تشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا متواصلاً في السويد، وسط توقعات بأن يستمر هذا الاتجاه نتيجة الأوضاع الجيوسياسية العالمية، التوترات التجارية، وضعف العملة المحلية، إضافة إلى تغيرات المناخ. وقال كارل إكيردال، كبير الاقتصاديين في منظمة شركات الأغذية السويدية: "نحن تحت رحمة الظروف العالمية، ولا نملك سيطرة كاملة على هذه العوامل." التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية تؤجج الأسعار منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 2022، تصاعدت التكاليف في السويد وأوروبا بشكل عام. كما أن التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الحلفاء، بما في ذلك أوروبا، قد تؤدي إلى زيادة التضخم، مما يرفع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى. وحذر إكيردال من أن الحروب التجارية لا تعود بالنفع على أي طرف، بل تؤدي إلى مزيد من الضغوط على الأسواق العالمية. اقرأ أيضاً: زعيمة حزب اليسار تدعو إلى مقاطعة "إيكا" احتجاجًا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية الكرونة السويدية الضعيفة وتأثيرها على الأسعار رغم أن ضعف الكرونة السويدية ساهم في رفع أسعار المنتجات المستوردة، إلا أن هناك بوادر تحسن في الأفق. فقد بدأت العملة بالتعافي منذ مطلع العام الجاري، وسجل سعر الدولار الأمريكي أقل من 10 كرونات لأول مرة منذ ديسمبر 2023. وفي حال استمرت الكرونة في الارتفاع، فقد يؤدي ذلك إلى تخفيف الضغوط على قطاع الأغذية السويدي، مما يساعد في استقرار الأسعار مستقبلاً. هناك حاليًا نقص في منتجات الألبان في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. أحيث غلق العديد من المزارعين في أوروبا أعمالهم، مما أدى إلى انخفاض عدد الأبقار التي يمكنها توفير الحليب والزبدة والقشدة لسكان القارة. ويسبب هذا النقص أيضاً آثاراً جانبية على ارتفاع الأسعار. إلى جانب التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، تساهم التغيرات المناخية أيضًا في زيادة تكاليف الغذاء. إذ تضطر قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية إلى إنفاق المزيد من الأموال للتكيف مع الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات التي تؤثر على الإنتاج الزراعي العالمي، وتنعكس على الأسعار في الأسواق السويدية.