بينما تكافح شريحة كبيرة من العاملين في المتاجر الكبرى في السويد لتغطية نفقاتهم الشهرية، تجني الإدارات التنفيذية في هذه الشركات ملايين الكرونات سنويًا. ورغم ذلك، يصر أرباب العمل على أن 18,400 كرونة راتب مرتفع للغاية. بحسب مقال المحرر السياسي لصحيفة "Arbetet" فجوة واسعة بين الأجور والواقع المعيشي تظهر الأرقام أن العديد من الموظفين في سلاسل المتاجر مثل Willys، Coop وIca بالكاد يتمكنون من تغطية نفقاتهم الأساسية، حيث يعتمدون بشكل كبير على علاوات العمل المسائي وعطلات نهاية الأسبوع لتفادي الوقوع تحت خط الفقر. ومع ذلك، يبدو أن مناقشات الأجور في السويد تركز غالبًا على قضايا أخرى، مثل تقليل الضرائب على المستثمرين، بدلاً من ضمان رواتب لائقة للعاملين في قطاع التجزئة. في هذا السياق، أصدرت نقابة العاملين في التجارة (Handelsanställdas förbund) تقريرًا يشير إلى أن الكثير من العاملين في قطاع التجزئة يضطرون إلى البحث عن ساعات عمل إضافية فقط ليتمكنوا من دفع فواتيرهم. ومع ذلك، وعند مناقشة الزيادات المحتملة في الرواتب، تقول سوفيا لارسن، المديرة التنفيذية لمنظمة "سفينسك هاندل" (Svensk Handel)، إن قطاع التجزئة يواجه "أزمة مالية"، مما يجعل زيادة الأجور أمرًا صعبًا. أرباح ضخمة.. ورفض لرفع الرواتب لكن المفارقة تكمن في أن المديرين التنفيذيين الذين يقودون كبرى شركات التجزئة في السويد يحققون أرباحًا ضخمة، في حين يدعون أن زيادة رواتب العاملين أمر غير ممكن. على سبيل المثال، تضم مجلس إدارة "Svensk Handels" 18 مسؤولًا تنفيذيًا من Ikea، Coop، Axfood، Clas Ohlson، Rusta، Bygghemma وCellbes، ويبلغ متوسط رواتبهم الشهرية 495,000 كرونة، أي 20 ضعف رواتب العاملين في المتاجر الذين يعتمدون على العلاوات لتأمين معيشتهم. بعض الأمثلة على رواتب المديرين التنفيذيين: ليف فورهوغ، المديرة التنفيذية لشركة Martin & Servera، حصلت على 15 مليون كرونة في عام واحد. بيورن ليندبلاد، المدير التنفيذي لشركة Mio، تقاضى 13.4 مليون كرونة. أندرس سفينسون، الرئيس التنفيذي لشركة Stadium، حصل على 11.7 مليون كرونة. نينا يونسن، المديرة التنفيذية لمجموعة Ica، حصلت على 9.5 مليون كرونة. "الأزمة" لا تطال الجميع ورغم الفجوة الشاسعة بين رواتب المديرين التنفيذيين ورواتب الموظفين، تصر منظمة "سفينسك هاندل" على ضرورة "توخي الحذر" في منح أي زيادات للعاملين، مشيرة إلى أن "الأزمة تطال القطاع بأكمله". لكن الحقيقة أن هذه الأزمة تبدو أنها لا تؤثر على المديرين التنفيذيين، الذين يتقاضون مكافآت ضخمة بينما يطالبون الموظفين بالتقشف.