تختبر عدة مدارس في مدينة هيلسينبوري السويدية أداة ذكاء اصطناعي جديدة تحمل اسم «تحليل المدرسة» (Skolanalys)، تهدف إلى تحسين أداء الطلاب ورفع معدلات النجاح، خاصة في الصف التاسع، من خلال توفير رؤية شاملة حول العوامل المؤثرة في تحصيلهم الدراسي وبيئتهم التعليمية. وتشمل هذه العوامل: درجات نهاية المرحلة الأساسية، مستويات الغياب غير المبرر، نسبة المعلمين المؤهلين، ومستوى تعليم أولياء الأمور. رغم امتلاك المدارس لهذه البيانات، إلا أن التحدي يكمن في الربط بين هذه المعطيات وتكوين صورة كاملة. وقال مارتن كارلينغ، مدير مدرسة Västra Berga التي شاركت في التجربة: «كل هذه البيانات موجودة، لكنها مفصولة ضمن أنظمة مختلفة، ومن الصعب علينا دمجها للحصول على نظرة شاملة». اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتفوّق على البشر… حتى في كونه «بشري» رؤية تحليلية شاملة باستخدام الذكاء الاصطناعي أوضح كارلينغ أن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي سهّل الربط بين تلك البيانات المختلفة، مما مكّن المدارس من اكتشاف وسائل دعم جديدة وشاملة، بل وأحياناً غير متوقعة، لمساعدة الطلاب. وتابع: «الأداة تجمع مختلف المؤشرات في تحليل موحد، يُظهر كيف تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض وتؤثر في النتائج الدراسية والتقييمات». رغم أن التحليل يتم على مستوى الفصول الدراسية، فإن المعرفة المباشرة للمعلمين حول طلابهم تسمح بالتدخل الفردي عند الضرورة، دون أن تُستخدم نتائج الذكاء الاصطناعي كحقيقة مطلقة. وأكد كارلينغ على أهمية عدم إطلاق الأحكام أو التصنيفات بناءً على بيانات مجردة، خاصة فيما يتعلق بالخلفية الاجتماعية والاقتصادية للطلاب، قائلاً: «من الضروري دمج هذه الأداة مع معرفتنا المباشرة للطلاب، فبيانات الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن تُستخدم لإلصاق تصنيفات مسبقة». بعد نجاح التجربة في ثماني مدارس، سيتم توسيع استخدام أداة «تحليل المدرسة» لتشمل مؤسسات تعليمية أخرى في المدينة. ويُعد رفع معدلات التأهل للمرحلة الثانوية (gymnasiekompetens) أحد أبرز أهداف هذا المشروع. التفاوت في معدلات التأهل للمرحلة الثانوية وفقاً للإحصائيات المحلية، فإن 75 بالمئة من طلاب مدرسة Västra Berga يحققون متطلبات التأهل للمرحلة الثانوية، مقابل 84.3 بالمئة في عموم مدينة هيلسينبوري. وفيما يلي نسب التأهل في بعض المدارس الأخرى: أنيروسكولان: 44.7% إلينيبيرغسكولان: 91.0% غوستافسلوندسكولان: 96.1% رايديبكسكولان: 100.0% فيستيلغرينسكولان: 61.1% وتأمل السلطات المحلية أن تسهم الأداة الجديدة في تقليص هذا التفاوت وتحقيق فرص تعليمية أكثر عدلاً لجميع الطلاب.