مالمو تنوي محاربة "عنف الشرف" في المدارس التمهيدية؟ كيف سيكون ذلك؟
 image

عروة درويش

null دقائق قراءة|

أخر تحديث

مالمو تنوي محاربة "عنف الشرف" في المدارس التمهيدية؟ كيف سيكون ذلك؟

أخبار-السويد

Aa

جرائم الشرف في مالمو

Foto: Jessica Gow/TT

الكثير من الأطفال في مالمو يعانون من وطأة العنف والقمع «المرتبط بالشرف». هذا ما وصل إليه تقرير التدقيق الذي أجرته «هيئة التدقيق stadsrevision» في مدينة مالمو، وتمّ الكشف عنه منذ فترة ليست بالبعيدة. على إثر ذلك بدأت الأصوات تعلو منتقدة الإجراءات التي يفترض أنّها موجودة لتحارب هذا العنف المخالف للقانون، والتي يجب عليها أن تضمن للأطفال الموجودين في السويد قطعاً مع الممارسات والعادات التي تقلل من رفاههم.

في ضوء هذا، كان علينا أن نفكّر في ما بعد هذا التقرير، ففي النهاية توجد مثل هذه التقارير لتصحيح مسار العمل وليس فقط لمنح الإعلام ما يكتب عنه. لهذا تواصلتُ مع محمد ياسين، رئيس إدارة ما قبل المدرسة ordförande i förskolenämnden في مدينة مالمو، لأقف على تفاصيل ما جرى بعيداً عن التصيّد في الماء العكر، والأهم لأفهم ما سوف تقوم به المدينة من أجل معالجة أوجه القصور وحماية الأطفال.

محمد ياسين رئيس إدارة "ما قبل المدرسة" في مدينة مالمو

ولأنّ وزيرة المساواة قامت بدورها بالتعليق على الموضوع، قمتُ بالتواصل مع مكتبها الصحفي لسؤالها بعض الأسئلة، ولأفهم إن كان هناك نيّة لدى الوزارة الوطنية أن تتدخّل أو تساعد المدينة بشكل أو بآخر، ولكن حتّى وقت كتابة هذه الكلمات، لم أتلقَ ردّاً من المسؤولين في الوزارة.

العمل بسرعة

علينا أن نفكّر بشكل عملي وأن نعلم تفاصيل الإجراءات العاجلة التي تنوي الإدارة أن تقوم بها للاستجابة لتقرير التفتيش وتدارك العنف والقمع المرتبطين بالشرف؟ كان على محمد ياسين أن يجيبنا أولاً عن هذا السؤال، وكان جوابه: «أنا أرحّب بتقرير التفتيش، فهو يظهر بأنّنا بحاجة للعمل على مرحلة ما قبل المدرسة بشكل أوسع وبجهدٍ أكبر من أجل إيجاد علاجٍ المشاكل المرتبطة بالشرف».

أمّا الحديث التفصيلي عن الخطوات التالية فهو: «يجب على الإدارة أن تحدد مدى تنفيذ المدارس التمهيدية لخطة تطوير الكفاءة حول المشكلات المتعلقة بالشرف في المدرسة التمهيدية، بهدف ضمان حضور جميع الموظفين للتدريب. يجب على الإدارة أيضاً مراجعة جميع التقارير المثيرة للقلق (orosanmälningar) لعام 2023، من أجل توضيح أسبابها والتي قد تحتاج الحضانات إلى الدعم في تطوير فهمها. يجب على الإدارة أيضاً التأكد من قيام جميع مديري المدارس والمديرين في المنظمة بإبلاغ الموظفين على الفور بالروتين وأسباب الإبلاغ عن المخاوف. ويجب على الإدارة التأكد من أن ذلك يتم سنوياً».

ومن أجل ضمان إشراكِ أوصياء الأطفال في العملية، يقول ياسين بأنّ الإدارة هي المكلفة بإبلاغ أولياء أمور الأطفال بمحتوى التقرير، وبالمعايير والقيم المطبّقة في المدارس التمهيدية في مالمو، وبالمبادرات المرتبطة بهذا الأمر.

لكن يبقى السؤال: كيف ستضمن الإدارة في المدينة المحاسبة على جميع المستويات لضمان التطبيق الفعّال لكلّ ما ذكر وتمّ التخطيط له؟ يقول ياسين: «من الآن فصاعداً، ستقوم إدارة ما قبل المدرسة في المدينة بتضمين التقرير الصادر عن كلّ اجتماع قسماً خاصاً بما تمّ فعله لمعالجة المشاكل المرتبطة بالشرف».

الحلول طويلة المدى

تحدثنا عن الحلول العاجلة، لكن ما هي الاستراتيجية طويلة الأمد التي تنتهجها الإدارة في المدينة كي لا تعيد الكرة، وكي لا نسمع العام المقبل، أو الذي يليه، عن تقرير تفتيش يتحدّث عن فتيات صغيرات يخشين من أخوانهن الذكور، أو يمنع عليهن ارتداء الثياب المناسبة للطقس لأسباب ترتبط بالشرف؟ نحن نتحدث هنا عن بيئة وحلول مستدامة لمناهضة هذا النوع من العنف والقمع.

يقول ياسين: «في وقت مبكر من عام 2022، تم تكليف إدارة ما قبل المدرسة بالعمل ضدّ العنف والقمع المرتبط بالشرف. أرى أنّ مرحلة ما قبل المدرسة بحاجة إلى مواصلة العمل بناءً على تلك الاستراتيجيات، وتعزيز العمل في الأجزاء التي ينتقدها تقرير التفتيش. جزء مهم من الإستراتيجية هو تدريب طاقم العمل في مرحلة ما قبل المدرسة لزيادة كفاءتهم في تحديد مشاكل الشرف والتعامل معها. ومن المهم أن يخضع جميع الموظفين لهذا التدريب. ومن المهم للغاية أيضاً أن يقوم الموظفون بالإبلاغ عن مخاوفهم. في الاجتماع التالي لمجلس الإدارة، ستعود الإدارة بمقترحات حول كيفية تعزيز العمل ليصبح أكثر كفاءة. بعد ذلك، سيتخذ المجلس موقفاً بشأن ما إذا كانت الإدارة بحاجة إلى مهام إضافية حتى يتمكّن أولئك الذين يعملون بالقرب من الأطفال من مواجهة اضطهاد الشرف بشكل أكثر فعالية».

Foto: Tim Aro/Svd/TT

ما يتحدّث عنه ياسين هو أمر غاية في الجودة إذا ما تمّ تنفيذه على أفضل وجه، ولكن كيف سيتمّ قياس هذا التنفيذ وفاعليته، بحيث تحقق الخطوات الصغيرة الهدف الأكبر عبر الوقت؟ كان ياسين حاضراً أيضاً لإطلاعنا على خطط الإدارة: «كما أجبتُ من قبل، ستقدّم إدارة مرحلة ما قبل المدرسة تقريراً إلى مجلس الإدارة كل شهر حول العمل ضد مشاكل الشرف. وكما كان الحال من قبل، ستقوم الإدارة بتقديم تقارير إلى مجلس الإدارة كل عام، كجزء من العمل المنهجي للجودة. وعندما تعود الإدارة في شهر مارس بمقترحات بشأن التدابير، فسوف نتخذ نحن الساسة موقفاً بشأن ما إذا كانت هناك حاجة إلى أدوات إضافية لمتابعة العمل وتأمينه».

هل السياسيون يكفون؟

عندما أقرأ تقريراً عن مشاكل ما، يخطر في بالي سؤال يجب على السياسيين أن يجيبوا عليه: أين الخبراء ومنظمات المجتمع الأهلي من كلّ هذا؟ هل تمّ إشراكهم كما ينبغي من أجل الحيلولة دون حدوث ما حدث؟ هل سيتمّ إشراك الخبراء (النظريون والميدانيون) في صياغة المبادرات وآليات التقرير والمحاسبة؟

يرى ياسين أنّ المدينة تعمل بالفعل عن قرب مع المؤسسات الخبيرة المحلية، وربّما أبرزها «(Pedagogic Inspiration Malmö (PI Malmö»، والتي يتمّ تطوير التعاون معها في إطار المدينة. يقول ياسين بأنّ الأهمية الكبرى اليوم أن يؤدي هذا التعاون إلى اكتساب الموظفين الذين يعملون بالقرب من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة كفاءة أفضل في هذه الأمور: «إنهم الأشخاص الذين لديهم اتصال يومي مع أولياء الأمور والأطفال، ولديهم أفضل فرصة لاكتشاف مشاكل الشرف والتعامل معها».

ويتخطّى التعاون في سبيل التطوير نطاق مالمو، فياسين يشرح أنّ «الإدارة تتابع الأبحاث الجديدة عندما تطور عملها، وتتعاون أيضاً مع البلديات الأخرى التي قطعت شوطاً طويلاً في العمل ضد مشاكل الشرف، وذلك لتبادل المعرفة والخبرة. وبطبيعة الحال، هناك أيضًا تعاون بين الإدارات داخل مدينة مالمو، وخاصة مع السوسيال».

تجعلني إجابة ياسين أعيد على مسامعه جزءاً ممّا يثير قلقي من تحوّله إلى مجرّد كلام، ولهذا شددتُ: ما هو الدور الذي ستلعبه هذه المنظمات والخبراء في كلّ من الحلول العاجلة، وكذلك في الجهود طويلة الأمد، لتحقيق الهدف المنشود لدى الجميع، أي القضاء على القمع والعنف المرتبط بالشرف في مرحلة ما قبل المدرسة في مالمو؟

أكّد ياسين بأنّ التعاون مع الجهات الفاعلة المذكورة أعلاه سيبقى جزءاً أساسياً من عمل إدارة ما قبل المدرسة لمواجهة مشاكل الشرف. وأضاف بشكل يفتح على جميع الاحتمالات: «استناداً إلى مراجعة التقرير، سيتم تطوير التعاون وتعزيزه. قد تصبح الأدوات الجديدة وأوجه التعاون الجديدة ذات صلة، اعتماداً على ما تستنتج الإدارة أنه ضروري بناءً على تقرير التدقيق».

في الختام..

إنّ ما توصل إليه تقرير التفتيش ليس أمراً يمكن اعتباره عادياً، ولا يجب بأيّ حال السماح بحصوله في السويد. لكن من ناحية أخرى، يبدو أنّ إدارة مدينة مالمو تدرك مدى أهميّة التقرير، وبأنّه يحتّم اعتماد إجراءات جديدة. في النهاية، وكما قلتُ في البداية، التقارير لم توجد من أجل الحديث الإعلامي عنها وحسب، بل من أجل تصويب المسار، وتصحيح العمل، وسدّ الثغرات بما يخدم مصالح العامة.

شارك المقال

أخبار ذات صلة

أزمة وقود
سياسي
هيئة الضرائب
لم يتم العثور على أي مقالات

آخر الأخبار

ستوكهولم
مالمو
يوتوبوري
اوبسالا
لوند
لم يتم العثور على أي مقالات

أكتر هي واحدة من أكبر منصات الأخبار السويدية وأسرعها نموًا في اللغة العربية توفر أكتار لعدد متزايد من المتحدثين باللغة العربية.

في السويد الأخبار السويدية باللغة العربية عبر النصوص والأفلام. لدينا أيضًا قراء في أجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden

VD -  Kotada@aktarr.se

Chefredaktör -  Deema.ktaileh@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se


للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

© جميع الحقوق محفوظة لمنصة Aktarr