أفادت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، نقلًا عن موقع «بوليتيكو» الإخباري، بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعثت برسالة إلى الاتحاد الأوروبي تُظهر رغبة واشنطن في التفاوض على اتفاق لتفادي تصعيد تجاري، في خطوة هي الأولى منذ تعليق فرض الرسوم الجمركية قبل أكثر من شهر، في أعقاب ما وُصف بـ«الصدمة الجمركية» التاريخية في الربيع. وبحسب «بوليتيكو»، نقلًا عن أربعة دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، لم يتضح بعد توقيت إرسال الرسالة، إلا أن الكشف عنها يأتي قبيل اجتماع لوزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي يُعقد الخميس في بروكسل، بحضور وزير التجارة الخارجية السويدي بنيامين دوسا. مفاوضات متعثرة رغم ثلاث جولات من المقرر أن تستعرض المفوضية الأوروبية خلال الاجتماع مستجدات المفاوضات مع إدارة ترامب. وكان الاتحاد قد قدم عدة مقترحات لمحاولة استقطاب الولايات المتحدة إلى طاولة التفاوض، منها تنازلات وتعديلات تنظيمية تهدف إلى تعزيز المصالح الأميركية، بالإضافة إلى مبادرة جديدة للتعاون في مواجهة فائض الإنتاج الصناعي في الصين. ورغم عقد ثلاث جولات من المحادثات بين مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفوفيتش وممثل التجارة الأميركي جيميسون غرير، لم تُحرز أي نتائج ملموسة. وأشارت مصادر دبلوماسية أوروبية إلى أن الرئيس ترامب لم يمنح حتى الآن تفويضاً واضحاً لفريقه للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي. بروكسل تجهز إجراءات انتقامية بالتوازي مع ذلك، أعدّت المفوضية الأوروبية مقترحاً لمجموعة من الإجراءات المضادة قد تُستخدم كورقة ضغط إذا فشلت المفاوضات. وتشمل المقترحات فرض رسوم جمركية على واردات أميركية بقيمة 95 مليار يورو، إضافة إلى فرض قيود جديدة على صادرات أوروبية من منتجات فولاذية وكيميائية إلى الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تستكمل الدول الأعضاء مراجعة هذه الإجراءات في أوائل يونيو/حزيران. تصعيد تجاري منذ أبريل في الثاني من أبريل، فرضت إدارة ترامب رسوماً جمركية بنسبة 20% على واردات من الاتحاد الأوروبي، ضمن حزمة واسعة شملت معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. وبعد أسبوع، أعلنت واشنطن عن تخفيض مؤقت لتلك الرسوم إلى 10% لمدة 90 يوماً، لإتاحة الفرصة أمام مفاوضات محتملة. بالإضافة إلى هذه الإجراءات، فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات المعادن والسيارات وقطع الغيار من جميع دول العالم، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي مثل السويد. كما لوّحت إدارة ترامب بفرض رسوم إضافية على منتجات أخرى مثل الأدوية، وأشباه الموصلات، والطائرات، والأفلام.