بطل قصتنا يُدعى فيديريكو ميكولوتشي Federico Micolucci، وهو رجل نهضة حديث من البندقية Venice، جمع بين البحث العلمي في معالجة المياه في جامعة يوتوبوري Gothenburg University، ومهنة ثانية كمنسق أغاني تكنو DJ techno، ومالك علامة تجارية.وصل ميكولوتشي Micolucci إلى السويد قبل أربع سنوات، وذلك عندما فاز بمنصب ما بعد الدكتوراه في جامعة لوند Lund University للأبحاث في تقنيات معالجة المياه الموفرة للطاقة، وعلى مدى العامين الماضيين، كان يتنقل أسبوعياً إلى جامعة يوتوبوري Gothenburg University، حيث يقوم بتطوير طرق تجريبية لتنظيف إمدادات المياه، باستخدام تقنية ترشيح الأغشية، والكربون المنشط لإزالة المواد الطبية والملوثات الضارة الأخرى.ومن جانب آخر، عاش ميكولوتشي Micolucci لأكثر من 12 عاماً حياة ثانية كمنسق أغاني تكنو techno راسخ، وفي السويد تمكن أيضاً بطريقة ما إيجاد الوقت لعرض موسيقاه في الحفلات والنوادي المختلفة حول مالمو Malmö حيث يعيش حالياً، كما وأنشأ موسيقاه الخاصة على تحت اسم "ثمانية أكواب" Eight of Cups، التي أسسها مع زميله جريجوري فارتيان فوس Gregory Vartian-Foss.يصف ميكولوتشي Micolucci مدينة مالمو Malmö قائلاً: «على المستوى الإبداعي، تُعتبر هذه المدينة فريدة وذهبية، هناك طاقة حقيقية وديناميكية في المشهد الفني هنا، كما وستلاحظ بأن شعبيته تزداد أكثر فأكثر على المستوى العالمي».التقى ميكولوتشي Micolucci صديقه فارتيان فوس Vartan-Foss، وهو عازف محترف على آلة الباس bass في أوركسترا مالمو Malmö السيمفونية. كان قد جاء من لوس أنجلوس Los Angeles قبل ثلاث سنوات، وسرعان ما اتفقوا بسبب شغفهم المشترك بسجلات ديسكو إيطاليا Italo disco النادرة.وفي أحدث مشروع لهم، شكلوا فريقاً ثلاثياً مع عازفة الآلات المتعددة والمغنية السويدية ميراندا جيرستاد Miranda Gjerstad، واحيوا معاً جوهرة نادرة منسية تقريباً من فنون الديسكو الإيطالية Italo disco، حيث أعادوا إصدارها على فينيل vinyl، جنباً إلى جنب مع النسخة المُسجّلة الخاصة بهم.يقوم فارتيان فوس Vartian-Foss الآن بإنشاء موسيقاه في استوديو مشترك في الملاذ الإبداعي المتنامي لـ نورا جرانجسبرجاتان Norra Grängesbergsgatan، وقد أنتج سابقاً أعماله الموسيقية في بيت الفنون والموسيقى إنكونست Inkonst.في الوقت نفسه، تطوّرت أبحاث ميكولوتشي Micolucci بوتيرة سريعة، حيث تولى مؤخراً إدارة العمليات في محطة مبتكرة لمعالجة مياه الصرف الصحي في هيلسينجبورج Helsingborg، وفي هذا الشتاء، فاز بمنحة Marie-Curie ماري كوري المرموقة للبحث العلمي في مرحلة ما بعد الدكتوراه. أعجب ميكولوتشي Micolucci بمدى بذل زملائه الباحثين، والموجهين السويديين قصارى جهدهم لجعله يشعر بالراحة خلال حياته الأكاديمية. حيث يقول: «بشكل عام، كان الشعور الذي شعرت به من المجتمع السويدي هو أن الناس مهذبون هنا ومبدعون، ويبدو أنهم يتجنبون إلقاء الأحكام المسبقة على الآخرين. في الوقت نفسه، كان الأمر صعباً علي بعض الشيء حين بدأ الجميع يدفعونني "بطريقة إيجابية" للاستماع إلى اللغة السويدية والتحدث عنها والانغماس فيها».بالرغم من ذلك، أظهرت تجربته في الأوساط الأكاديمية في الدنمارك وفي الداخل في إيطاليا أن القطاع يتميز بمنافسة شديدة، وهو أمر يعتقد أنه يمكن أن يكون إيجابياً إذا ساعد على زيادة الحماس نحو الابتكار. ولا تختلف الأمور في السويد عن ذلك أيضاً، والفرق الوحيد هو مستوى تجنب الصراع، على حسب قوله.كما ويقول ميكولوتشي Micolucci: «إن السويديين غير مرتاحين لمواجهة الناس عندما يحدث خطأ ما، حيث إنهم يحاولون الحفاظ على بيئة عمل إيجابية، وهو أمر رائع لكن قد يؤدي أحياناً إلى حدوث الأخطاء عندما لا تُصحح أو تُحل. لا أريد أن أبدو مفرطاً في إصدار الأحكام، لكنني أعتقد أنه مجرد اختلاف صارخ عن المجتمع الإيطالي، حيث يمكن للناس أن يكونوا مباشرين جداً وأحياناً مستعدين للمواجهة».تُضيء عيني فيديريكو Federico كلما تكلم عن وظيفته الجديدة في هيلسنبوري Helsingborg، وهو جزء من منطقة التجديد الحضري في أوشن هامنين Oceanhamnen، يوجد فيه المصنع التشغيلي وموقع الأبحاث هو أول نظام ترشيح واسع النطاق من نوعه في العالم. يقول فيديريكو Federico: «إنها أفضل وظيفة حصلت عليها على الإطلاق. زملائي السويديون داعمون ومرحبون كل يوم وإيجابيون حقيقيةً، إنهم يشجعون الموظفين على الشعور بالراحة والحفاظ على توازن جيد بين العمل والحياة. في الوقت نفسه، يؤمنون بخطوات واسعة في البحث وإيجاد حلول لتحسين الطرق التي نتفاعل بها مع البيئة. إنه شعور رائع، نادراً ما كنت أستيقظ كل يوم وأنا أشعر بالرضا عن الذهاب إلى العمل».وفي جانب آخر، لا يزال ميكولوتشي Micolucci يفتقد موطنه الأم إيطاليا، التي يصفها بأنها "أجمل دولة في العالم، بما فيها من مناظر طبيعية وهندسة معمارية وطعام شهي"، لكنه يكتفي بالبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة في البندقية على الهاتف، كما ويقوم بزيارات منتظمة إلى الوطن كل فترة.في سياق ذلك، يقول ميكولوتشي Micolucci: «العيش هناك صعب وأكثر إرهاقاً من الناحية العملية. ما وجدته هنا في السويد هو أن مفتاح الحياة هو وقت الفراغ. بالتأكيد العمل مهم، لكن لا يمكن أن يكون أولويةً دائمة في الحياة، حيث تفهم العديد من الشركات، على الأقل في مجالي، ذلك. أنا قادر على تطوير شغفي وقضاء الوقت مع أصدقائي المقربين، والقيام بما أحب أكثر بكثير مما كان الأمر عليه في وطني الأم».