أخبار العالم

"ليس هناك ما يكفي من الغاز في العالم": هل سوف تستطيع أوروبا تدبر أمر التدفئة هذا الشتاء؟

"ليس هناك ما يكفي من الغاز في العالم": هل سوف تستطيع أوروبا تدبر أمر التدفئة هذا الشتاء؟ image

دعاء حسيّان

أخر تحديث

Aa

التدفئة في الشتاء

 هل سوف تستطيع أوروبا تدبر أمر التدفئة هذا الشتاء؟

أفاد محللون أنه من المرجح أن تجتاز أوروبا هذا الشتاء دون قطع الغاز عن مُستهلكيه على الرغم من انخفاض الإمدادات الروسية. إلا أن هذا الأمر قد لا يكون كافياً في السنوات المقبلة، حيث صرّحت صوفي دي روس، التي تقوم بضبط الحرارة في منزلها عند الـ 21 درجة مئوية (70 درجة فهرنهايت) أنها تفضل الحرارة العالية، الأمر الذي يترتب عليه استهلاك الكثير من الغاز.

هذا وأدّى التخفيض التدريجي لإمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا، عبر خط الأنابيب، إلى نشوب حرب مزايدة على الغاز الطبيعي المُسال، ما أدى إلى ارتفاع أسعاره بشكل حاد. وفي حال قامت دول معينة مثل فرنسا وإسبانيا بتجميد الأسعار للمستهلكين، فإن دولاً أخرى مثل بلجيكا ستسمح للمُورّدين برفع تكاليف الغاز بشكل أو بآخر.

في هذا الصدد، أعربت دي روس عن استنكارها لفاتورة التدفئة التي تلقّتها، والتي بلغت 330 يورو (120 دولاراً) في الشهر الواحد. مشيرةً إلا أن مساحة منزلها الكبيرة، التي تبلغ 90 متراً مربعاً، تتطلب استهلاكاً كبيراً للغاز. دفع هذا الأمر دي روس لخفض منظم الحرارة الخاص بها إلى 18 درجة مئوية، وتركيبها نوافذ مزدوجة الألواح ولوح طاقة شمسي.

من الجدير بالذكر، أن السعر المرجعي الأوروبي لبيع الغاز بالجملة يتقلب في الوقت الحالي وقد وصل إلى 20 يورو مقابل كل ميغاواط/ ساعي. كما وصل سعره هذا العام إلى 300 يورو قبل أن يتراجع إلى حوالي 100 يورو. هذا وصرّح محلل الغاز في شركة Wood Mackenzie لاستشارات الطاقة، جراهام فريدمان، بأن الأوقات الحالية تُعتبر الأكثر فوضويةً بالنسبة لأوروبا منذ سنوات.

انخفاض كبير في الاستهلاك

تسببت أسعار الطاقة المرتفعة للغاية في توقف العديد من المصانع، لا سيما في قطاع الكيماويات الألماني الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي الرخيص. إلا أن الدول الأوروبية تداركت العجز المُقبل وتمكنت من ملء خزاناتها من الغاز وضمنت عدم انقطاعه.

ما كان مستحيلاً أصبح ممكناً

ساعد الخريف الدافئ بتخفيض استهلاك الغاز بشكل كبير. فوفقاً لمركز الإحصاء الأوربي، قام الاتحاد الأوروبي بتخفيض استهلاكه للغاز بنسبة 20% بين أغسطس/ آب ونوفمبر/ تشرين الثاني، مقارنةً بمتوسط الاستهلاك منه في الأشهر نفسها بين عامي 2017 و2021، حيث قامت ألمانيا بخفض استهلاكها بنسبة 20% إلى 35%.

في هذا الإطار، يقول أستاذ سياسة الطاقة في مدرسة Hertie  في برلين، ليون هيرث، إن هذا الأمر لم يكن متوقعاً ويتناقض مع ما كان متداولاً من عدم استجابة الناس للتعليمات. هذا ومن المرجح أن تظل فواتير الطاقة مرتفعةً، ويقول الخبراء إن وضع الاتحاد الأوروبي لسقف أسعارٍ متفقٍ عليه في ديسمبر / كانون الأول سيكون له تأثير محدود على خفضها.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا فقدت أكبر زبائنها للغاز في أوروبا في غضون عدة أشهر فقط، حيث انخفضت المشتريات فيها من 191 مليار متر مكعب في عام 2019 إلى 90 ملياراً هذا العام. ومن جهتها، تتوقع شركة Wood Mackenzie أن عمليات التسليم ستنخفض إلى 38 مليار متر مكعب العام المقبل.

هذا وتمكن الاتحاد الأوروبي من استيراد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المُسال عن طريق المزايدة على دول جنوب آسيا مثل باكستان والهند. الأمر الذي دفع بهذه الدول إلى زيادة اعتمادها على الفحم، ما أثر سلباً على الجهود العالمية للحد من تغير المناخ.

التطورات في عام 2023

كانت قدرة أوروبا على استيراد الغاز الطبيعي المسال محدودةً بسبب افتقارها إلى البنية التحتية الملائمة، حيث كان هناك حاجة إلى بناء محطات موانئ قادرة على تحويل السائل إلى غاز وإعادة ضخه في خطوط الأنابيب. ووفقاً لمنظمة Global Energy Monitor، سارعت ألمانيا، التي تملك أكبر اقتصاد في القارة، لافتتاح أول منشأة لها في ديسمبر/ كانون الأول، في حين تم الإعلان عن خطط لبناء 26 محطة جديدة في جميع أنحاء أوروبا.

وبينما يجري بناء المزيد من محطات الغاز الطبيعي المُسال، سيتعين على أوروبا في عام 2023 الاستغناء عن الغاز الروسي لملء خزاناتها. الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب عروض أكثر شراسةً بين الدول الأوروبية والآسيوية فيما يتعلق بالإمدادات.

ومن المحتمل أيضاً أن يكون لسقف سعر الاتحاد الأوروبي المُقرر أن يبلغ 180 يورو عن كل ميغاواط/ ساعي، والذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في فبراير/ شباط، تأثير ضئيل في هذه الحالة، إذ لن يتم العمل به في حال كانت أسعار الغاز الطبيعي المُسال مرتفعة أيضاً.

من جهتها، صرّحت محللة الغاز في شركة بيانات السلع الأساسية Kpler، لورا بيج، أن العامل الرئيسي في هذا الأمر سيكون الطقس في فصل الشتاء، حيث ستصل معركة الحصول على الغاز أشدّها في حال كان الشتاء بارداً في كلّ من آسيا وأوروبا.

 هذا وتكمن المشكلة في الإمدادات المحدودة للغاز الطبيعي المُسال. كما أنه لن يتم العمل بمشاريع الغاز الطبيعي المُسال الجديدة، المعنيّة بتعزيز العرض، قبل عام 2025، ما يعني أنه يتعين على الأوروبيين ضبط التدفئة في منازلهم عند 18 درجة مئوية، والتأقلم مع هذا الوضع لفترة أطول.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار العالم

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©