قررت هيئة التفتيش المدرسية في السويد سحب تصريح مدرسة قرطبة الدولية المستقلة Cordoba International School، وهي إحدى المؤسسات التعليمية الإسلامية في ستوكهولم. أما السبب وراء هذا القرار المثير للجدل هو معلومات قدمتها سلطة الأمن والاستخبارات السويدية (سابو) تشير إلى وجود أشخاص في مجلس إدارة المدرسة لهم "صلات تطرف دينية".عبرت وزيرة التعليم السويدية، لوتا إدولم Lotta Edholm، عن موقف الحكومة الحازم تجاه هذه القضية، قائلةً: "في السويد، نحمي أطفالنا من تأثير مثل هذه القوى". وأضافت إدولم أن هذا الإجراء يأتي كجزء من التزام الحكومة بضمان بيئة تعليمية آمنة وخالية من التأثيرات المتطرفة.Foto: Jessica Gow/TTبدوره، يؤثر القرار، الذي سيصبح سارياً اعتباراً من 8 يناير/ كانون الثاني، على 516 تلميذاً ممن قد يضطرون للبحث عن مدارس بديلة بعد عطلة عيد الميلاد. كما يمتلك مالكو مدرسة قرطبة مدة ثلاثة أسابيع للاستئناف ضد القرار.هذا وقد استندت هيئة التفتيش المدرسي في قرارها إلى تقييمات سابو التي تفيد بأن عدة أشخاص في مجلس الإدارة كانوا على اتصال "بإسلاميين متطرفين".ووفقاً للمعلومات المتوفرة، عمل شخص كان مشاركاً في روضة مونغوردن Mångården - والتي تعد جزءاً من مجموعة مدرسة قرطبة - لصالح منظمة إرهابية إسلامية في الخارج. كما اعتبرت الهيئة كلاً من المالك والرئيس التنفيذي للمدرسة غير مؤهلين لإدارة مؤسسة تعليمية.من جانبها، علقت آسا وستلوند Åsa Westlund، المتحدثة باسم سياسة التعليم في حزب ديمقراطيو السويد SD، بأن الرقابة وحدها لا تكفي، داعيةً إلى "القضاء على الخصخصة الجزئية وحظر المدارس الدينية الحرة".إغلاق المدارس الإسلامية في السويدفي وقت سابق اكتشفت مدينة ستوكهولم قضيةً تتعلق بمدرسة قرطبة الإسلامية، حيث اختفى عدد من طلابها بلا أثر، ما أثار شكوكاً حول تلقي المدرسة 1.5 مليون كرونة كأموال مدرسية، رغم أن الأطفال كانوا يعيشون فعلياً في المغرب ولم يعد الأطفال يحضرون الدروس. كما انضمت مدرسة السلام الإسلامية في مدينة أوربرو Örebro، والتي أغلقت بتاريخ 1 ديسمبر/ كانون الأول 2021، إلى قائمة المدارس الإسلامية التي تم إغلاقها، في قرار اتخذته مؤسسة "Skandinaviska stiftelsen för utbildning"، التي أنشأت هذه المدرسة. والسبب بحسب مجلس إدارة المؤسسة، أن المدرسة تواجه عقبات تعيقها من الاستمرار في عملها، مثل الحصول على تأمين أو حساب مصرفي.وكانت المدرسة وقتها تضم 326 طالباً في المرحلة التمهيدية، و78 طالباً في مرحلة الروضة، و 34 طالباً في مركز الترفيه (Fritidshem). ولديها 80 موظفاً.وفي سياق متصل، قامت مفتشيّة المدارس السويدية تاريخ 15/ 11/ 2021 بإغلاق مدارس Römosseskolan الإسلامية في يوتوبوري، ما أثر على 600 تلميذ اضطروا لتغيير مدرستهم، كثيرون منهم لم يتبقَ أمامهم سوى فصل واحد للتخرّج من المدرسة.Foto: Adam Ihse/TTأما سبب الإغلاق كان الاشتباه أن مدير المدرسة، عبد الرزق فابيري، وهو قائد حزب إسلامي في الصومال، وعضو برلمان سابق في السويد قد أنفق عدة ملايين من الكرونات في الصومال. وكانت المدارس الإسلامية المستقلة المثيرة للجدل Römosseskolan في يوتوبوري محط أنظار السلطة السويدية منذ عدة سنوات، كما تعرضت لانتقادات تتعلق بالفصل بين الجنسين أثناء أوقات التدريس، وجعل أوقات الصلاة إلزامية والعديد من القضايا الدينية الأخرى.