الانتخابات السويدية 2022

ماهر دبّور: عدم الانتماء والتهميش هو ما يدفع المهاجرين للعنف

Aa

ماهر دبّور: عدم الانتماء والتهميش هو ما يدفع المهاجرين للعنف

ماهر دبّور: عدم الانتماء والتهميش هو من يدفع المهاجرين للعنف

ماهر دبّور: الحكومة تهرب من مشاكل الداخل إلى الخارج

كان الناشط السياسي والمجتمعي، السويدي من أصل فلسطيني: ماهر دبّور، ضيفاً على "أكتر" في محاولة الإجابة عن أسئلة مثل: ما هو المشهد السياسي السويدي اليوم ونحن على أعتاب الانتخابات؟ كيف للذين يعودون لأصول عربية، ومهاجرة عموماً، أن يختاروا من يمثلهم. ما هو الحل لمشاكل المجتمع، وتحديداً مشاكل المهمشين من ذوي الأصول المهاجرة؟

من هو ماهر دبور؟

عندما سألنا ماهر عن التاريخ الذي جاء فيه إلى السويد، قال: «أشعر كأنني هنا منذ مئات السنين».

لكن في الحقيقة جاء ماهر إلى السويد في 1987، وبعد فترة قصيرة انخرط في العمل السياسي وانتسب إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لكنّ ماهر، وبعد سنين طوال من العمل السياسي إلى جانب الاشتراكيين الديمقراطيين، تمزقت صورة الحزب في نظره، وبات يرى بأنّ المهيمنين على الحزب باعوا الإيديولوجيا الاشتراكية من أجل البقاء في الحكم. ماهر نشط أيضاً في المجتمع المدني، وهو عضو – ورئيس في بعض الأحيان – للكثير من الجمعيات في مالمو. 

كان ماهر، ولا يزال، يرى بأنّ على الجميع الاهتمام بالسياسة، وخاصة في عمليّة الاقتراع والانتخاب لاختيار الحزب الذي يعبّر عن مصالحك ورؤاك.

كان ماهر، ولا يزال، يرى بأنّ على الجميع الاهتمام بالسياسة، وخاصة في عمليّة الاقتراع والانتخاب

فليكن المحافظون والـ SD إذاً!

كان ماهر متحمساً عندما سألناه: من على المهاجرين أن ينتخبوا كي يمثلهم، وكان ردّه: فليمنحوا فرصة لأي أحد جديد، فالذين بقوا في السلطة كلّ هذه الأعوام ولم يغيروا شيء، لماذا يستحقون البقاء في مناصبهم؟

لم يقبل ماهر أن يحدد حزباً يدعو الناس للتصويت له، ولكنّه يرى بأنّه لا بدّ من التغيير. عندما شددنا على سؤالنا في محاولة استفزاز إجابة لديه: هل تريد أن يمنح ذوي الأصول العربية أصواتهم للمحافظين أو الـSD مثلاً! وهم الذين يدعون لترحيل المهاجرين وتشديد منحهم الإقامات...الخ، كان ردّ ماهر ساخطاً بالقول: وما الذي يخيفهم بعد الآن؟

بالنسبة لماهر، الحزب الحاكم يستمرّ باستخدام اليمين المتطرّف كبعبع لإخافة الذين من أصول مهاجرة والتذرّع بأنّ وجوده لازم كي يحمي الناس منه. لكن يطلب ماهر من الناس أن تتساءل: ما الذي حماهم منه الحزب الحاكم؟ تمّ تشديد شروط الهجرة واللجوء، وتمّ تشديد شروط الإقامة، وتمّ إغلاق المدارس الإسلامية، والتهميش والعزل قائمان...الخ، فما الذي يخيفهم بعد ذلك؟

بالنسبة لماهر، الحزب الحاكم يستمرّ باستخدام اليمين المتطرّف كبعبع لإخافة الذين من أصول مهاجرة

تصدير المشاكل للخارج

يرى ماهر بأنّ عدم قدرة الحكومة السويدية – الحالية والسابقة – على حلّ المشاكل الداخلية التي تتراكم مثل تزايد الجريمة، والعزل والاندماج، والبطالة، والطبابة، دفعها إلى محاولة تصدير المشكلة للخارج عبر الالتحاق بالناتو. وشرح ماهر بأنّ ارتفاع أسهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحالي في الاستطلاعات لا يعبّر عن نجاح أو عن ثقة الناخبين، بل عن خوف الناخبين.

عندما طلبنا إليه أن يشرح هذه الفكرة، أجاب ماهر بأنّ السويد تعيش حالة أزمة، ومزاج المجتمع السويدي السياسي في أوقات الأزمات يتجه نحو الأحزاب الكبيرة، فالناس يرون بأنّ هذه الأحزاب جادّة وقادرة بسبب رسوخها السياسي على تولي الأزمات، وأضاف بأنّ السبب ذاته هو الذي دفع أيضاً شعبية حزب المحافظين للتزايد.

السويد تعيش حالة أزمة، ومزاج المجتمع السويدي السياسي في أوقات الأزمات يتجه نحو الأحزاب الكبيرة

ما الحل؟

رأى ماهر بأنّ الحلّ ليس بسيط، ولكنّه يعتمد على أمرين متشابكين: التمويل والسياسة.

حكى لنا ماهر عن زيارته لمشفى العيون في لوند، حيث بقي هناك من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثالثة ظهراً مع أنّ موعده في التاسعة وعشر دقائق. يقول ماهر: بعد أن أثرتُ جلبة تحدثت مع الطبيب وكان صريحاً بالقول: ليس لدينا أطباء، ليس هناك سوى طبيبان في كامل القسم.

يتساءل ماهر: لماذا لا يوجد أطباء؟ ألا يمكن زيادة أجورهم بحيث يتوقفون عن السفر للعمل في النرويج وفي غيرها؟ أين المليارات التي يتمّ صرفها في أماكن أخرى دون حاجة على بروجيكتات المستفيد منها هي الشركات المتعاملة مع مكتب العمل وغيره؟

مشكلة الاندماج بالنسبة لماهر أعقد من مجرّد إنفاق الأموال عليها

ماذا عن الاندماج؟

مشكلة الاندماج بالنسبة لماهر أعقد من مجرّد إنفاق الأموال عليها. فهو يرى بأنّ الشعب السويدي منغلق ومحافظ عموماً، ولا يقبل الأجانب، وتحديداً القادمين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط Mena

حاول ماهر أن يشرح بأنّه يمكن ترتيب القادمين من هذه المناطق في عيون السويديين كالتالي عندما يختارون منحهم عمل: امرأة غير محجبة، تليها امرأة محجبة، ثمّ الرجل المهاجر الذي لا يوظفونه عادة. عندما استفسرنا منه عن السبب قال: بسبب خلفيّة السويديين الفكرية، يرون بأنّ المرأة مضطهدة، ولهذا فمن واجبه مدّ يد العون إليها. بينما لا يشعر بذلك تجاه الرجل.

يرى ماهر بأنّ ذوي الأصول العربية ورغم عددهم الكبير في السويد، غير ممثلين سياسياً كما يجب. لكن ماهر يرفض تحميل الذنب للسويديين من أصول مهاجرة/عربية، بل يرى بأنّ الذين هندسوا السياسات هم الملومون.

يرى ماهر بأنّ ذوي الأصول العربية ورغم عددهم الكبير في السويد، غير ممثلين سياسياً كما يجب

أين تمثيلنا؟

يتحدّث ماهر بسخط عن بعض المشاكل التي يرى بأنّها تقصير من الحكومة المركزية ومن الحكومات المحلية. فهو يستغرب كيف يمكن لشخص ولد في السويد ودرس في مدارس السويد ألّا يتمكن من التحدث بالسويدية بطلاقة. يشدد ماهر: «ليس هذا ذنبهم، فهم يعيشون معزولين. بالنسبة لهم اللغة والثقافة السويدية هي ثانوية، وهم غارقون في العزلة في ثقافاتهم الأصلية».

يقول ماهر بأنّ هذا ينعكس على أنواع العمل الذي يتمّ توفيرها للمهاجرين وكميتها واللامساواة بينهم وبين أقرانهم. بالنسبة للمهاجرين وأبنائهم يعانون من مشكلة ضياع الهوية في السويد وعيشهم في مجتمع موازٍ. يجعلهم هذا عرضة لمشاكل تابعة مثل الانجذاب للجريمة، خاصة أنّ الاندماج يجب أن يبدأ من المدرسة.

يتحدث ماهر عن أنّ المشاكل التي نراها اليوم تطفو على السطح، والتي ظهرت بشكلها الفاقع في أعمال الشغب ضدّ الشرطة مؤخراً، سببها هو عدم الانتماء والسخط الذي يشعر به هؤلاء، والتي نجمت عن التهميش والفقر والبطالة...الخ.

لكن ما الحل؟ يقول ماهر باختصار: أن يكون لدينا تمثيل سياسي أكبر.

يقول ماهر بأنّ الحل باختصار: أن يكون لدينا تمثيل سياسي أكبر

آن أوان التغيير

عندما طلبنا من ماهر توجيه كلمة ختام للجمهور، اختار توجيه كلمة لجمهور مالمو حيث ينشط. فقال: آن أوان التغيير في مالمو. يجب على الناس أن تسعى للتغيير وأن تمنح الأحزاب الأخرى في مالمو فرصة أخرى للوصول والحكم.

اقرأ أيضاً في “أكتر”:

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - الانتخابات السويدية 2022

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©