عندما يشعر شخص ما بالوحدة، يلجأ في الكثير من الأحيان إلى الاتصال أو الدردشة بالصوت والصورة مع الأصدقاء ومشاركتهم يومياته، ولكن ماذا عن الببغاوات، ألا يحق لهم ما يحق لنا؟انطلاقاً من هذا السؤال، عمل باحثون من الولايات المتحدة واسكتلندا على اختبار جديد لتمكين الببغاوات من الثرثرة مع بعضها البعض والتواصل الافتراضي مع أبناء فصيلتها. الهدف من هذه التجربة كان تكوين صداقات بعيدة المدى ومحاربة الوحدة، وخلال هذه التجربة تعلمت هذه الطيور قرع الجرس لطلب الجهاز اللوحي، وما أن يسمع مقدّم الرعاية صوت الجرس يلبي مباشرةً طلب الببغاوات ويأتي بالجهاز ويفهم تلقائياً أنهم أرادوا التواصل مع أصدقائهم.وبحسب الدراسة التي أجراها عدد من الباحثين من جامعة "نورث إيسترن"، تعلّمت الببغاوات استخدام "فيس تايم" (FaceTime)، (وهو أحد التطبيقات الخاصة بشركة آبل، ويستخدم لإجراء مكالمات صوتية أو فيديو من خلال أجهزة الأيفون) و"زوم" (Zoom)، (وهو تطبيق يسمح بإجراء مكالمات الفيديو والمكالمات الصوتية) وبمجرد أن يحصلوا على الجهاز اللوحي، تستخدم الطيور مناقيرها لاختيار صورة الطائر التي تريد محادثته ومن ثم يبدأ الاتصال. إذ شجعت هذه الاتصالات العديد من الطيور على تعلم الطيران أو الغناء.وبحسب الخبراء، كانت الببغاوات تتفاعل مع بعضها البعض وتحاول لمس الشاشة أو إلقاء التحية خلال المكالمة.وقالت جينيفر كونا، باحثة منتسبة من جامعة "نورث إيسترن"، إن الببغاء "ايلي"، الذي قامت باستقباله، تعرّف من خلال مكالمات الفيديو على صديق إفريقي اسمه "كوكي" وأنهم يتحدثون مع بعض منذ أكثر من عام. فيما قالت الدكتورة إيلينا هيرسكيج دوغلاس Ilyena Hirskyj-Douglas، من جامعة جلاسكو والمؤلفة المشاركة في البحث: «إن مكالمات الفيديو ساعدت الكثير من الناس على الشعور بعزلة أقل في ظل الوباء». وأضافت: «هناك 20 مليون طائر ببغاء يعيشون في منازل الناس في الولايات المتحدة، وأردنا استكشاف ما إذا كانت هذه الطيور ستستفيد من مكالمات الفيديو أيضاً، إذا أعطيناهم الفرصة للاتصال بالببغاوات أخرى، فهل سيختارون القيام بذلك، وهل ستفيد التجربة الببغاوات ومقدمي الرعاية لهم؟».ولفتت إلى أن الببغاوات كانت تدرك أنها تتفاعل مع طيور أخرى، وأن أحد هذه الطيور تعلم الأكل لأول مرة، وأخر تعلم الطيران بعد إجراء مكالمة الفيديو. وذكر الباحثون في الدراسة، أن أحد الطيور قرع الجرس مرةً أخرى عندما ابتعد صديقه عن الشاشة، طالبا منه أن يعود. وأكدت الدراسة أن مكالمات الفيديو من طائر إلى طائر قد تساهم في تحسين سلوك الببغاوات، التي يتم الاحتفاظ بها في المنزل كطيور أليفة.