بقلم: منصة «أكتر» مالمو – فريق تغطية أحداث مؤتمر مناهضة معاداة السامية في مالموخيبوا أمل الرعاةعندما وجّه ستيفان لوفين في كانون الثاني دعوات إلى رؤساء الدول: «السيد الرئيس بوتين... السيد الرئيس ترامب...»، كان يأمل أن يأتي رؤساء الدول وملوكها ووزرائها الأوائل ليجعلوا من مؤتمره لمناهضة معاداة السامية بنسخته السويدية «أكثر قيمة».لكن بعد أن تأجّل المؤتمر لمدّة عام بسبب الوباء وقيوده، لم تكن لائحة القادمين مذهلة إلى الحدّ الذي أراده رعاة المؤتمر.صباح الثلاثاء 12 تشرين الأول، قبل يوم من انطلاق المؤتمر، طوقت الشرطة نصف مالمو، وبدأت بوضع الحواجز وتطبيق الإجراءات الأمنية المشددة. يمكننا أن نرى شرطة رسميين ومتخفين في كلّ مكان وزاوية من مالمو.لكن لمن هذه الحراسة المشددة؟لحراسة المشددةFoto TTتمخض الجبل فولد فأراًكان يفترض بأن تكون الشخصية الرمزية الأبرز حضوراً في المؤتمر هي الرئيس الإسرائيلي إيزاك هيرزوغ، والذي تمّ توجيه الدعوة له كنجم المؤتمر، ولأجل «عيونه» قامت وزيرة الخارجية السويدية بضخّ دفق الحياة في العلاقات السويدية الإسرائيلية قبل المؤتمر بفترة. لكنّ الرئيس الإسرائيلي اكتفى بإرسال وزير اليهود في الشتات ليمثّل الكيان الإسرائيلي في المؤتمر.بدورها موسكو أرسلت نائب الرئيس، بينما قام الأمريكيون «الذين تمّ توقّع أنّهم سيتحمسون أكثر لهذا المؤتمر» بإرسال أحد نواب وزير الخارجية مع رسالة مسجلة من وزير الخارجية بلينكن يحيي فيها المؤتمر.FotoJonas Ekströmer/TTوحتّى القوى الأوروبية الرئيسة، لم ترسل أيّ منها رأس حكومتها لحضور المؤتمر.ففرنسا كمثال ظهر رئيسها في تسجيل سابق يحمله سفير حقوق الإنسان.ومن ألمانيا، حيث المشاورات لإجراء الحكومة الجديدة قائمة، جاء وزير دولة.ومن بريطانيا، لم يأتي أحد على الإطلاق.ربّما إسبانيا، بوزير الخارجية مانويل ألباريس، هي التمثيل الأوروبي الرئيسيّ الأكبر.من بين الدول الـ 44 المشاركة، الأغلبية أرسلت سفرائها ليمثلوها.أمّا الدول التي أرسلت رؤسائها ورؤوس حكوماتها فهم من يمكننا تصنيفهم في هذا السياق بالدول «صف ثاني»، مثل لاتفيا وليتوانيا وصربيا ومقدونيا الشمالية ورومانيا والبوسنة.وزير اليهود في الشتاتحتّى الإسكندنافيين كانوا مشغولين عن المؤتمرربّما أبرز ما رافق ضعف حضور المؤتمر هو الجيران السويديين الإسكندنافيين وبقية رابطة الشمال الأوروبي.النرويج، وكذلك آيسلندا، اكتفيا بإرسال سفيريهما كممثلين عنهما.أمّا سانّا مارين، رئيسة الوزراء الفنلندية، وصديقة الديمقراطيين الاشتراكيين السويديين، فقد فضلت البقاء في هلسنكي مرتاحة، وحضر عن فنلندا رئيس البلاد من الجناح اليميني ساولي نينسته.أمّا رئيسة الوزراء الديمقراطية الاشتراكية الدنماركية، فقد استثقلت أن تعبر الجسر بالسيارة إلى مالمو، وفضلت أن تسافر بالطائرة إلى الهند للتفاوض على اتفاقية للقاحات والتعاون في مجالات البيئة. وأتى بالنيابة عن الدنمارك وزير العدل. رئيسة الوزراء الديمقراطية الاشتراكية الدنماركية،منظمات دولية مشغولة بدورهامعظم رؤساء المنظمات الدولية المهمة كانوا مكتفين بالمشاركة إلكترونياً، وليس بشكل مباشر حتّى في بعض الأحيان.غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، أرسل فيديو مسجل، بينما شاركت أورسولا فون دير لين من بروكسل عبر الإنترنت.يبدو أنّ المؤتمر، رغم أننا لن نسمع هذه الكلمات من منظمي ورعاته، لن يكون بالقوة والتأثير العالمي الذي كانوا يأملونه. قد يكون لنا الحق في أن نعتبر هذا التمثيل «نصف الهزيل» له الكثير من الدلالات، ولكن بعضنا في أسرة «أكتر» يرون بأنّ ذلك قد يعود لخوف السياسيين عموماً من خسارة «ناخبي اليمين» متزايدي القوة.هناك الكثير من التفسيرات الأخرى التي يمكن سوقها كي لا نغالي بتفسيراتنا الخاصة، ولكن الأكيد أنّ المؤتمر لن يكون بالزهو الذي أراده رعاته أن يكونه.والبعض يسأل اليوم إن كان الملك السويدي والملكة السويدية سيحضران المؤتمر.