مجتمع

محمد عباسي: سنوات من انتظار الجنسية ومصلحة الهجرة تقول؟

Aa

محمد عباسي: سنوات من انتظار الجنسية ومصلحة الهجرة تقول؟

محمد عباسي: سنوات من انتظار الجنسية ومصلحة الهجرة تقول؟

محمد عباسي: سنوات من انتظار الجنسية ومصلحة الهجرة تقول؟

اضطرّ محمد عباسي في 2014 للسفر في رحلة لـ 100 يوم قطع خلالها 10 بلدان للوصول إلى السويد، لكن اليوم مضت سنوات وهو بانتظار البتّ في طلبه للجنسية. لا يفهم محمد ما الذي يجري ولا ما يجب عليه فعله ليتولوا طلبه. لنتعرّف إلى محمد وقصته، وردود مصلحة الهجرة على فريق "أكتر" وكيف يمكن للجمهور الاستفادة منها:

رحلة الـ100 يوم

خرج محمد، وهو الفلسطيني السوري، من دمشق إلى السويد. استغرقته الرحلة الشاقة 100 يوم قطع خلالها 10 بلدان مع شقيقه الأصغر حتّى تمكّنا من الوصول إلى السويد في نهاية عام 2014.

انتظر مدّة عام حتّى حصل على الإقامة. تعلّم بعدها اللغة وحصل بعد عامين من بقاءه في السويد على عمل ليتمكن من التوقّف عن الاعتماد على السوسيال. يدرك محمد بأنّه بعمله في السويد لا «يضرب أحداً منيّة»، لكنّه كان يتمنى أن يتمّ التعامل معه على أنّه عضو فاعل لا يعيش عالة كما يحاول أعداء المهاجرين أن يروجوا.

بعد أربعة أعوام من البقاء في السويد، تقدّم بطلب للحصول على الجنسيّة السويدية تبعاً لكونه من فلسطينيّ الشتات، وبالتالي عديم الجنسية (ستاتلوس). تقدّم بعد ذلك بطلب استعجال، ولكن جاءه الردّ على طلب الاستعجال بالرفض. لم يقم محمد باستئناف قرار الرفض، فتجربته عند محاولة استقدام أهله دفعته لعدم التصديق بالاستئناف. 

وفقاً له فقد أخبروه في مصلحة الهجرة بأنّ خياره الوحيد هو الانتظار. كان محمد يعتقد بأنّ العمل المستمر سيساعده في الحصول على الجنسية، ولكن خاب أمله في ذلك بناء على تجربته.

Pontus Lundahl/TT
يخشى محمد أن تكون مخالفات السرعة هي السبب في تأخر مسألة الجنسية

الانتظار لا ينتهي

قرر محمد الانتظار، ومرّت 38 شهر أخبروه بأنّها مدّة الانتظار القصوى، ولكن لم يخرج قرار بحقّه، ولم يقم حتّى محقق بتسلّم قضيته.

عمل محمد في مدرسة مع الكومون، ولكنّه رأى بأنّ العمل مع الكومون – سواء من الناحية المالية أو المهنية – ليس فيه تطوّر. عمل بعد ذلك مع شركة تنظيف حدائق وساحات وأماكن خارجية، وهو يعمل معها منذ أربعة أعوام.

يقول محمد بأنّه حصل على عدّة مخالفات سرعة عادية وليست جسيمة، وقام بتسديدها جميعها، ويخشى محمد أن يكون السبب في عدم منحه الجنسية، مستنداً بذلك إلى حديث رفاقه فقط، هو حصوله على هذه المخالفات.

رغم أنّ طلب محمد لم يتمّ رفضه ولا قبوله بعد، فعند رجوع فريق "أكتر" إلى مصلحة الهجرة بمحاولة فهم الأسباب العامة التي قد تدفعهم لرفض أيّ طلب جنسيّة استوفى شروط المدّة والإقامة، فقد أعلنوا بأنّ مصلحة الهجرة تجمع معلومات عن صاحب الطلب من الكرونوفوغدن (Kronofogdemyndigheten)، ومن الشرطة، ومن وكالة الأمن (Säkerhetspolisen).

وتقول مصلحة الهجرة بأنّ طلب الجنسيّة قد يتمّ رفضه في حال كان هناك ضرائب أو غرامات أو رسوم لم يدفعها صاحب الطلب، وكذلك دفعات نفقات مستحقة.

تضيف مصلحة الهجرة أيضاً بأنّ من الأشياء التي قد تؤخّر الموافقة على طلب الحصول على الجنسيّة لمدّة تصل إلى عامين، هو وجود غرامات وفواتير لشركات خاصة أو للكرونوفوغدن. وحتّى لو قام صاحب الطلب بتسديد هذه الغرامات والفواتير، فقد يتمّ تأخير حصوله على الجنسيّة للتأكّد من أنّه قادر على البقاء خاوٍ من الديون.

Anders Wiklund/TT
يشعر محمد بالظلم عندما يرى أشخاصاً قدموا بعده إلى السويد قد حصلوا على جنسيتهم

كيف يقيمون الناس؟

لا يفهم محمد كيفيّة قيام النظام السويدي بعمليات التقييم، فرغم أنّه يؤكد بأنّه لا يشعر بالحسد تجاه من حصلوا على الجنسية، ولكنّه يشعر بالظلم عندما يرى بأنّ شخصاً جاء بعده، ولا يزيد عليه في شيء، ورغم ذلك يحصل على الجنسية بسلاسة.

يقول محمد بشيء من السخرية: هناك في كلّ مكان الجيّد والسيء، ولكن من المستفز أنّ الذين يقومون بالأعمال السيئة تسير أمورهم وأوراقهم بروتينية وسرعة ودون مشاكل، بينما يقف من يتبع الطريق القويم وهو يراقبهم بحسرة.

يرى محمد بأنّ بنية النظام السويدي غير قادرة على فهم معاناة البشر الذي هربوا من بلادهم قادمين إلى السويد للحصول على مكان آمن للعيش فيه.

محمد ومصاعب لمّ الشمل قبل مصاعب الجنسية

تحدّث محمد بأنّه عانى من قبل هو وأسرته من آليات تقييم نظام الهجرة السويدي. فبعد الكثير من المصاعب ومحاولة إنجاح لمّ شمل والده ووالدته، ووصولهم إلى مرحلة إجراء المقابلة في لبنان، تمّ رفض لمّ شملهم.

يقول محمد بأنّ هذا القرار كان بداية تدمير أحلامه. فوفقاً لمحمد، كان يحلم بإتمام دراسته بعد وصوله إلى السويد، ولكن بسبب ما حصل ورفض لمّ شمل أهله، ووجود أهله في مخيّم عين الحلوة في لبنان، وهو المكان الذي وصفه محمد «أكثر خطراً عليهم من الحرب في سورية» اضطرّ للاقتراض والدخول في سوق العمل حتّى يجني بعض المال، ليتمكّن بعد ذلك من استخدام هذا المال في المساعدة في جلب أهله إلى السويد.

يتحدث محمد بشيء من الحسرة عن تلك المرحلة، وصدى ما حدث مع أسرته في باله قائلاً: لا أريد أن امضي حياتي وأنا انتظر تراكم الأوراق ورفضها.

لا جديد لدى مصلحة الهجرة

قام فريق "أكتر" بالتواصل مع مصلحة الهجرة لسؤالهم عن حالة محمد بشكل خاص آملين أن نحصل منهم على إجابة تثلج صدر محمد، وتكون دليلاً أكثر عمقاً من الإرشادات العامة التي ذكرناها من أجل جمهور "أكتر".

لكنّ مصلحة الهجرة كانوا مقتضبين في ردّهم على استفسار "أكتر"، بأنّ طلب محمد لا يزال قيد الدراسة، وبأنّهم لا يحتاجون إلى معلومات أو وثائق جديدة حوله.

اقرأ أيضاً في “أكتر”:

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - مجتمع

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©