ما هي المهن الأكثر تأثراً بقوانين سوق العمل السويدي الجديد؟

بدأت السويد اليوم بتطبيق قواعد جديدة تعيد صياغة المشهد العمالي في البلاد، حيث أصبح يُطلب من العمال القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي تحقيق حد أدنى للأجور يعادل 80% من الراتب الوسطي، أي ما يقرب من 27,360 كرونة سويدية، ليتمكنوا من الحصول على تصريح العمل.

سامانثا لاندينجين Samantha Landingin، البالغة من العمر 38 عاماً والتي قدمت من الفلبين إلى السويد للعمل في مجال التنظيف في وقت سابق من هذا العام، عبرت عن مشاعرها قائلة: "يبدو أنه لا مكان للسعادة".

وتكشف الإحصائيات التي جمعتها مصلحة الهجرة السويدية عن وجود حوالي 15,000 عامل يحملون تصاريح عمل في السويد بأجور تقل عن الحد الجديد، وبالتالي يتوجب عليهم البحث عن وظائف بأجور أعلى إذا كانوا يرغبون في تمديد تصاريحهم. ويبرز هذا التأثير بشكل خاص في قطاعات مثل قطف الفواكه، العمل في المطاعم والمطابخ، بالإضافة إلى الطهاة والعاملين في مجال التنظيف.

وجهة نظر منظمة "ألميغا"

وتعتقد منظمة "ألميغا Almega"، وهي إحدى كبرى منظمات أرباب العمل والصناعة في السويد، أن قطاع التنظيف سيشهد تأثيراً ملحوظاً نتيجة هذه التغييرات، مُرجعةً السبب إلى الصعوبات التي ستنشأ في توظيف العمالة من خارج الاتحاد الأوروبي.

جيسيكا فورس كاتز Jessica Forss Katz، الخبيرة في السياسات التجارية بمنظمة "ألميغا"، بدورها تحدثت عن القضية قائلة: "يوجد تصور قديم ومتجذر للقطاع، يراه الكثيرون كمهنة ذات مكانة منخفضة، مما يجعل عملية التوظيف صعبة للغاية".

وعند سؤالها عن إمكانية رفع الأجور للتكيف مع القواعد الجديدة، أوضحت فورس كاتز: "النموذج السويدي لسوق العمل يعتمد بشكل كبير على المفاوضات بين النقابات وأرباب العمل لتحديد الأجور. حالياً، الراتب الأولي للعاملين في مجال التنظيف يبلغ حوالي 26,000 كرونة".

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت زيادة الأجور يمكن أن تساهم في الحفاظ على العمالة، أشارت إلى أنه "لا يمكن تجاوز العقود الجماعية بهذه الطريقة. سيكون ذلك بمثابة التمييز بين العمالة الأجنبية والمحلية، وهو ما سيخلق وضعاً غريباً ومعقداً".

على الجانب الآخر، تظل وزيرة الهجرة السويدية ماريا مالمر ستينيرغارد Maria Malmer Stenergard، أكثر تفاؤلاً بشأن التغييرات، مؤكدة على أهمية إجراء تعديلات متزامنة على نظام المساعدات الاجتماعية وتحفيز الانتقال من تلقي المساعدات إلى كسب الراتب الخاص، مُشيرةً إلى أن "الفارق اليوم بين تلقي المساعدات وكسب الراتب صغير للغاية، ويجب أن يتغير ذلك".

ما هي المهن الأكثر تأثراً؟

في ظل الضوابط الجديدة للهجرة العمالية، إليك تحليل دقيق للمهن التي تحتل النسبة الأكبر من العمال المهاجرين الذين يتقاضون أجوراً أقل من الحد الجديد المعتمد.

1. قاطفو الثمار والمزارعون: يتصدرون القائمة بعدد 3,559 عامل.

2. العاملون في المطاعم والمطابخ: يحتلون المرتبة الثانية بعدد 1,895 عامل.

3. الطهاة والمسؤولون عن تحضير الأطعمة الباردة: بلغ عددهم 1,520.

4. العمال في مجال التنظيف: وصل عددهم إلى 1,369.

وفي فئة أخرى من المهن، نجد:

1. العاملون في المخازن والمحطات: 339 عامل.

2. المساعدون الشخصيون: 196.

3. المساعدون في مجال الرعاية الصحية: 100.

4. الممرضون في خدمات الرعاية المنزلية ودور رعاية المسنين: 83.

5. الممرضون في الأقسام الخاصة والرعاية: 65.

6. الممرضون: 15.

تشير هذه الأرقام إلى المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يحملون تصريح عمل في السويد ولكن بأجور تقل عن الحد الجديد للأجور. يُذكر أن قطاف الثمار يمكنهم التقدم للحصول على تصريح عمل كعمال موسميين، وهم بذلك يستثنون من القوانين الجديدة بموجب التشريعات الأوروبية التي تمنع تطبيق هذه القواعد عليهم.

كما أن هناك توقعات بأن يشهد عام 2024 ارتفاعاً أعلى في الحد الأدنى للأجور، ليصل إلى 100% من متوسط الأجور في السويد. ومن المتوقع أن تُستثنى بعض القطاعات من هذه القواعد، وخاصةً قطاع الرعاية الصحية. أما بالنسبة للوظائف التي قد يتم استثناؤها، فهي قضية قيد التفاوض بين الأحزاب السياسية.