أصدرت الجمارك النرويجية تحذيراً شديد اللهجة إزاء انتشار مخدر جديد صناعي يحمل اسم "نيتازين"، يعمل بكفاءة تتجاوز المورفين بألف مرة، ما أثار حالةً من القلق العام في أوساط مكافحة المخدرات بالبلاد.
كما أكدت السلطات النرويجية أنها لم تواجه من قبل تدفقاً بهذا الحجم لأي مخدر مثلما شهدت في الأشهر الأخيرة مع المخدر "نيتازين". وقد جاء التحذير على خلفية سبع عمليات ضبط للمخدر منذ بداية العام الحالي، ما ينذر بتصاعد خطير لأزمة المخدرات في البلاد.
من جانبها، شددت كارين بيورك، رئيسة مختبر الجمارك السويدية، على خطورة الموقف قائلة: "إنه خطير للغاية". وأشارت إلى أن الإعداد الجديد للمخدر يتمتع بقوة تفوق الفنتانيل، وأن بضعة مليجرامات منه كافية لأن تكون جرعةً قاتلةً، محذرةً من أعراض خطيرة كالنعاس، الارتباك، توقف التنفس، وحتى الوفاة.
وأبلغت بيورك عن مصادرات متعددة للمخدر في السويد، حيث تم اكتشاف "نيتازين" في ثلاث مناسبات هذا العام، مموهاً في أحيان كثيرة كأدوية أخرى. ولفتت الانتباه إلى مخاطر هذا التمويه، موضحةً أن العبوات قد تحمل معلومات غير دقيقة حول محتوى الجرعة، ما يزيد من خطر الإفراط في التعاطي.
تأثيرات مميتة وتحديات علاجية
تزيد خطورة "نيتازين" من التحديات أمام النظم الصحية، إذ أن النالوكسون، الذي يُستخدم كمضاد للفنتانيل، لا يجدي نفعاً مع هذا المخدر الجديد. وبالتالي، يواجه المرضى خطراً مضاعفاً في حال تعاطيهم لهذا المستحضر.
وأمام هذه القدرة الفائقة للمخدر، تبرز المخاطر ليست فقط على متعاطيه، بل أيضاً على العاملين في الجمارك وغيرهم من الكوادر التي قد تتعامل معه عن قرب. وتطالب بيورك باتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصةً عند التعامل مع المخدر بشكله البودرة.
وتختتم بيورك تصريحاتها بالتأكيد على صعوبة تقدير حجم المشكلة الحقيقية المتعلقة باستيراد الـ "نيتازين"، مشيرةً إلى أن "القصة قد تكون مظلمةً وكبيرةً"، وأن التطورات ما تزال غير واضحة، ما يحتم ضرورة اليقظة والحذر المستمر.