هذا المقال جزء من حملة مشتركة بين منصة "أكتر" وRFSU، لدعم مشروع "جسدي" باللغة العربية – منصة موثوقة ومجانية للمعرفة حول الجسم، العلاقات، والصحة الجنسية. الأطفال اليوم يتعلمون من كل مكان – لكن من يصحح لهم؟ على الرغم من وجود التربية الجنسية في المدارس، إلا أن الشباب اليوم لديهم إمكانية الوصول إلى العديد من مصادر المعلومات - من وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك إلى الأصدقاء والمنصات الرقمية المختلفة. هذا التدفق الواسع للمعلومات يستمر في النمو ويخلق فرصاً جديدة ولكن أيضاً تحديات لكل من الشباب والآباء. لكن المعلومات التي يحصل عليها الأطفال من خلال المحادثات مع الأصدقاء أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي غالباً ما تكون غير مكتملة. قد تتضمن أفكاراً مربكة حول الذكورة والأنوثة، ومعلومات مضللة عن البلوغ والحيض والموافقة، وصوراً غير واقعية عن الجنس. هنا يأتي دورك كوالد:أن تكون المصدر الموثوق، الهادئ، والواعي الذي يساعدهم على التمييز بين الصحيح والمضلل. نعم، الحديث صعب… لكنه أهم مما نتصور كثير من الأهل يشعرون أن هذه المواضيع "محرجة" أو "سابق لأوانها". لكن الحقيقة؟ الصمت لا يحمي – بل يُربك.إذا لم نتحدث معهم، سيملأ الآخرون الفراغ، وربما بمعلومات غير صحية أو مؤذية.كلما تحدثنا أبكر، كلما أصبح الأمر طبيعيًا وأقل حساسية. وتظهر الملاحظات أن الأطفال الذين يناقشون مواضيع الجسد والعلاقات مع والديهم بشكل طبيعي منذ الصغر، غالباً ما يشعرون براحة أكبر في طرح الأسئلة عندما يصلون إلى سن البلوغ. متى أبدأ؟ هل فات الأوان؟ لا يوجد وقت "مثالي".يؤكد الخبراء على أهمية التواصل المفتوح بين الآباء والأبناء. وتظهر الدراسات أن الحوار المتاح حول المواضيع الحساسة يخلق أساساً للثقة مدى الحياة. يُنصح الآباء بتأسيس بيئة آمنة للحوار حيث يمكن للطفل التعبير عن أفكاره بحرية. ويوصي المختصون بالبدء من أسئلة الطفل نفسه وتكييف المعلومات حسب عمره ومستوى نموه. المهم هو أن يشعر الطفل أن الباب مفتوح، وأنه من الطبيعي أن يطرح أسئلة أو يشارك أفكاره – من دون خجل أو خوف. كيف أبدأ الحديث؟ ليس عليك أن تعرف كل شيء. إذا سألك طفلك سؤالًا لا تعرفه، يمكنك أن تقول: "مش متأكد… خلينا نبحث مع بعض." لا تبدأ بمحاضرة - ابدأ بموقف يومي طبيعي، مثل عندما تمشون معاً، أو تشاهدون فيلماً سوياً، أو تتحدثون قبل النوم.استفد من الفرص التي تظهر بشكل طبيعي - قد يكون ذلك عندما تناقشون شيئاً عن الجسم، أو عندما تسمعون شيئاً في الأخبار، أو عندما يحدث شيء بين الأصدقاء: سؤال أثناء المشي، تعليق بعد مشاهدة مقطع فيديو، أو محادثة قبل النوم. ماذا لو رفض الحديث؟ ربما يسخر. ربما يتهرب. ربما يصمت.لا بأس. لا تتوقف. كل محاولة منك تزرع بذرة. وعندما يأتي اليوم الصعب، سيعرف أنك موجود. "جسدي" هو أداة لك ولطفلك منصة "جسدي" باللغة العربية من RFSU تقدم محتوى شامل ومبسط حول: البلوغ الدورة الشهرية العلاقات الموافقة الأمراض المنقولة جنسيًا وكل ذلك بلغة قريبة، دون أحكام أو تعقيد، ومجانية بالكامل. بعض أجزاء المحتوى مناسبة للأطفال والمراهقين، لكن هناك معلومات غير مناسبة للأطفال الصغار، ولذلك ينبغي للوالدين مراجعة المواد بعناية قبل مشاركتها مع أطفالهم. مثال: شاهد هذا الفيديوما هي العدوى المنقولة جنسيًا؟