أكد المخرج السويدي الشهير طارق صالح أنّ خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية الواردة إلى الولايات المتحدة هي خطوة «غير مفهومة تماماً» و«أشبه بإطلاق النار على النفس»، على حد تعبيره. تصريحات صالح جاءت عقب إعلان ترامب، الذي وصفه بأن صناعة السينما الأمريكية تواجه «موتاً سريعاً» نتيجة ما اعتبره حوافز تقدمها دول أخرى لجذب صانعي الأفلام والاستوديوهات بعيداً عن الولايات المتحدة، معتبراً أن ذلك يشكّل «تهديداً للأمن القومي». وأوضح ترامب في بيان أنه أمر ببدء فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على «كل فيلم يدخل إلى بلدنا ومنتَج في الخارج»، في خطوة وصفها صالح بأنها ستنعكس سلباً على الولايات المتحدة نفسها أكثر من الدول الأخرى.وقال صالح، الذي ينافس لاحقاً هذا الشهر في مهرجان كان السينمائي بفيلمه «نسور الجمهورية»، إنّ هيمنة أمريكا على سوق السينما العالمية مستمرة منذ الحرب العالمية الثانية، وإنّ أفلام هوليوود لعبت دوراً محورياً في نشر ما يُعرف بـ«الحلم الأمريكي» في كل أنحاء العالم، بدءاً من بومباي والقاهرة وصولاً إلى ريو دي جانيرو وستوكهولم. وأضاف: «بدء حرب تجارية توقف هذه الماكينة الدعائية الهائلة التي تمثلها السينما الأمريكية هو ببساطة أمر غبي تماماً من منظور أمريكي». ورغم انتقاداته الحادة، أعرب صالح عن شكوكه بشأن جدية ترامب في تنفيذ هذا التهديد، مرجحاً أن تكون الخطوة مجرد وسيلة للضغط على استوديوهات هوليوود. وقال: «لن أُفاجأ إذا تراجع ترامب عن هذه الخطوة لاحقاً مقابل تبرعات أو امتيازات من الاستوديوهات، أو حتى إعادة إنتاج برنامج ‹The Apprentice› أو شيء من هذا القبيل».ووفقاً لصحيفة «ذا غارديان» البريطانية، شهدت صناعة الأفلام في هوليوود تراجعاً في الإنتاج، ليس فقط بسبب المنافسة الداخلية من مدن مثل أتلانتا ونيويورك، بل أيضاً بسبب ازدياد الإنتاج في الخارج في دول مثل أستراليا وبريطانيا وكندا، حيث تتمتع مواقع التصوير بأسعار أقل وجماليات متنوعة. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إلى أن عدداً من الأفلام الكبرى المنتظرة مثل «ديدبول وولفرين»، و«ويكيد»، و«غلادياتور 2»، جرى تصويرها في الخارج، وهو ما يعود جزئياً إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج داخل الولايات المتحدة، فضلاً عن الحاجة إلى مواقع تصوير ذات طابع خاص، مثل سلاسل «جيمس بوند» و«ميشن إمبوسيبول».بذلك، يرى مراقبون أن فرض هذه الرسوم قد يرفع أسعار تذاكر السينما على الجمهور الأمريكي ويضر الصناعة محلياً، في وقت تشهد فيه الصناعة منافسة شديدة، وهو ما يجعل تهديد ترامب محل تساؤل واسع داخل القطاع السينمائي وخارجه.