"معاً نبني المستقبل"... هذا ما يقوله حزب اليسار كشعار انتخابي لهذا العام، فما هي أبرز النقاط في برنامج الحزب الانتخابي الطويل؟ لنتعرّف على أبرز النقاط الواردة فيه ضمن ملف أكتر لانتخابات ٢٠٢٢.الحق بمستقبل أفضلنفّذ حزب اليسار خطّه وأوقف في صيف ٢٠٢١ الحكومة عن تحويل الإيجارات إلى السوق. من الواضح من تلك المسألة أنّ حزب اليسار هو الذي يريد استعادة المستقبل، وأنّه من يريد الدفاع عن الأمن والمساواة.يقول حزب اليسار أنّه لا يفعل ذلك بمفرده، وبأنّ كلّ من يخلق قيمة في المجتمع – عامل الرعاية الصحيّة، ومدرّب الأطفال، أو القائم على جمعيّة المستأجرين ...الخ – معه. أمّا الذين يملكون رأس المال الاستثماري أو المضارب في البورصة، والذين يمتلكون المدرسة، أو المركز الصحي، فهم يقومون فقط بسرقة القيمة التي ينتجها غيرهم.لهذا يجب أن تركز السياسة على إعادة توزيع الثروات، ومنع تراكمها في يد القلّة. يعني هذا عكس السياسات التي أدّت ليكون في السويد أعلى نسبة أطفال فقراء في الشمال الأوروبي، وإلى أن يكون أجر المدير ٦٠ ضعف أجر العامل.الاستثمار في المناخيمكن للاستثمار في المناخ خلق المزيد من فرص العمل. يحدث ذلك إذا ما تحملت الدولة مسؤولية التعويض عن النقص في المساكن، وتوسيع الرفاهية، والاستثمار في التكنولوجيا الخضراء، والصناعة والبنية التحتية، وقدرات الطاقة الموسعة، ووضع أهداف مناخية أكثر صرامة.على الاستثمارات أن تزيد ملكيّة الدولة، وبالتالي أن تؤثّر في الديمقراطية للجميع. لايمكن ترك المستقبل لتأثير قوى السوق، ولهذا علينا أن نبني مجتمعاً جديداً للتعامل مع أزمة المناخ. يمكن تحقيق ذلك بشكل جزئي عبر استثمار ضخم للصناعة الخضراء، وأن تفرد الدولة عضلاتها الاقتصادية عبر إنشاء صندوق تحويل أخضر.يجب الاستثمار في وسائل نقل جديدة، وفي إنشاء مساكن صديقة للبيئة، وفي الطاقة المتجددة، وأن يتولى القطاع العام مسؤولية شبكة الكهرباء، وتنمية الريف وعدم إبقاءه فقيراً. وتحميل القلّة الذين يملكون رأس المال الأكبر العبء الأكبر في هذا التحوّل.الأمن وليس التقسيمالرفاه والمساواة هي ما تجعل كلّ من يعيش في السويد آمناً. ولهذا لا يجب إضعاف الضعفاء – تحديداً المهاجرين – أكثر بإظهارهم بأنّهم كسالى، وأنّ ترغيبهم بالعمل عبر تخفيض الضرائب، وقطع المساعدات والدعم عنهم، سيجعلهم يعملون أكثر.يجب خفض الإيجارات وزيادة الدعم، بالتزامن مع التحوّل الأخضر. يريد حزب اليسار أن ترى شركة إنشاء مملوكة للدولة النور، وأن يتمّ فرض ضريبة تصاعدية على العقارات الفاخرة.يجب أن تكون واثقاً من أنّك ستحصل على الدعم اللازم عندما تنجب طفلاً، وأن تكون واثقاً من أنّك ستحصل على حياة كريمة عندما تتقاعد. يجب ألّا يقلق الناس وأن يضطروا للانتقال إلى شقّة أرخص، أو من شراء طعام أقلّ.الأمن في العملحزب اليسار هو الحزب الوحيد في البرلمان الذي يملك سياسة توظيف كاملة. وذلك عبر الاستثمار في السكن والبنية التحتية والمساواة بين الجنسين من أجل فرص عمل جديدة، وعبر رفع الأجور من أجل خلق طلب أعلى.من يتحدث عن المرونة في سوق العمل يعني أنّه يريد أن يتدهور الأمان الوظيفي. أماكن العمل الهادئة تعني أنّك تخشى أن يفصلك صاحب عملك، وأنّك لا تجرؤ على التنظّم النقابي، وأنّ عليك احتمال العنصريّة في أماكن العمل.يجب تطوير حياة العمل، وتقصير ساعات العمل. مع التطور التقني لم يعد طبيعياً أن تعمل ٨ ساعات. كما سيكون تخفيض ساعات العمل هاماً لتحقيق المساواة بين الجنسين، حيث سيعني توزيعاً أكثر عدالة للعمل المنزلي غير المأجور.يجب أن تدور انتخابات ٢٠٢٢ حول منح الموظفين والعمال سلطة أكبر على أماكن عملهم، ودعم النشاط النقابي من أجل تمنح الاتفاقات الجماعية سلطة اتخاذ قرارات حقيقية لصالح العمّال. يريد حزب اليسار أن يكون للعمّال الحق القانوني والدعم المالي للاستحواذ على الشركات والصناعات المهددة بالإغلاق والانتقال إلى خارج السويد. هذا من شأنه حماية الصناعة الوطنية بأسرها.مجتمع أكثر أماناًيعتمد تعرضك للعنف إلى حدّ كبير اليوم على هويتك الطبقية والجنسية، وعلى المكان الذي تعيش فيه. يجب أن يتغيّر هذا.ليس الحلّ القمعي باستخدام الشرطة والقوانين والعقوبات هي الحلّ الرئيسي، بل الحلّ الرئيسي هو معالجة السبب الرئيسي للمشكلة التي أدّت لفقدان الأمن. يكون ذلك بتوفير موارد أكبر للشباب والمراهقين من أجل التعلّم والترفيه وبقيّة الخدمات الاجتماعية.ينسحب ذلك على تصاريح الإقامة المؤقتة التي يجب أن يتم إلغائها لكونها عنف نفسي ضدّ المهاجرين. وكذلك على توفير المساكن بأسعار أدنى للجميع، وللنساء خصوصاً لتجنيبهن الاضطرار لاحتمال العنف.الرفاه والرعاية الصحية والتعليم للجميعيجب أن تحصل جميع المناطق في السويد على تنمية وخدمات متساوية، حيث أدّت الخصخصة إلى انتقال الخدمات الرئيسية، مثل الصيدليات، إلى المدن والمناطق الغنية، وترك المناطق الفقيرة دون خدمات.ينطبق ذلك على الرعاية الصحية مثل المستوصفات، والتعليم مثل المدارس، والنشاطات الرياضية مثل المسابح، والمراكز الثقافية مثل دور السينما. الطريقة الوحيدة لمنع هذا التدهور هو تحرير هذه الأنشطة من تحقيق الأرباح، وتمويلها من زيادة الضرائب على الأثرياء، والمواريث المليارية، والفلل الفارهة، ومكاسب الأسهم.يجب على الدولة أن تتحمل مسؤولية أكبر لخلق ظروف رعاية صحية متساوية على طول السويد، وللجميع. وأن يتم الاهتمام أكثر برعاية الأسنان للبالغين، فهؤلاء لم يعودوا يهتموا برعاية أسنانهم لكونهم لا يستطيعون تحمّل تكلفتها. يمكن ذلك عبر تحويل الأموال إلى خدمة المجتمع بدلاً من أن تخدم جيوب أصحاب الأرباح.يجب أن تحصل على تعليم ممتاز بغض النظر عن هويتك أو مكان سكنك أو عملك. يمكن ذلك عبر إزالة المنافسة السوقية من التعليم، وزيادة الموارد للمدارس، وزيادة عددها وتوزعها على طول البلاد. كما ينبغي الحرص على زيادة أعداد المعلمين ومتطلبات التعليم الأساسية الأخرى.