أخبار السويد

ما خطة ماغدالينا أندرسون بخصوص العمل واللغة كشرط للجنسية؟

ما خطة ماغدالينا أندرسون بخصوص العمل واللغة كشرط للجنسية؟ image

Ahmad Alkhudary

أخر تحديث

Aa

ما خطة ماغدالينا أندرسون بخصوص العمل واللغة كشرط للجنسية؟

مقال رأي _ منصّة «أكتر» أخبار السويد

لم يظهر حتّى وقت كتابة هذه الكلمات ما يدل على أنّ ماغدالينا أندرسون، في حال تمكنها من الوصول إلى تشكيل حكومة، ستمضي في خطّة فرض اللغة كشرط للجنسية، أو فرض العمل كشرط إضافي. سنحاول في هذا المقال فهم الظروف المحيطة، والمتطلبات الخاصة بتغيير القوانين، لنرى إن كانت أندرسون ستمضي بفرض اختبار اللغة، وإضافة الحصول على عمل كشرط للحصول على الجنسية السويدية.

FotoDrago Prvulovic / TT
ماغدالينا أندرسون  المرشحة لرئاسة الوزراء

خطط أندرسون

كما قال بروفسور العلوم السياسية أولف بياريلد Ulf Bjereld عن ماغدالينا أندرسون: إنّها كيان مجهول... اختيارها يشبه اختيار «خنزير في كيس مغلق»، لن يتسنى لك معرفة شيء عنه حتّى تفتح الكيس.

طرحت أندرسون ثلاث قضايا يمكن تبيّن برنامجها من خلالها: الأولى: السيطرة الديمقراطية على المدارس والرعاية ورعاية كبار السن، ثانياً: أن تلعب السويد دوراً ريادياً عالمياً في مقارعة تغيّر المناخ، وثالثاً: القضاء على الفصل والتمييز.

لكن وفي مسألة يمكن عطفها على أمر الفصل والتمييز، هناك جديد  طرحته أندرسون: أنّ على القادرين على العمل الذين يتلقون إعانة مالية، أن يتعلموا السويدية ويعملوا ساعات محددة أسبوعياً من أجل تحسين الاندماج. لكن الذين يتلقون مساعدة مالية هم بالفعل – وفقاً لقانون الخدمات الاجتماعية Socialtjänstlagen  – ملزمون بأن يكونوا متاحين في سوق العمل. فما الهدف من التشديد على الأمر؟

FotoBjörn Larsson Rosvall/TT
طرحت أندرسون ثلاث قضايا يمكن تبيّن برنامجها

إنعاش للذاكرة

يفيد هنا إنعاشٌ للذاكرة. في 2017، عندما كانت أندرسون وزيرة للمالية، أعلنت رأيها بأنّ الاندماج فشل، وبأنّ على المهاجرين أن يتوقفوا عن المجيء ويجدوا لهم مكاناً آخر، الأمر الذي أثار حنق حزب الخضر في حينه. ما يهمنا هنا هو رأيها بأنّ الاندماج فشل، وبأنّ هذا الفشل يستتبع القيام بفعل ما.

أيضاً، في كانون الثاني/يناير الماضي، وكجزء من الاتفاق بين الحكومة التي كانت جزءاً منها، وحزبي الوسط والليبرالي، تمّ إطلاق تحقيق لتقديم مقترح إضافة شرط اجتياز اختبار اللغة السويدية من قبل المتقدمين للحصول على الجنسية السويدية، مع آمال بتطبيق المقترح قبل 2025.

ورغم أن الكثير من الدراسات أظهرت أنّ فرض شرط للغة لا يؤثر في عملية الاندماج إيجاباً، وبأنّه فقط يؤدي لمزيد من الاستبعاد والتمييز، فقد صممت أحزاب الحكومة، وحلفائها الوسط والليبرالي أنّ ذلك يساعد على الاندماج. مثلها في ذلك مثل حزب ديمقراطيي السويد، الذي  قدّم في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020 مقترحاً في البرلمان لتعديل شروط الحصول على الجنسية والسماح بنزعها، وتمّ رفضه.

لكنّ الحكومة في حينه كانت حريصة على عدم الاقتراب من مسألة نزع الجنسية غير المتوافق عليها، والأصعب تمريراً في البرلمان.

FotoBertil Ericson / TT
ندما كانت أندرسون وزيرة للمالية، أعلنت رأيها بأنّ الاندماج فشل

ماذا عن البرلمان؟

لا يطلب القانون السويدي الحالي اجتياز اختبار اللغة أو الحصول على عمل كشرط من شروط الحصول على الجنسية، بل فقط الإقامة في السويد مدة محددة، وإظهار سلوك جيّد بحيث لا يكون لديك سجل جرمي ولا ديون غير مدفوعة. 

وفي حال تشكيل ماغدالينا لحكومة، وأرادت الاستمرار بسياسات الحكومة السابقة، سيتعيّن عليها عرض المقترح على البرلمان للموافقة عليه. لن يكون هذا الأمر صعباً لأنّ أغلبية الأحزاب موافقة على الأمر، باستثناء اليسار، وبعض فصائل الخضر. كما يتوقّع أن تدفع ماغدالينا بهذا الأمر لكونه، وكما أعلنت الحكومة السابقة، هو نتيجة تفاهم مع حزبي الوسط والليبرالي، الحزبان اللذان ستحتاجهما ماغدالينا غالباً.

لكنّ مسألة العمل وفرضها كشرط سيكون قصّة أخرى. كانت أندرسون شهيرة بالتقتير أثناء توليها وزارة المالية، وقد دفع هذا البعض لاعتبار هذا التقتير يؤثر على قدرة الناس في الحصول على العمل، مع الحاجة المتزايدة لأنظمة الرفاه للتدخل. يمكن أخذ هذا الأمر كإشارة متممة على نوايا أندرسون.

يمكن توقّع رغبة أندرسون بفرض العمل كشرط للجنسية إذا ما أردنا وصلها بخطابها الذي يوحي بنيّة فرض قيود أكثر على الحصول على إعانات مالية. خاصة أنّ طروحات فرض العمل كأحد شروط التقدم للجنسية ليس بالرأي الجديد الذي يُطرح.

كما يمكننا ربط الأمر بشيء آخر تحدثت عنه أندرسون: ريادة السويد في مجال الطاقة المستدامة. فكما نعلم، تنوي الحكومة توفير دعم لعدّة مشاريع، مثل معمل البطاريات الضخم في شمال السويد، الأمر الذي قد يؤدي برأس صنّاع السياسة للتفكير بتوجيه المهاجرين لقطاعات العمل هذه بشكل أو بآخر.

يبقى هذا الافتراض دون ما يؤيده من دلائل، ولكن لا يجب أن يفوتنا ما قالته بروفسورة العلوم السياسية ماري ديمكر عن ماغدالينا أندرسون في 2017  بسبب تصريحها عن اللاجئين، والذي لا أرى سبباً يجعله لا ينطبق اليوم: «يفاجئنا قلّة تعاطفها».

لا يطلب القانون السويدي الحالي اجتياز اختبار اللغة أو الحصول على عمل كشرط من شروط الحصول على الجنسية،

ماذا عن فرض شرط العمل؟

سيكون على أندرسون إن سعت لتقييد الحصول على الجنسية بفرض شرط العمل، أن تواجه الأجنحة الأكثر يسارية في الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» أمثال دانييل سوهونن Daniel Suhonen، مدير مركز أبحاث والصوت البارز في الجناح اليساري للحزب، وهو الذي قال عن أندرسون: «مرّة كلّ عام تصبح ماغدالينا أندرسون جذرية، لكن في بقيّة الأيام هي الأكثر تقتيراً في أوروبا. تتحدث عن الضرائب، لكنّها لا ترفعها. تتحدث عن مشاكل اللامساواة، لكنّها لا تعالجها. لم أرَ أيّ أفعال».

ولا يخفى التململ الذي يبديه بعض أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي جرّاء التصالح مع السياسات اليمينية، فكما كتبت الصحفية الاشتراكية الديمقراطية آنّا أردين، فالحزب أدار ظهره للمهاجرين في 2015، وفي 2018 تبنى خطة صداقة اليمين، وهو اليوم يتحول للاستبداد. «يعلن عن المفقود ميتاً بعد خمسة أعوام، فمتى سنعلن موت الحزب؟»

بعد أن طلبت ماغدالينا منحها المزيد من الوقت، وأعلنت بأنّها مستعدة لتقديم المزيد من التنازلات، يبدو أنّ أندرسون لن تكون مرتاحة في هذا الأمر. فمن جهة هناك الالتزام الحكومي الذي بدأ من كانون الثاني مع اليسار والوسط، والذي يعني بأنّها اتفاقات سيتوقّع هذان الحزبان تطبيقها. ومن ناحية، فقد يعني الالتزام مواجهة مع حزب اليسار، وبعض أجزاء حزب الخضر.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - أخبار السويد

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©