخرى)، ولكن الآن كيف يفترض أن ينظر بقية العالم إلى بلد حيث قام الناخبون بخمسة من كل خمسة بالاقتراع لحزب معادي للمهاجرين؟

سيرغب حزب المحافظين في ظل رئيس الوزراء الجديد المحتمل أولف كريستيرسون في التحرك بسرعة لطمأنة الشركاء الدوليين، وبطبيعة الحال فإن الحديث هو شيء واحد والحكومة السويدية القادمة التي تستغرق في المتوسط ​​18 يوماً لتشكيلها، سيتم الحكم عليها على تصرفاتها سواء كان حزب ديمقراطيو السويد جزءاً رسمياً من حكومة تحالف مع مقاعد في مجلس الوزراء، أو إذا كان وراء الكواليس.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - سياسة

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©