أخبار السويد

لملمة شمل العائلات في السويد: مهمة صعبة!

لملمة شمل العائلات في السويد: مهمة صعبة! image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

لملمة شمل العائلات في السويد: مهمة صعبة!

خاص أكترـ أخبار السويد

في الوقت الذي يختار فيه العشاق والمرتبطون حديثاً السفر إلى مدن مثل باريس أو البندقية لإتمام مراسم الزواج أو الخطوبة وتشارك ذكريات وصور رومانسية هناك، يعاني اللاجئون العرب وتحديداً الفلسطينيون والسوريون من إجراءات لم شمل معقدة وخالية من الرومانسية، حتى يتمكنوا من اللقاء وبدء حياة جديدة مشتركة مع شركائهم. خاصة وإن كان أحد الأطراف في السويد والطرف الثاني في سوريا مثلاً. 

متطلبات لم الشمل 

يعترف القانون السويدي ومصلحة الهجرة في السويد بحق المرء الذي يحصل على تصريح إقامة مؤقتة أو حق اللجوء أو الحماية البديلة في لم شمل أسرته من أقرباء الدرجة الأولى، أي الزوج أو الزوجة أو الشريك أو الأبناء الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وبالنسبة للشريكين الجديدين (أي الشريكين غير المتزوجين أو المتعايشين) يظهر القانون السويدي في الظاهر تساهلاً في ضمان حق هؤلاء بلم الشمل، إن كان أحدهما يملك تصريح إقامة مؤقتة. لكن على أرض الواقع، هناك الكثير من الإثباتات والوثائق التي يجب على المرء تأمينها قبل النجاح بالاتحاد بنصفه الآخر فوق الأراضي السويدية. 

لبدء معاملة لم الشمل، لا بد على الطرف المقيم في السويد، إلى جانب امتلاك إقامة مؤقتة أو جنسية، أن يثبت امتلاكه عملاً ثابتاً يكفي لإعالة نفسه وجميع أفراد العائلة (يقدر بـ 8 287 لبالغين متزوجين أو متعايشين يسكنان سويةً) وأن يكون لديه مسكن ذو حجم كاف ومستوف لمعايير السكن. ومن ثم لا بد  من توفير وثائق داعمة تثبت وجود علاقة مستقرة وطويلة الأمد بين الطرفين، كصور شخصية تجمع الثنائي، حجوزات فندقية، تذاكر طيران، وأي وثائق تثبت أنهما أمضيا ما يكفي من الوقت معاً. قد يبدو تأمين هذه الوثائق سهلاً في الظاهر لكن التفاصيل على أرض الواقع مختلفة جداً وحكاية (سارة) خير مثال على ذلك. 

FotoMarcus Ericsson/TT
مكتب مصلحة الهجرة السويدية

لم الشمل في زمن كورونا 

عاشت (سارة) الفلسطينية علاقة ارتباط عن بعد مع خطيبها (رامي) سوري الجنسية التي كانت قد تعرفت إليه وارتبطت به في سوريا قبل مجيئها إلى السويد عام (2014) وحصولها على الجنسية. توطدت العلاقة بين الاثنين بعد زيارات قامت بها (سارة) إلى لبنان خلال أعوام (2017-2019) ليتخذ الاثنان بعد ذلك قراراً بالارتباط والاستقرار في السويد. لكن ذلك لن يتحقق قبل أن يثبت الاثنان درجة كبيرة من الصمود والقدرة على القفز على جميع الحواجز والمطبّات التي تحول دون اتحادهما في أسرة واحدة. 

FotoMarcus Ericsson/TT
مقابلة لم الشمل

بدأ الاثنان رحلة بحثٍ عن مكان للالتقاء وإتمام معاملة الزواج، لكن بالطبع الخيارات أمامهما ليست كثيرة فلا بد من أن يختارا بلاداً تمنح السوريين تأشيرة دخول أو تسمح لهما بالدخول بدونها، ولا بد أيضاً أن تمتلك البلاد سفارة للسويد لأن وجود قنصلية غير كافٍ في إجراءات لم الشمل. وهكذا ضاقت خريطة العالم أمامهما ووجدا الخيار محصوراً بين السودان والإمارات، ولأن دخول (رامي) إلى الإمارات صعب اختار السفر إلى السودان لتأت المفاجأة بعدم قدرة (سارة) السفر إلى السودان لأنها لم تحصل على تأشيرة سفر! ورغم اتصالها عدة مرّات بالسفارة السودانية في السويد فشلت الشابة بمعرفة أسباب منعها من دخول السودان. والمثير للغضب في الموضوع أن مصلحة الهجرة في السويد رفضت طلب لم الشمل متذرعة بأن الشابين لم يلتقيا منذ عام 2019، ولم يكن التذرع بفايروس كورونا وما ترتب عليه من تعطيل لحركة السفر والمطارات حجة مقنعة بالنسبة لمصلحة الهجرة السويدية. 

FotoMarcus Ericsson/TT
أخذ البصمات في مصلحة الهجرة

شهر عسل للسماسرة

في الوقت الذي تتعثر فيه إجراءات لم الشمل والنهايات السعيدة أمام اللاجئين العرب (السوريين حصراً)، يعيش السماسرة ومعقبي المعاملات شهر عسل حقيقي، مستفيدين من حاجة الناس للقاء وإجراء معاملات الزواج. فرغم الأوضاع السياسية المضطربة في السودان ما زالت حتى اللحظة إحدى الوجهات المختارة لإتمام معاملات من هذا النوع.  ففي صفحة "زواج السوريين في السودان" يجد المرء عروض زواج، وأسئلة حول أماكن تؤمن فساتين أعراس وبالونات ملونة، وتجهيز حفلات ومصورين وأماكن للإقامة. إلى جانب منشورات يكتبها معقبو معاملات ومكاتب خاصة يعرضون فيها خدماتهم في تأمين تأشيرات دخول وحجوز فندقية ومواعيد سفارات. فبعد تواصل فريق "أكتر" مع أحد المكاتب التي تساعد في إجراء معاملات الزواج في السودان لمعرفة التفاصيل والكلف المرتبطة بهذا النوع من المعاملات علمنا أن كلفة عقد الزواج مصدق ومترجم مع عقد مساكنة تبلغ 500$ في حين تصل كلفة استئجار منزل إلى 40 $ كل يوم وكلفة الطعام والشراب إلى ما يقارب ال100$ كل خمس أيام. أما أربيل فهي تنفع مكاناً للقاء وإجراء عقد الزواج رغم عدم وجود سفارة سويدية فيها. وعلى اعتبار أن اللغة المعتمدة في إقليم كردستان هي الكردية، لابد من اللجوء إلى معقب معاملات محترف حيث تبلغ كلفة معاملة عقد الزواج مع الإقامة 1200$. ضمن ظرفٍ متعثر مثل هذا لابد للشركاء تأجيل الرومانسية وتفكير بخيارات عملية: عقد زواج في أربيل، موعد سفارة في السودان، أما لم الشمل فقد يحدث بعد طول انتظار في السويد!

FotoMarcus Ericsson/TT
غرفة الانتظار لدى مصلحة الهجرة
أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©