ماذا تعني علامة "التجارة العادلة Fairtrade" على المنتجات؟

ما هي علامة أو رمز "التجارة العادلة Fairtrade" التي يتمّ وضعها على المنتجات في المتاجر والسوبرماركات ومخازن الثياب؟ وإلى ماذا ترمز؟ وماهدفها؟ وما الانتقادات الموجهة لها؟

تحاول سلسلة "أكتر" لرموز وعلامات التجارة والجودة أن تجيب عن هذه الأسئلة

ما هي علامة "التجارة العادلة Fairtrade"؟

هي شهادة دولية للمواد الخام التي يتم زراعتها في البلدان ذات مستويات الفقر الكبيرة. يعني وجود هذه العلامة بأنّ المنتجات التي تستهلكها قد لبت معايير اجتماعية، واقتصادية، وبيئية مرتفعة.

وتُمنح هذه العلامة بناء على عدد من الشروط الاجتماعية والاقتصادية والاستدامة البيئية، والمذكورة في اتفاقيات منظمة العمل الدولية لحقوق الإنسان في ظروف وبيئة العمل، والتي تحقق أهداف منظمة العمل الدولية بحصول الناس على عمل وحياة بشروط كريمة.

تركيز العلامة

تركّز علامة "التجارة العادلة" بشكل رئيسي على العاملين في المجال الزراعي، والذين يشكلون قرابة ربع العاملين على كوكب الأرض. ولكن هناك منتجات غير زراعية تراقبها "التجارة العادلة".

يعني هذا أنّها تركز على المنتجات الزراعية التي نستهلكها، مثل: القهوة، والموز، والنبيذ، أو القطن لملابسنا.

وقد طوّرت "التجارة العادلة" معايير تتناسب مع كلّ مجال، ومع حجم المنتج. فهناك معايير خاصة للتعاونيات، وللشركات الكبرى. كمثال: تعاونيات إنتاج القهوة الصغيرة لها معاييرها، وعمّال مصانع تغليف الموز الكبرى لها معاييرها.

هناك هيئة إشراف تدعى Flocert من مهامها مراقبة اتباع المنتجين لمعايير "التجارة العادلة".

أنواع العلامة

لعلامة "التجارة العادلة Fairtrade" أشكال مختلفة لكلّ منها دلالتها، من أهمها:

• العلامة الأصلية "بالألوان الأسود والأزرق والأصفر": تعني بأنّ كامل المنتج مراقب، والمواد الأولية الداخلة في إنتاجه والأدوات المساهمة في إنتاجه خاضعة لمراقبة "التجارة العادلة".

• العلامة الأصلية بجانبها سهم: تعني أنّ على المستهلك أن ينظر خلف العبوة لمعرفة المزيد عن المكونات. فرغم أنّ مجمل مكونات المنتج قد حققت المعايير الدنيا "للتجارة العادلة"، فقد يكون هناك منتجات أخرى غير مراقبة.

• علامات منتجات محددة: لكلّ من الذهب والقطن علامتان خاصتان، يعني وجودهما أنّ كامل عملية الإنتاج، من الاستخراج أو الزراعة، وصولاً إلى المنتج النهائي في الملابس أو المجوهرات كمثال، مراقبة من "التجارة العادلة".

• علامات بيضاء خاصة بالمكونات في المنتجات التي تحوي مواد أولية متنوعة، ليست جميعها مراقبة من قبل "التجارة العادلة"، ولكنّ بعضها مراقب ويحمل شهادة.

حد أدنى للأجور

تعلن منظمة "التجارة العادلة" بأنّ هدفها رفع أجور الفلاحين وعمّال الزراعة في الدول ذات مستويات الفقر الشديدة، وتحسين حياتهم وشروط عملهم. فهؤلاء الفلاحين والعمّال يعتمدون على المواد الأولية التي يبيعونها من أجل رعاية أنفسهم وعائلاتهم.

لهذا تضع "التجارة العادلة" حداً أدنى للأسعار، يضعه هؤلاء الفلاحين والعمّال ضمن مفاوضات على الأسعار، بهدف إيجاد شبكة أمان عندما تنخفض الأسعار.

شروط

هناك شروط على الفلاحين والعمّال أن يلتزموا بها أيضاً، منها منع تشغيل الأطفال، ومنع العمالة الإجبارية، ومنع التمييز في العمل، سواء في التعاونيات أو المصانع والورشات.

كما يمنع استخدام بعض أنواع المبيدات أيضاً.

انتقادات

لا يرى الجميع بأنّ "التجارة العادلة Fairtrade" تؤدي هدفها بأمانة، وتنقسم الانتقادات الموجهة لها إلى:

• يقوم النظام بتحويل الأرباح من أفقر المزارعين إلى الشركات الأكبر، فالشركات قادرة على الالتزام بمعايير لا يمكن للفلاحين الأفقر الالتزام بها، مثل عمالة الأطفال، وبالتالي تمنح القدرة للشركات الكبرى على إفلاس الفلاحين والاستيلاء على أراضيهم.
• لا تصل الأموال الإضافية التي يدفعها المستهلكون ثمناً أعلى للمنتجات التي تحمل علامة "التجارة العادلة Fairtrade"، إلى الفلاحين وعمّال الورشات والمصانع، بل تضيع في النفقات الإدارية وغيرها لتصبح بيروقراطية جديدة.
• تقوم التجارة العادلة بحجب المعلومات والبيانات عن الهيئات التشريعية الوطنية، مثل التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، ما يقلل من شفافيتها ويثير الريبة في ممارساتها.
• تخلق "التجارة العادلة" شيئاً أشبه بالنادي الحصري الذي يصعّب على الفلاحين وعمّال الزراعة تشكيل اتحادات تطالب وتفرض شروطاً أفضل لهم ولعملهم.
• المعايير التي تعتمدها "التجارة العادلة" ضعيفة وغير قادرة على حماية الفلاحين والعمّال ومنحهم حياة وشروط عمل أفضل في مواجهة الشركات الكبرى.