تعرضت السيدة وفاء (33 عاماً)، وهي أم لأربعة أطفال، من سكان منطقة موندال في مدينة يوتبوري، قبل ثلاثة أسابيع، لاعتداء عنيف بالضرب ومحاولة قتل، من قبل شخصين قالت أنهما يتحدثان السويدية بطلاقة، وما زالت الدوافع مجهولة.وفاء الفلسطينية الحاصلة على الجنسية السويدية، والمقيمة في السويد منذ 11 عاماً مع زوجها وعائلتها، روت التفاصيل لمنصة "أكتر".وقالت إنها كانت تستعد كعادتها للخروج من المنزل في تمام الساعة (1:48PM) لجلب أطفالها من الحضانة حينما رن جرس منزلها، الواقع في منطقة موندال، لتجد أمام الباب شابين شقراوين طويلي القامة في الثلاثينات من عمرهما، يرتديان ما ظنته ثياب موظفين حكوميين أو شرطة. سرعان ما بادر أحد الشابين بالقول أنهما هنا من أجل إصلاح عطل كهربائي، فأجابتهما بأن عائلتها لم تقدم أي بلاغٍ من هذا النوع. وأضافت أنه كان يتكلم معها بلغة سويدية صحيحة. لكن الشابين لم يمهلاها الوقت لقول المزيد وسرعان ما دفعاها إلى الداخل وقاما بضربها وتثبيت ذراعيها إلى الخلف، وركلا رأسها بالحذاء. تقول وفاء أن أحدهما حاول وضع قطعة قماش في فمها لإيقافها عن الصراخ فيما ظل الآخر يمد يده إلى عينها كما لو أنه يحاول اقتلاعها من محجرها. وبينما هي تحاول العض على الأصابع التي تمتد إلى فمها فقدت أحد أسنانها.طوال فترة الاعتداء والضرب ومحاولة الخنق التزم المعتديان الصمت، ولم تستطع فهم دوافعهما للاعتداء عليها خاصة وأنها كانت وسط صرخاتها المتألمة تخبرهما أن يأخذا ما يريدان من ذهب أو نقود مقابل تركها على قيد الحياة. ودون أن تفهم ما يحصل تركها أحد المعتديين وسارع بالذهاب إلى غرفة نومها التي تطل على حديقة المبنى السكني الذي تعيش فيه، ولكنه عاد مسرعاً وطلب من صديقه أن يترك المرأة وشأنها ليسارعا بالهرب من الشقة، ربما لأن هناك من شاهدهما من باب الشرفة. وبمجرد هربهما خرجت وفاء من منزلها وهي ما تزال تصرخ وتستنجد ليهب إلى مساعدتها جارها سويدي الجنسية الذي سارع إلى الاتصال بزوجها وإبلاغ الشرطة. وفيما بعد جاءت الشرطة وقامت بأخذ البصمات وعينات من (DNA) لكنهم أخبروها بأن التحقيقات ستحتاج مزيداً من الوقت. وعند سؤال فريق “أكتر” إن كانت استطاعت تمييز هوية المعتدين أو فهم كيف استطاعا الدخول إلى المبنى أجابت وفاء بأنها تذكر أنها شاهدت قبل أيام شاحنة كبيرة أمام المبنى الذي تسكنه بدت لها أشبه بشاحنة لتوزيع البريد، وحينما عبرت بجانب الموظفين لفت انتباهها أنه طويل جداً تظن الآن بأنه كان أحد المعتدين. أما عن الآلية التي استطاعا بها دخول المبنى فما يزال هذا الشق من القصة غامضاً، لكن وفاء تقول بأن الطابق الأول من المبنى مفتوح للعموم لأنه يحوي مستوصفاً طبياً. وما تزال وفاء وأسرتها في حالة صدمة بانتظار أن تكشف الشرطة السويدية ملابسات هذا الاعتداء وأسبابه.تقول وفاء: "نحن نعيش في السويد منذ 11 عاماً، وأنا زوجي منشغلون طوال الوقت في العمل بشركتنا الخاصة، لا أستطيع أن أكف عن التفكير، لماذا هاجموني بتلك الطريقة الوحشية؟ ما الذي كانا يريدانه مني؟ لماذا حاولا خنقي؟ تفكيري بأطفالي الأربعة وزوجي في تلك اللحظات منحني القوة للدفاع عن نفسي. لكنني لا أستطيع التوقف عن التفكير بتلك اللحظات المؤلمة، أريد أن أنبه الناس ليكونوا أكثر حذراً ولا يفقدوا الشعور بالأمان كما حصل معي".