في وقت وصلت فيه أسعار القهوة الخام إلى أعلى مستوياتها التاريخية، وسط توقعات بزيادات إضافية وشيكة، يصر متجر "بوريس Börjes" في بلدة Tingsryd تينغسريد على عدم رفع سعر فنجان القهوة، محافظاً على تسعيرته الكلاسيكية: 1.50 كرونة فقط. وقال نيكلاس رونغيغورد، مسؤول تطوير الأعمال في المتجر، في تصريح لتلفزيون TV4: «نعلم أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير، لكننا نؤمن بالرؤية طويلة المدى وبأن السوق ستستقر لاحقاً. إنها تضحية بسيطة لكنها تستحق العناء». سعر لم يتغير منذ عقود ورغم الزيادات الحادة في أسعار القهوة الخام، يعتبر "بوريس" من بين الأماكن القليلة – وربما الوحيدة – التي لا تزال تقدم القهوة بهذا السعر المنخفض. وتشير تقديرات المتجر إلى أن سعر القهوة لديهم لم يتغير منذ سبعينيات أو ثمانينيات القرن الماضي، متجاوزاً بذلك أزمات اقتصادية عديدة وفترات تضخم وتقلبات في أوروبا. وأوضح رونغيغورد: «مر وقت طويل بالفعل، ويشعرنا ذلك بارتياح كبير لأننا نستطيع تقديم هذا العرض لزبائننا، ما يعكس استقرارنا ونهجنا الطويل الأمد. لكن بطبيعة الحال، الأمر ليس مجانياً». اقرأ أيضاً: رفوف القهوة فارغة في المتاجر السويدية نصف مليون فنجان سنوياً ويقدر المتجر أنه يبيع نحو نصف مليون فنجان قهوة سنوياً. ورغم ارتفاع التكاليف، لا يزال ملتزماً بالسعر ذاته، ما يجعله نقطة جذب لكثير من الزبائن. وتعود الزيادة القياسية في أسعار القهوة، بحسب الخبراء، إلى تأثيرات الطقس القاسي والتغيرات المناخية التي أضعفت المحاصيل في العديد من الدول المنتجة. ويُجمع التجار والموردون على أن هذه الأسعار المرتفعة قد تستمر لفترة من الزمن، ما يجعل من الصعب التنبؤ بمدى قدرة "بوريس" على مواصلة التمسك بسعره المنخفض. وقال رونغيغورد: «لا يمكننا التنبؤ بالمستقبل، لكن بالتأكيد سنتعامل مع الوضع حينها. نحن نعيش في عالم يتقلب باستمرار».