توصّلت الدول الأوروبية التي تسعى جاهدةً لحل مشكلة التدفئة في فصل الشتاء إلى حل سريع نسبياً يعتمد على محطات الغاز الطبيعي العائمة، حيث يمكن لناقلات الغاز الطبيعي المُسال LNG، جلب الوقود من أي مصدر في العالم، إلا أنها عادةً ما تُسلّم حمولتها عبر المحطات البرية التي قد يستغرق بناؤها سنوات. لذا، بدلاً من ذلك، تلجأ العديد من الدول الأوروبية الآن، بما فيها هولندا وألمانيا، إلى وحدات التخزين العائمة FSRU التي تستخدم لإعادة تحويل الغاز المسال إلى غاز قابل للاستخدام. هذا ويشهد مُورِّدو الغاز عن طريق وحدات التخزين العائمة زيادةً في الطلب على هذه الوحدات، حيث قامت الدول الأوروبية باستئجار ما لا يقل عن 25 وِحدة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، ويُتوقع استئجار المزيد منها في الوقت الذي تكافح فيه المنطقة للعثور على بديل للغاز الروسي. هذا وتقوم شركة Exmar، التي تصنع وتثبت وحدات FSRU، باستلام مشروع واحد إلى ثلاثة مشاريع فقط في السنة. وفي هذا الصدد، قال مدير البنية التحتية لشركة وحدات تخزين عائمة مقرها بلجيكا، جوناثان رايس Jonathan Raes: "نحن نشهد الآن إلحاحاً بالطلب على وحدات التخزين العائمة، حيث قمنا بتأجير حوالي عشر وحدات في فترة تقل عن ستة أشهر".لكن ما يُنظر إليه الآن على أنه حلّ مؤقت، قد يتحول إلى حلّ طويل الأجل، إذ يُقدر متوسط مدة الإيجار لوحدات التخزين العائمة بين 10 إلى 12 سنة، في حين تبلغ مدة صلاحيتها نحو 20 عاماً. هل يُعتبر هذا الحلّ مستداماً؟عادةً ما يستغرق تثبيت وحدة التخزين العائمة الجديدة من 12 إلى 18 شهراً، إلا أن بعض المشاريع لن تستغرق أكثر من نصف هذه المدّة نظراً لإلحاح الاتحاد الأوروبي بالعمل بها بأسرع وقت ممكن، إذ تُعد هذه الوحدات أكثر فعالية من حيث التكلفة وأسرع في البناء من المحطات البرية التي قد تستغرق ما يصل إلى سبع سنوات ليكتمل بناؤها، والتي قد تصل تكلفتها إلى أكثر من 700 مليون دولار، في حين تبلغ تكلفة وحدة تخزين الغاز العائمة حوالي 260 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة الوحدة التي يتم تجديدها حوالي 160 مليون دولار.هذا ويُعدّ استيعاب هذه الوحدات للوقود أقل بكثير، حيث تبلغ طاقتها القصوى حوالي 4 ملايين طن سنوياً مقارنة بحوالي 7.75 مليون طن للمحطات البرية، إلا أنها أكثر استدامة من المحطات البرية بسبب تأثيرها البيئي الأخف. ولمساعدة أوروبا بالتخلص من اعتمادها على الوقود الأحفوري، ستحتاج وحدات التخزين العائمة إلى الاستبدال أو التحديث، حيث يمكن استخدامها في المستقبل، لاستيراد الميثان الاصطناعي على سبيل المثال، الذي يعتبر بديلاً أنظف من الغاز الطبيعي ومصنوع من الهيدروجين، إلا أنه لا يزال قيد التطوير.قد يهمك أيضاً :من جيب أوروبا إلى جيب الخليج العربي: آخر مستجدات أزمة الطاقة الأوروبيةفواتير الطاقة «التي لا ترحم» ترغم مصانع أوروبا على التوقف«أوقفوا تشغيل الكومبيوتر والأنوار واستحموا معاً»: توصيات وزيرة البيئة السويسرية